وأكّد مصدر في بلدية الكرخ ببغداد، في حديث مع "العربي الجديد"، صدور أوامر بإزالة صور قتلى القوات العراقية ومليشيات "الحشد الشعبي" ذات الأحجام الكبيرة من أجل فسح المجال للمرشحين للانتخابات للبدء بحملاتهم الانتخابية المقرر أن تنطلق الأسبوع المقبل، لافتاً إلى أنّ بعض كوادر البلدية باشر بالفعل برفع صور قتلى الحرب على تنظيم "داعش" الإرهابي من أحياء اليرموك والمنصور والقادسية والجامعة والعامرية في جانب الكرخ ببغداد.
وأوضح المصدر أنّ دائرة البلدية هي المخولة بالتنسيق مع أمانة بغداد بالسماح للمرشحين والأحزاب بتعليق دعاياتهم الانتخابية في الشوارع والأرصفة، مبيناً أنّ بعض المرشحين خرقوا القوانين ووضعوا صورهم قبل المدّة المحدّدة لانطلاق الدعاية الانتخابية.
في السياق، أكّد الملازم في الشرطة الاتحادية العراقية، عدنان الجبوري، في حديث مع "العربي الجديد"، أنّ موظفي البلدية قاموا برفع صورة شقيقه النقيب حسين الجبوري، الذي قتل خلال المعارك مع تنظيم "داعش" بمعارك الموصل في إبريل/نيسان العام الماضي؛ لافتاً إلى أن صور ضباط آخرين رفعت أيضاً من ساحة قحطان بحي القادسية.
ورأى الجبوري أنّ "الإقبال على رفع صور الضباط والمقاتلين الذين وقفوا بوجه تنظيم داعش في هذا الوقت ليس له إلا تفسير واحد هو قرب موعد الانتخابات"، مبيناً أنّ بعض المرشحين بدأوا بوضع صور كبيرة لهم دون أن يعترضهم أحد.
ووفقاً لقرار سابق لمفوضية الانتخابات، فإن الحملات الانتخابية تبدأ في الرابع عشر من الشهر الجاري، لكن كثيرا من الأحزاب لم تلتزم بهذا التوقيت وبدأت حملاتها الانتخابية قبل هذا الموعد.
وأكّد عضو مجلس محافظة بغداد، سعد المطلبي، وجود خروقات انتخابية في أطراف العاصمة العراقية، في وقت مبكر، يسبق الموعد المحدد لانطلاق الحملات الانتخابية، معبراً عن استغرابه من عدم اتخاذ مفوضية الانتخابات الإجراء المناسب تجاه هذه المخالفات.
وقال المطلبي، في تصريح صحافي، "شاهدت بعيني في كثير من المناطق التي تقع في أطراف بغداد وقد بدت فيها لافتات ودعايات وصور انتخابية، بل إن بعضها يحمل رقم تسلسل الكتلة بشكل واضح".
وكانت منظمة "تموز" لمراقبة الانتخابات، قد أكّدت، الأسبوع الماضي، حدوث عدد من المخالفات والخروقات متعلقة بدعاية الانتخابات العراقية، موضحة أن مرشحين قاموا بنشر صورهم في الشوارع والمناطق العامة دون أن تتضمن هذه الصور إشارة إلى أسماء قوائمهم أو تسلسلاتهم لتلافي اعتبار ذلك انتهاكاً لضوابط الدعاية الانتخابية.
مخاوف أمنية
على صعيد متصل بالانتخابات، يخشى مسؤولون محليون وضباط وزعماء قبليون، من أن يقدم تنظيم "داعش" الإرهابي، على عمليات إرهابية في محافظة الأنبار بالتزامن مع الانتخابات.
ولفت العقيد في طوارئ الأنبار، عاشور المحلاوي، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى وجود مخاوف من تعرض مدن المحافظة لهجمات إرهابية بالتزامن مع موعد الانتخابات، مبيناً في الوقت عينه، أنّ القوات العراقية والعشائر اتخذوا الاحتياطات اللازمة لذلك.
وأشار المحلاوي إلى قيام قوات مشتركة من الجيش والعشائر بعملية عسكرية، اليوم السبت، في منطقة الثرثار شمال الأنبار بحثا عن خلايا تنظيم "داعش"، الذين يختبئون في هذه المنطقة الصحراوية، مبيّناً أنّ القوات المشتركة تمكنت، أمس الجمعة، من قتل ثلاثة من عناصر التنظيم في قرى تابعة للثرثار.
من جهته، شدّد القيادي في "الحشد العشائري"، عدنان العيثاوي، في حديث مع "العربي الجديد"، على ضرورة الاهتمام بالملف الأمني في الأنبار قبل وأثناء العملية الانتخابية التي ستجري بعد نحو 35 يوما، مؤكّداً وجود خطر حقيقي تمثله تجمعات تنظيم "داعش" المتواجدة في صحراء الأنبار الواسعة التي تمتد لآلاف الكيلومترات وصولاً إلى الحدود مع سورية والأردن.
من جهة ثانية، قال العيثاوي إنّ "غالبية المسؤولين المحليين في الأنبار انشغلوا بترتيب أوراقهم الانتخابية غير مبالين بالتهديدات الأمنية"، متسائلاً "ما فائدة الانتخابات إذا تمكن تنظيم داعش من اقتحام مناطق وارتكاب جرائم فيها؟".
بدوره، حذّر عضو مجلس محافظة الأنبار، عيد عماش، من احتمال شنّ تنظيم "داعش" هجمات إرهابية مع قرب موعد الانتخابات، مبيناً أن التنظيم لا يزال يسعى لإعادة نشاطه في المحافظة.