وانطلقت المسيرة، اليوم السبت، من مسجد النور في مدينة سخنين، وطافت البلدة حتى مقبرة شهداء يوم الأرض.
ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية، والصحافيون صور زميلهم الصحافي الشهيد ياسر مرتجى الذي استشهد برصاص قناص جيش الاحتلال الإسرائيلي، خلال تغطية تظاهرات "مسيرة العودة"، أمس الجمعة.
وخلال ثمانية أيام متواصلة من "مسيرة العودة" التي أطلقها الفلسطينيون، الجمعة الماضي، في ذكرى "يوم الأرض"، استشهد 29 فلسطينياً برصاص الاحتلال الإسرائيلي، وأُصيب 2850؛ منهم 1296 بالرصاص الحي والمتفجر، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
ويضاف إلى الشهداء الـ29، بحسب الوزارة، اثنان لم تسلّم قوات الاحتلال الإسرائيلي جثمانيهما بعد أنّ استشهدا إلى الشرق من وسط القطاع، ولم يجرِ نقلهما إلى ذويهما لدفنهما.
وهتف المتظاهرون في سخنين بشعارات تضامنية مع غزة، من ضمنها "من غزة لسخنين شعب حي ما بلين"، "ما منهاب إسرائيل أم الإرهاب"، "بالروح بالدم نفديك يا غزة"، "اسحب جيشك يا محتل".
وقال رئيس بلدية سخنين مازن غنايم، في كلمة خلال التظاهرة، إنّ "وجودنا اليوم يدل على أننا جزء لا يتجزأ من الشعب العربي الفلسطيني، وواجبنا الأدبي والأخلاقي والديني أن نحافظ على هويتنا وقوميتنا الوطنية الفلسطينية".
وأعرب عن "التضامن مع أهلنا في الضفة وغزة والشتات، وفي كل مكان يوجد فيه الشعب الفلسطيني. بعد سبعين عاماً جاء الوقت لكي يرجع الكل إلى وطنه، ولإقامة دولته إلى جانب دولة إسرائيل".
بدوره، قال امطانس شحادة، الأمين العام لحزب "التجمع الوطني الديمقراطي"، في كلمة خلال التظاهرة، إنّ "أضعف الإيمان الوقوف إلى جانب نضال شعبنا الفلسطيني في غزة، أمام المذابح الإسرائيلية، ومحاولة قمع حتى حلم العودة، ونقاش مشروع العودة، وقمعه بالقتل والبطش والرصاص".
وتابع "نحن في الداخل مع حق العودة، وحلّ القضية الفلسطينية بحل عادل، وإعادة الحقوق وإقامة دولة فلسطينية. هذه القضية تراخت في الإعلام العالمي، وحتى في الوعي الفلسطيني، لذلك يجب إعادتها ودعم نضال أهلنا في الضفة وغزة أمام آلة البطش الفاشية".
في السياق، دان رئيس لجة المتابعة محمد بركة، في كلمة خلال التظاهرة، "الاستهداف المتعمد لأبناء الشعب الفلسطيني الذين جاءوا لملامسة ما تبقى من وطنهم عزلاً إلا من إيمانهم في حقهم بالعودة وبحقهم في الحرية وبحقهم في الحياة الكريمة"، مشيراً إلى أنّ "الاحتلال يقتنصهم فرداً تلو الآخر، فعقلية المجزرة في دير ياسين هي ذاتها في غزة اليوم".
وتزامنت "مسيرة العودة" في غزة، الجمعة قبل الماضي، مع إحياء "يوم الأرض"، الذي يخلّد كل 30 آذار/ مارس مقتل ستة فلسطينيين دفاعاً عن أراضيهم المصادرة من سلطات الاحتلال الإسرائيلي سنة 1976.
ومن المقرر أن تستمر حركة الاحتجاج هذه ستة أسابيع، حتى ذكرى النكبة الفلسطينية منتصف الشهر المقبل، وذلك للمطالبة بتفعيل "حق العودة" للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي طُردوا منها، وللمطالبة أيضاً برفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة.