أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن السفير الأميركي في تل أبيب ديفيد فريدمان سيشرف على الاحتفال المقرر تنظيمه بمناسبة افتتاح السفارة الأميركية في القدس المحتلة بعد غدٍ الاثنين، تنفيذاً لقرار الرئيس دونالد ترامب الذي اتخذه في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، وأثار موجة تنديد دولية واسعة.
وفيما استعاض الرئيس الأميركي عن المشاركة شخصياً في الاحتفال بـ"الحدث التاريخي" بخطاب متلفز ينقل عبر الشاشة، حرص بيانُ وزارة الخارجية على التأكيد أن جون سوليفان، مساعد وزير الخارجية، سيترأس الوفد الرئاسي الأميركي إلى احتفال نقل السفارة إلى القدس المحتلة، الذي يضم كلا من جاريد كوشنر صهر ترامب وزوجته إيفانكا، وزير الخزانة ستيفن منوشين والمبعوث الخاص للمفاوضات الدولية جايسن غرينبلات.
وأثار اختيار موظف في وزارة الخارجية لترؤس الوفد الأميركي الذي يضم كوشنر وإيفانكا ومنوشين تساؤلات عما إذا كان ذلك يرتبط بالحسابات الداخلية الأميركية، في ظل الحديث عن تحجيم دور كوشنر، وربما إبعاده بالكامل عن البيت الأبيض على خلفية التحقيقات الروسية، وشكوك المحقق الخاص في التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية روبرت مولر بشأن علاقات كوشنر بكل من موسكو وتل أبيب والرياض وأبوظبي.
لكن غياب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، المنهمك بالملف الكوري الشمالي والتحضير للقمة بين ترامب وكيم جونغ أون الشهر المقبل، أثار أيضاً تساؤلات حول ما إذا كانت نظرة إدارة ترامب إلى مسألة نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس المحتلة لا تزال هي نفسها؟ أم أن التداعيات السلبية التي ألحقت أضراراً بالغة بالمصالح الأميركية في العالم وبمصداقية الولايات المتحدة كوسيطٍ نزيه في عملية السلام في الشرق الأوسط، أجبرت إدارة ترامب على لجم اندفاعتها العمياء في تلبية الرغبات الإسرائيلية على حساب المصالح الأميركية.
وبحسب بيان الخارجية الأميركية، فإن خطوة نقل السفارة "لا تعني تخلي الولايات المتحدة عن التزامها القوي في المساهمة في التوصل إلى اتفاق سلام دائم، بالأحرى هي شرط ضروري لذلك". وأكد البيان أن "ليس لدى واشنطن موقف من قضايا الحل النهائي، بما فيها حدود السيادة الإسرائيلية في القدس، والحدود المتنازع عليها".
كما لفت بيان الخارجية الأميركية إلى أن "القنصلية العامة في القدس ستواصل القيام بمهامها كبعثة مستقلة مكلفة بمسؤولية العلاقات الأميركية مع الفلسطينيين ومع السلطة الفلسطينية". وأكد أيضاً "استمرار دعم الولايات المتحدة لحالة الستاتيكو بالنسبة للحرم الشريف وجبل الهيكل"، و"استمرار التزام الإدارة القوي بالتوصل إلى اتفاق شامل ودائم بين إسرائيل والفلسطينيين يعد بمستقبل باهر للجانبين".