دخلت الشرطة العسكرية الروسية، اليوم الأحد، إلى قرى وبلدات عدة تسيطر عليها قوات النظام السوري، شرق سكة القطار في ريف إدلب الشرقي، تمهيداً لإقامة نقاط مراقبة روسية في المنطقة، وذلك بالتوازي مع قيام قوات تركية بإنشاء نقاط مراقبة غربي السكة، وعلى الحدود الشرقية لسيطرة فصائل المعارضة في إدلب، وذلك قبل يوم واحد من انعقاد الجولة التاسعة من محادثات أستانة في عاصمة كازخستان، غداً الاثنين.
وقالت صحيفة "الوطن" الموالية للنظام إن الوفد الروسي دخل شرق إدلب "تمهيداً لإقامة نقاط مراقبة عسكرية روسية في المنطقة في إطار اتفاق خفض التصعيد". وأشارت إلى أن وفداً روسياً زار قرى أم صهريج وتل مرق، جنوب إدلب وشرق سكة الحديد بريف إدلب الشرقي، تمهيداً لإقامة نقاط مراقبة عسكرية، حيث من المتوقع أن تصبح النقاط الروسية مقابل النقاط التركية في مناطق سيطرة فصائل المعارضة بريف إدلب الشرقي والجنوبي.
وسبق أن دخلت الشرطة العسكرية الروسية في الثالث من الشهر الجاري إلى قرية أبو دالي، فيما توجّه رتل روسي آخر نحو قريتي أم صريج وسنجار، ومواقع عسكرية في محيطهما، بغية إنشاء نقاط مراقبة روسية في هذه المناطق.
وكانت قوات النظام توغلت أواخر العام الماضي في ريفي إدلب وحلب الجنوبيين، لتصل إلى أطراف مطار أبو الضهور العسكري، وتؤمن خط إمداد بين شرق إدلب وجنوب حلب.
كما قامت القوات التركية خلال الأيام الأخيرة، بتثبيت نقطتي مراقبة في منطقة تل الطوقان بريف أبو الظهور ونقطة الصرمان بريف معرة النعمان الشرقي، إضافة إلى نقطة عسكرية في منطقة مورك بريف حماة الشمالي، في اطار تطبيق اتفاق "خفض التصعيد".
إلى ذلك، ذكرت مصادر عسكرية أن مفاوضات تركية – روسية تجري تمهيداً لفتح الطريق الدولي حلب – غازي عنتاب.
ونقلت وكالة "قاسيون" عن تلك المصادر قولها إن القوات الروسية دخلت، أمس السبت، إلى أجزاء من الطريق برفقة وفد للقوات التركية، واتفق الطرفان على وضع نقاط مراقبة لهما في مناطق عدة على طرفي الطريق، دون الكشف عنها.
ولفتت المصادر إلى أن القوات التركية استطلعت أيضاً، مناطق استراتيجية عدة في شمال حلب، من بينها جبل معارة وبلدة تل مصيبين، وذلك بغية إنشاء نقاط مراقبة فيها، مرجّحة أن تضع القوات الروسية نقاط مراقبة على الطريق في الأجزاء التي يسيطر عليها النظام، أي من أطراف بلدة بيانون وصولاً إلى مشارف منطقة درع الفرات، في حين تضع القوات التركية نقاطها في مناطق سيطرة المعارضة، أي من دوار الليرمون، وصولاً إلى بلدة بيانون شمال حلب.
وفي السياق ذاته، ذكرت مصادر محلية أن الحكومة التركية بدأت بأعمال التجهيز لفتح معبر حدودي مع منطقة عفرين، عند قرية الحمام في ناحية جنديرس جنوبي غربي عفرين، وسيخصص بداية لدخول المساعدات الإنسانية، ومن ثم سيجهز ليكون معبراً تجارياً وعسكرياً أيضاً.
ورجّحت المصادر أن يكون المعبر تحت إدارة تنظيم "جيش الشرقية"، المنضوي في "فيلق الشام" المقرب من تركيا.
من جهة أخرى، قتل عنصر وأصيب آخر من "جيش النصر" التابع لفصائل المعارضة السورية، اليوم الأحد، بانفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارتهما في أطراف مدينة معرة مصرين بريف إدلب الشمالي. كما أصيب عدد من المدنيين بانفجار عبوة ناسفة أخرى على أطراف مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي، فيما قام مجهولون بقتل عضو الهيئة السياسية في محافظة إدلب، عبد الله شوقي الضلع، في مدينة الدانا بعد اختطافه قبل نحو شهر.
وتعود موجة الاغتيالات والتفجيرات إلى مدينة إدلب، مخلفة قتلى وجرحى بين المدنيين والعسكريين، بعد موجة مماثلة تعرضت لها مؤخراً.