تستضيف إسطنبول، اليوم الجمعة، اجتماعات قمة منظمة التعاون الإسلامي للمرة الثانية في غضون ستة أشهر، وبشكل طارئ، عقب نقل أميركا سفارتها إلى القدس المحتلة، ومجزرة "مليونية العودة" في قطاع غزة، التي راح ضحيتها 62 شهيداً، وجُرح نحو ثلاثة آلاف آخرين.
ويأتي تنظيم القمة على عجل وفي فترة قصيرة ليوم واحد تُعقد فيه كل الاجتماعات، بدءاً من الاجتماع على المستوى الوزاري، لتختتم باجتماع القمة بحضور الزعماء المشاركين، في حين لوحظ أن عدد الدول والزعماء الحاضرين أقل من القمة التي جرت في ديسمبر/كانون الأول الماضي، حين حضر نحو 19 رئيس دولة.
ويشارك في القمة اليوم، بحسب مصادر تركية، أكثر من 40 دولة، من أصل 57، من بينهم عدد كبير من الزعماء، و13 رئيس وزراء، ونائبا رؤساء، فضلاً عن وزراء خارجية وممثلين رفيعي المستوى.
وعلى مستوى الرؤساء ينتظر أن يشارك الرئيس الإيراني حسن روحاني، والرئيس الأفغاني أشرف غني، والملك الأردني عبد الله الثاني، والرئيس السوداني عمر البشير، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وأمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، فيما يتغيب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وهو المفترض أن يكون الحاضر الأول، وينوب عنه رئيس الوزراء رامي حمدلله. وترأس الاجتماعات تركيا، كونها الرئيسية الدورية للمنظمة.
وقبيل القمة، أعلن وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، أنه أجرى اتصالات مع 37 من نظرائه من الدول الإسلامية خلال 3 أيام لبحث موضوع القمة الإسلامية، مشيراً إلى أن تركيا ستشجع الدول التي تتردد في الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة، و"العمل ليل نهار من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية وانضمامها إلى الأمم المتحدة". كما أشار المتحدث باسم الرئاسة التركية ابراهيم قالن إلى أن "القمة الإسلامية الطارئة المزمع عقدها في مدينة إسطنبول، اليوم الجمعة، ستبحث مواقف وخطوات الدول الإسلامية من أجل الدفاع عن قضية فلسطين والقدس، عبر التعاون والتضامن مع الدولة الفلسطينية وشعبها".
إلا أن حجم المشاركة المنخفض مقارنة مع قمة ديسمبر السابقة التي شارك فيها ممثلون عن أكثر من خمسين دولة، واحتمال غياب عدد من القادة، وأهمهم غياب الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، يطرح تساؤلات حول أهمية وحجم هذه القمة، والتي تتزامن أيضاً مع أزمة في العلاقات الدبلوماسية بين تركيا وإسرائيل، وتبادل طرد الدبلوماسيين، في أكبر توتر منذ مصالحة عام 2016.
كما أن جدول الأعمال يتضمن لقاء وزراء الخارجية، وستكون كلمة جاووش أوغلو وحده متاحة للإعلام، وبعدها يتم التشاور بمضمون البيان الختامي. أما برنامج الساعات القصيرة، فيبدأ الساعة السابعة مساء بتوقيت إسطنبول والقدس المحتلة، ويشمل كلمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وكلمة الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف بن أحمد العثيمين، وملك الأردن، ورئيس وزراء فلسطين، وبعد ذلك تتابع الكلمات في جلسات مغلقة. ويتم اعتماد البيان الختامي لاحقاً، ويعقد كل من أردوغان وملك الأردن والحمدلله اجتماعاً عند الساعة الحادية عشرة قبل منتصف الليل.
كما يتم تنظيم تظاهرة يتوقع أن تكون حاشدة في إسطنبول على هامش القمة التي دعا لها أردوغان ويرأسها، إذ وضع بنداً في جدول الأعمال حول مشاركة من يرغب من الهيئات في التظاهرة التي تنظم عند الساعة الرابعة من بعد الظهر.
وكانت تركيا قد أعلنت الحداد لثلاثة أيام بعد المجزرة الإسرائيلية في غزة، واستدعت سفيريها لدى واشنطن وتل أبيب للتشاور، وطردت السفير الإسرائيلي من أنقرة والقنصل من إسطنبول، ودعت منظمة التعاون الإسلامي لاجتماع طارئ الجمعة.