بعد استكمال عمليات التهجير في سورية وتجميع معارضي النظام من شتى أنحاء البلاد وحشرهم في محافظة إدلب وجزء من ريف حلب، ضمن مساحة صغيرة نسبة إلى العدد الهائل من السكان الذي فاق مليونين ومئتي ألف في محافظة إدلب لوحدها، وما يقارب هذا العدد في مناطق سيطرة المعارضة في ريف حلب، بدأت تتكشف معالم الكارثة التي وضع فيها الشمال السوري من تزاحم سكاني يجمع مواطنين من مناطق مختلفة جغرافيا، وبالتالي مختلفة اجتماعياً وثقافياً. يُضاف إلى ذلك أنّ جلّ من تم تجميعهم هم عائلات قلّ أن تجد واحدة منها لا يوجد فيها شخص على الأقل كان مقاتلاً، حمل السلاح وخاض معارك، وأصبح الآن يبحث عن عمل يؤمّن له معيشته بعد أن تم القضاء على الفصيل الذي ينتمي إليه، في ظل انعدام البنى التحتية لقيام نشاط اقتصادي حقيقي يمكن أن يؤمن الحد الأدنى من فرص العمل ومن متطلبات العيش.
وحوّل هذا الأمر جزءاً كبيراً من السكان إلى النمط المستهلك بدون أن يكون منتجاً والاعتماد على المساعدات الإنسانية التي تقدّمها المنظمات الإنسانية، التي بدأت تظهر عجزها عن تلبية الاحتياجات، وبالوقت نفسه بدأ دورها بالتراجع عن تقديم المساعدات الإنسانية إلى تلك المناطق.
وما يزيد من تعقيد الوضع في شمال سورية تهجير كل المقاتلين المتشددين إلى المنطقة وسيطرة تنظيم هيئة تحرير الشام، الذي تشكّل جبهة النصرة عموده الفقري، على جزء كبير من المنطقة، الأمر الذي يزيد من معاناة السكان داخلياً ويجعل المنطقة عرضة لتهديدات روسيا المتكررة. ويساهم هذا الوضع في عدم استقرار المنطقة أمنياً، ويجعلها مفتوحة على كل السيناريوهات، بما فيها السيناريو العسكري، في حال لم تتمكّن تركيا التي تقوم بدور الضامن لتلك المنطقة، حسب اتفاقات أستانة، من إيجاد حل تفكك فيه التنظيمات المتطرفة، وهو أمر يبدو في غاية الصعوبة، وقد يكون أحد سيناريوهاته فتح جبهات بين الفصائل الموجودة في الشمال السوري والعودة إلى الاقتتال فيما بينها.
كل هذه المعطيات تجعل من الشمال السوري أشبه بقنبلة موقوتة قد تنفجر في أية لحظة، سواء بفعل خارجي أو بسبب انفجار الوضع داخل مناطقه.
وما يزيد من تعقيد الوضع في شمال سورية تهجير كل المقاتلين المتشددين إلى المنطقة وسيطرة تنظيم هيئة تحرير الشام، الذي تشكّل جبهة النصرة عموده الفقري، على جزء كبير من المنطقة، الأمر الذي يزيد من معاناة السكان داخلياً ويجعل المنطقة عرضة لتهديدات روسيا المتكررة. ويساهم هذا الوضع في عدم استقرار المنطقة أمنياً، ويجعلها مفتوحة على كل السيناريوهات، بما فيها السيناريو العسكري، في حال لم تتمكّن تركيا التي تقوم بدور الضامن لتلك المنطقة، حسب اتفاقات أستانة، من إيجاد حل تفكك فيه التنظيمات المتطرفة، وهو أمر يبدو في غاية الصعوبة، وقد يكون أحد سيناريوهاته فتح جبهات بين الفصائل الموجودة في الشمال السوري والعودة إلى الاقتتال فيما بينها.
كل هذه المعطيات تجعل من الشمال السوري أشبه بقنبلة موقوتة قد تنفجر في أية لحظة، سواء بفعل خارجي أو بسبب انفجار الوضع داخل مناطقه.