قطعت قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، اليوم الإثنين، إمدادات المياه عن مدينة درنة شمال شرقي ليبيا، بالتوازي مع إقفال معظم المحال التجارية، بسبب الحصار المفروض على المدينة، ضمن سياسة التجويع التي يتبعها حفتر ضد المدنيين، بينما يواصل هجومه للسيطرة عليها.
وأقفلت المحال التجارية في درنة، بسبب نفاد مخزون المؤن والمواد الأساسية، بعد منع وصول الخضرة من خارج المدينة، باستثناء بعض المحال التي يقول مسؤولون إنّها تكاد توشك على الإقفال أيضاً.
وقال خليل بن سعود رئيس مجلس حكماء درنة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "ما تبقى من محال تتوفر على بعض الخضرة أو المواد الأساسية، ستقفل خلال ساعات"، محذراً من أنّ "الخطر الأكبر الذي يواجه المدنيين، هو خطر قطع المياه"، مؤكداً أنّ "المياه مقطوعة من خارج المدينة، منذ يومين، من دون أي سبب، في إجراء يأتي ضمن سياسة التجويع".
وأوضح بن سعود، أنّ "الأمر لا يتوقف على المياه والغذاء، فأغلب أقسام المستشفى الوحيد في درنة أقفلت هي الأخرى؛ كقسم الولادة وغسل الكلى وقسم الطوارئ والعمليات، بسبب نفاد المواد الطبية"، كاشفاً عن وفاة سيدة خلال الولادة، مبيناً أن "حالات إنسانية أخرى حاول ذووها نقلها إلى مستشفيات بمدن مجاورة، لكن قوات حفتر منعتها".
بدوره، وصف يحيى الأسطى مسؤول الملف الأمني بالمجلس البلدي لمدينة درنة، ما يحدث بأنّه "تجويع متعمد وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان"، مستغرباً "الصمت المحلي والدولي".
وقال الأسطى، لــ"العربي الجديد"، اليوم الإثنين، "لما فشلت كل محاولات حفتر في التقدّم على الأرض، تحوّل لسياسة تكثيف القصف الجوي"، مشيراً إلى أنّ "قذائف عديدة سقطت بالقرب من الأحياء السكنية، تسببت في أضرار مادية بلغية، ولا سيما في حي السيدة خديجة وحي السلام".
وأشار إلى أنّ "الأهالي يعيشون حالة من الذعر، بسبب القصف الجوي والمدفعي"، مضيفاً أنّه "الآن وبعد فشل كل هذه المحاولات، ها هو حفتر يعمد إلى سلاح التجويع لتركيع أهالي درنة". وتابع أنّ "أهل درنة لا يجدون الآن على مائدة الإفطار في رمضان، سوى بعض اللقيمات للأولاد، بينما تباع قارورة الماء الواحدة بأضعاف ثمنها".
وعن الأوضاع الميدانية قال الأسطى "حتى ساعات صباح اليوم الإثنين، لا يزال الطيران الأجنبي الموالي لحفتر، يقصف مواقع حول درنة، لا سيما في المدخل الغربي القريب من حي السيدة زينب".
أما براً، فقد تمكّنت "قوة حماية درنة"، من صد هجوم، أمس الأحد، حاولت من خلاله مفرزة من قوات حفتر، التسلل إلى حي شيحا الشرقي، بحسب الأسطى، مؤكداً أنّ المدينة وضواحيها بكاملها لا تزال تحت سيطرة الأهالي .
وبعد ما يقارب 3 سنوات من الحصار على درنة، أطلق حفتر، قبل أسبوعين، ساعة الصفر لبدء عملية عسكرية لقواته، من أجل السيطرة على المدينة، التي رفضت سابقاً الخضوع لحكمه.