وكشف مصدر سياسي مقرب من "الحزب الديمقراطي الكردستاني" عن وجود اتصالات يجريها الحزب مع قيادات بأحزاب أخرى، أبرزها "الاتحاد الوطني الكردستاني"، من أجل التوصّل إلى موقف واضح تجاه تشكيل الحكومة العراقية الجديدة.
وأكّد المصدر لـ"العربي الجديد" أن "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، الذي يتزعّمه رئيس إقليم كردستان السابق، مسعود البارزاني، اقترح زيادة سقف مطالب الأكراد، وعدم التنازل عن المناصب السابقة.
وأضاف أن "حزب البارزاني أبلغ الأحزاب الكردية التي تواصل معها أن النكسة التي أصابت إقليم كردستان بعد الاستفتاء العام الماضي يجب ألا تؤثر على المطالب التاريخية للأكراد".
وبحسب المصدر "شدد الحزب الديمقراطي الكردستاني على ضرورة عدم التفريط بكركوك والمناطق المتنازع عليها"، مبيناً أن "هذه الشروط ستعرض على القيادات السياسية "الشيعية" التي ستتولى مهمة تشكيل الحكومة العراقية المقبلة، في حال عرضت على الأحزاب الكردية المشاركة".
إلى ذلك، قالت عضو البرلمان العراقي عن "الحزب الديمقراطي الكردستاني" أشواق الجاف "إن لدى الأحزاب الكردية شرطين للاشتراك في الحكومة الجديدة"، موضحة لـ "العربي الجديد" أن الشرط الأول يتمثّل في "تعهّد بغداد بتطبيق الدستور العراقي بشكل دقيق"، وثانياً "ابتعاد الحكومة العراقية عن الانتقائية في التعامل مع إقليم كردستان"، مبينة أن "العملية السياسية اعتادت على تشكيل الحكومات بالتوافق، وهنا لا يمكن تجاهل أهمية الأكراد".
مقابل ذلك، اعتبر عضو البرلمان العراقي عن "التحالف الوطني" الحاكم، حبيب الطرفي، أن "الشروط الكردية والسنية بشأن الحكومة المقبلة غير مقبولة".
وأشار الطرفي إلى أن اعتراض أحزاب كردية وسنية على تولي حزب "الدعوة" رئاسة الحكومة المقبلة "غير مبرر"، مؤكداً خلال تصريح صحافي، أن "الحديث عن تسمية الجهة التي ستتولى تشكيل الحكومة المقبلة سابق لأوانه"، موضحاً أن "هذا الأمر مرفوض تماماً".
وتابع بأن "المنافسة السياسية في الانتخابات المقبلة المقرر أن تجرى في الثاني عشر من الشهر الحالي ستكون الأقوى في تاريخ الديمقراطية العراقية، بسبب توقعات تقارب النتائج، وانشطار الأحزاب الكبيرة إلى قوائم متعددة".
في غضون ذلك، رحب زعيم "التيار الصدري"، مقتدى الصدر، بمشاركة الأكراد في العملية الديمقراطية، موضحاً، في بيان، أن "صوت الأكراد يجب أن يعلو على الظلم والفساد في الانتخابات المقبلة".
وقال الصدر، مخاطباً مواطني إقليم كردستان والمحافظات الغربية، "إنما الانتخابات والعملية الديمقراطية سنّت لكل الطوائف، لا للأغلبية فقط، وعليهم أن يشاركوا بقوة وعزم. لا بد لصوت الأكراد أن يعلو على الظلم والفساد كما علا صوت شيعة العراق وسنته"، مضيفاً "على الأقليات الأخرى أن تشارك بكل ثبات وعزم".