وقدم أفيناتي، الذي يلاحق كوهين وترامب، ادعاءاته حول عمليات تحويل الأموال هذه، أمس الثلاثاء، في تقريرٍ من سبع صفحات، بحسب ما ذكرت شبكة "سي بي سي" الإخبارية، اليوم الأربعاء.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" مساء أمس الثلاثاء إن مراجعتها لوثائق لم تذكر نوعها أو مصدرها، تؤكد الكثير مما أعلنه أفيناتي في تقريره. بدورها، ذكرت وكالة "أسوشييتد برس"، أن الوثائق المالية التي راجعتها تدعم تقرير محامي ستورمي دانيالز.
وبحسب أفيناتي، فقد أنشأ كوهين شركة تحمل اسم "إسانشال كونسالتنتز إل إل سي" Essential Consultants LLC، في أكتوبر/تشرين الأول 2016، قبل بضعة أسابيع فقط من الانتخابات الرئاسية الأميركية. وفتحت هذه الشركة لاحقاً حساباً مصرفياً في مصرف "فيرست ريبابليك بانك". ووفق أفيناتي، فإنه تمّ تحديداً من هذا الحساب، تحويل 130 ألف دولار إلى ممثل عن الممثلة الإباحية، التي تلاحق ترامب.
أما السؤال الذي يدعي أفيناتي امتلاك الإجابة عنه، فهو من أين جاء هذا المبلغ وغيره من المبالغ التي وصلت إلى حساب كوهين؟ وفي هذا الصدد، يشير محامي دانيالز إلى سلسلة دفعات، منها مبلغ 500 ألف دولار، مصدره شركة استثمار أميركية، ترتبط برجل الأعمال الروسي فيكتور فيكسلبرغ، الذي كان هدفاً للعقوبات الأميركية في شهر إبريل/نيسان الماضي، وهو يعتبر من طبقة رجال الأعمال المقربة من دوائر صنع القرار بموسكو وخصوصا بوتين.
وبحسب بيانٍ لها أرسلته إلى صحيفة "واشنطن بوست"، قالت شركة الاستثمارات هذه، وتدعى "كولومبوس نوفا"، إنها استعانت بخبرات كوهين الاستشارية، مؤكدة في الوقت ذاته أن لا علاقة لرجل الأعمال الروسي فيكسلبرغ بتوظيف كوهين لديها أو دفع أتعابه.
وتتبع "كولومبوس نوفا"، مجموعة "رينوفا"، التي يسيطر عليها فيكسلبرغ. وأصدر الأخير و"رينوفا" بياناً توجها به إلى شبكة "سي بي أس" الإخبارية، وأكدا فيه أنهما لم يقيما أي علاقة بموجب عقد عمل مع كوهين أو شركته، كما دعَوَا المتابعين للملف إلى توجيه السؤال إلى السيد أندي انتراتر، الذي يملك ويدير شركة كولومبوس نوفا". وبحسب وكالة "رويترز"، فإن أندي انتراتر هو ابن عم فيكسلبرغ.
مصادر أموال أخرى
وفي تقريره، تحدث المحامي أفيناتي عن تحويلات مالية أخرى للحساب الذي يملكه مايكل كوهين: حوالي 400 ألف دولار من شركة الأدوية السويسرية "نوفارتيس"، 150 ألف دولار من شركات كورية للصناعات الجوية والفضائية، و187 ألف دولار من اليوت برودي، النائب السابق لرئيس اللجنة المالية في "اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري الأميركي".
وذكر التقرير أيضاً أن شركة "آي تي أند تي" AT&T، دفعت لشركة كوهين مبلغاً قدره 200 ألف دولار، على أربع دفعات، فيما أعلنت الشركة، التي لم تؤكد الرقم، أنها دفعت لشركة كوهين مقابل "تأمين شرحٍ لفهم الإدارة الأميركية الجديدة".
وفيما ليس معلوماً من أين حصل أفيناتي على الوثائق المالية التي تؤكد التحويلات المصرفية لصالح شركة كوهين، يتساءل السكرتير التنفيذي لـ"الديلي بيست"، نوا شاكتمان: على أي خدمات من شركة كوهين اعتقدت شركة المتمول الروسي أنها ستحصل مقابل هذه الأموال؟ وكذلك الأمر بالنسبة لـ"نوفارتيس"، ولـ"آي تي أند تي"؟ وبماذا كان يفكر كوهين عندما حصل على كل هذه الأموال؟ وهل علم ترامب بكل ذلك؟ فنحن نعلم أن ترامب وضع المال في جيب كوهين عندما دفع لستورمي دانيالز.. فهل ذهب جزء من هذا المال في اتجاه آخر؟
يذكر أن صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، كشفت الأسبوع الماضي أن روبرت مولر، المحقق الخاص في ملف التدخل الروسي المحتمل بالانتخابات الرئاسية الأميركية 2016، استجوب الملياردير الروسي فيكتور فيكسلبرغ.
وذكرت الصحيفة، أنّ محققين فيدراليين يعملون في فريق مولر، أوقفوا فيكسلبرغ، رجل الأعمال الروسي، في مطار في مدينة نيويورك هذا العام، وقاموا بتفتيش أجهزته الإلكترونية واستجوابه، وفقاً لأشخاص مطلعين على المسألة.