وسيتلقى ترامب "رسالة مختومة" من كيم سيسلمها له كيم يونغ شول، كبير المفاوضين الكوريين الشماليين وأرفع مسؤول كوري شمالي يزور الولايات المتحدة منذ 18 عاماً.
في الوقت نفسه، أجرى وفدان رفيعا المستوى من الكوريتين، الجمعة، محادثات لمناقشة تحسين العلاقات الثنائية قبل القمة المرتقبة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
وقال بيان مشترك إنّ الكوريتين اتفقتا، خلال الاجتماع، على إجراء محادثات هذا الشهر بشأن القضايا العسكرية ولم شمل الأسر التي فرقتها الحرب الكورية.
وستجرى المحادثات العسكرية يوم 14 يونيو/حزيران، في الجانب الشمالي من قرية بانمونغوم الحدودية في المنطقة منزوعة السلاح التي تفصل بين البلدين.
وأضاف البيان أنّ المحادثات بشأن لم شمل الأسر التي تفرقت بسبب الحرب الكورية التي دارت من عام 1950 إلى عام 1953، وانتهت بهدنة وليس بمعاهدة سلام، ستجرى يوم 22 يونيو/حزيران، في منتجع جبل كومغانغ الواقع إلى الشمال من الحدود.
وكان يفترض أن تعقد المحادثات بين الكوريتين مطلع مايو/أيار الماضي، لكن بيونغ يانغ ألغتها رداً على المناورات العسكرية المشتركة بين سيول وواشنطن.
كما قال مسؤول كوري جنوبي إن كوريا الشمالية اقترحت، خلال المحادثات، اليوم الجمعة، أن تقيم الكوريتان احتفالاً مشتركاً في كوريا الجنوبية هذا الشهر، في ذكرى القمة التاريخية التي عُقدت بين الكوريتين عام 2000.
وكان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، قد أكَّد لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أنّه ملتزم نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية.
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية الكورية الشمالية، اليوم الجمعة، أن "كيم قال إنّ إرادة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية بالسير نحو نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية، ما زالت دون تغيير ومتماسكة وثابتة".
وعبّر كيم عن أمله في إيجاد حل لمسألة العلاقات مع الولايات المتحدة، ونزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية "خطوة خطوة"، وأن "يتم إحراز تقدّم في حل المشاكل، عبر الحوار والتفاوض الفعال والبناء"، وفق وكالة "فرانس برس".
من جهته، حذر لافروف من رفع سقف التوقعات، حاضّاً جميع الأطراف على "تجنّب إغراء المطالبة بكل شيء بشكل فوري".
وأتاح الحوار بين واشنطن وبيونغ يانغ إحراز "تقدم فعلي" نحو عقد قمة تاريخية بين كيم جونغ أون، ودونالد ترامب على أن يتسلمّ الأخير، اليوم الجمعة، رسالة من الزعيم الكوري الشمالي.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الخميس: "نسير في الاتجاه الصحيح"، وذلك بعد يومين من الاجتماعات في نيويورك مع مساعد كيم، الجنرال كيم يونغ شول، أرفع مسؤول كوري شمالي يزور الولايات المتحدة منذ ثمانية عشر عاماً.
لكن بومبيو لم يحدّد ما إذا كانت كوريا الشمالية قد تعهدت بنزع سلاحها النووي بشكل "كامل لا عودة عنه ويمكن التحقق منه"، الأمر الذي تطالب به الولايات المتحدة.
وكان ترامب قد قال، الخميس، إنّ الأمر قد يتطلّب أكثر من لقاء مع زعيم كوريا الشمالية، للتوصل إلى اتفاق بشأن نزع الأسلحة النووية.
وقال ترامب، في مقابلة وجيزة مع وكالة "رويترز"، على متن طائرة الرئاسة لدى توجهه إلى تكساس للمشاركة في فعاليات لجمع التبرعات، إنّه لا يزال يأمل بأن تعقد قمة مع زعيم كوريا الشمالية في 12 يونيو/حزيران، بسنغافورة.
وأكد الرئيس الأميركي أن التوصّل إلى اتفاق قد يحتاج لأكثر من اجتماع. وقال "أود إنجاز الأمر في اجتماع واحد. لكن كثيراً ما لا تمضي الاتفاقات بهذا الشكل".
وأضاف: "ثمة احتمال كبير جداً بأن هذا لن يتم في اجتماع أو اثنين أو ثلاثة. لكنه سيتم في مرحلة ما. قد يتم الأمر بشكل طيب أو بتعقل، أو ربما لا يتم بتعقل. قد يتعين إنجازه عبر الطريق الصعب".
وقال ترامب إنه يعتقد بأن كيم يريد التوصل إلى اتفاق، متابعاً "وأظن أنّه سيتم التوصل إليه بطريقة سلسة ومنظمة للغاية، وكيم جونغ أون يريده أيضاً. وسأكون سعيداً جداً عندما يأتي اليوم الذي يمكننا فيه أن نرفع العقوبات ونقيم علاقات طيبة للغاية مع شبه الجزيرة الكورية بأكملها".
وأضاف أنّ المبعوث الكوري الشمالي كيم يونغ تشول، سيلتقي به على الأرجح، اليوم الجمعة، في البيت الأبيض، بعد أن يختتم المسؤول الكوري الشمالي اجتماعاته مع بومبيو في نيويورك.
ومضى قائلاً: "أتطلع إلى رؤية الرسالة، وأتطلع إلى يوم 12 يونيو، حيث آمل أن نتمكن من تحقيق تقدم".
وذكر ترامب، في المقابلة، أنّ أي اتفاق نووي مع كوريا الشمالية يتعين أن يشمل برنامجها الصاروخي. وقال إنّه يرغب في أن يتم نزع السلاح النووي "سريعاً".