كشفت صحيفة لوموند، اليوم الجمعة، أن السعودية أبلغت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأنها ستستخدم "القوة العسكرية" ضد قطر إذا حصلت على منظومة صواريخ مضادة للطائرات من طراز "إس 400" من روسيا.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها "لوموند"، فقد بعث الديوان الملكي في السعودية أخيرًا برسالة إلى الإليزيه، هدد فيها بأن الرياض على استعداد للقيام بـ"عمل عسكري" ضد الدوحة إذا حصلت على المنظومة الصاروخية المتطورة من موسكو.
وعبّر العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، في الرسالة الموجهة إلى الرئاسة الفرنسية، والتي كشفت عنها "لوموند" نقلا عن مصدر فرنسي وصفته بـ"القريب من القضية"، عن "قلقه العميق" إزاء المفاوضات الجارية بين الدوحة وموسكو، ومن "العواقب" التي قد تترتب على نصب منظومة "إس 400" في الأراضي القطرية على أمن المجال الجوي السعودي.
وأشارت الرسالة إلى أن "المملكة مستعدة لاتخاذ جميع التدابير اللازمة" رداً على مساعي الدوحة للحصول على المنظومة الدفاعية، بما في ذلك "العمل العسكري"، قبل أن يطلب الملك سلمان من الرئيس الفرنسي، التدخل للمساعدة في منع إتمام الصفقة تحت مبرر "الحفاظ على استقرار المنطقة".
وطلبت "لوموند" تعليق وزارة الخارجية الفرنسية، غير أنها رفضت، فيما لم ترد السلطات السعودية على اتصالات الصحيفة.
وكان سفير دولة قطر لدى روسيا، فهد بن محمد العطية، قد صرّح في يناير/كانون الثاني، بأن بلاده تعتزم الحصول على منظومة "إس 400"، التي تتميز بإمكاناتها المتعددة للاشتباك مع الطائرات والصواريخ الباليستية وصواريخ كروز، وبقدرتها على الكشف والاشتباك مع أهداف على مدى 400 كلم، مشيراً إلى أن المفاوضات مع الكرملين دخلت "مرحلة متقدمة".
وبعد ذلك، أكدت السعودية أنها تسعى، أيضا، إلى الحصول على المنظومة ذاتها.
وتعتبر التهديدات السعودية جزءاً من حملة التصعيد ضد قطر عقب تفجّر الأزمة الخليجية في 5 يونيو/حزيران الماضي، إذ قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع الدوحة، وفرضت عليها حصاراً جوياً وبرّياً، نتيجة حملة افتراءات، قبل أن تقدّم شروطاً لفكّ الحصار من 13 بنداً تهدف إلى فرض الوصاية على القرار الوطني لقطر.