تُعقد القمة الثامنة عشرة للدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون، اليوم الأحد، في مدينة كينغداو الصينية الساحلية، في ظل انتقادات واسعة للولايات المتحدة، خاصة فيما يرتبط بالملف النووي الإيراني، والتجارة الدولية.
وفي كلمته أمام القمة، قال الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إن المحاولات الأميركية لفرض سياساتها على الآخرين تمثل "تهديداً للجميع"، وذلك بعد أن أعلنت واشنطن، الشهر الماضي، انسحابها من الاتفاق النووي الإيراني، وإعادة فرض العقوبات الاقتصادية عليها.
وقال روحاني إنه "يقدّر جهود بكين وموسكو للحفاظ على الاتفاق النووي".
ولطهران الآن صفة مراقب وليس عضواً كاملاً في تكتل يضم أيضاً أربعاً من دول الاتحاد السوفييتي سابقاً في آسيا الوسطى.
وعلى هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون، التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، نظيره الإيراني، وعبر له عن دعمه لانضمام طهران إلى المنظمة.
من جهته، دان روحاني الانسحاب "غير المشروع" للولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني.
ورغم أن حضور الرئيس الإيراني إلى الصين فرصة لتأكيد موسكو وبكين التزامهما تجاه الاتفاق النووي الإيراني، غير أن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، هوا تشون ينغ، قالت إن بكين لا تريد أن تطغى إيران على القمة.
وأضافت ينغ: "نأمل أن تركز كل الأطراف على فكرة القمة".
وكانت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) قد أوضحت أن "إحدى المهام الملحّة التي تواجه منظمة شنغهاي للتعاون، هي مواصلة مكافحة متشددي "داعش" الذين عادوا إلى دولهم، وبعضها أعضاء أو دول تحمل صفة مراقب في المنظمة، بعد هزيمة الجماعة المتطرفة في سورية والعراق".
من جهته، انتقد الرئيس الروسي انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران، وذلك في خطاب ألقاه خلال القمة.
وأكد بوتين أن أعضاء المنظمة قلقون بشأن الخطوة الأميركية، مشيرا إلى أن قرار واشنطن الانسحاب من الاتفاق قد "يزعزع استقرار" المنطقة.
وأوضح الرئيس الروسي أن موسكو ستواصل الوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي الإيراني، مشيدا، في المقابل، بالقمة المقررة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية بقوله: "روسيا ترحب بالقمة المزمع عقدها بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، إنها تشير إلى مساهمة الصين الكبيرة في المساعدة على تسوية الأزمة في شبه الجزيرة الكورية"، وفقا لبوتين.
وفي كلمته في جلسة الافتتاح، قال الرئيس الصيني، شي جين بينغ، الذي يرأس القمة بقادة روسيا وكازاخستان وقرغيزستان وطاجكستان وأوزبكستان وباكستان والهند، إن بلاده ترفض السياسات التجارية "الأنانية وقصيرة النظر"، ودعا إلى بناء اقتصاد عالمي مفتوح.
وتخوض الصين نزاعا تجاريا عالي المخاطر مع الولايات المتحدة، لكن شي لم يشر إلى الولايات المتحدة خلال كلمته في افتتاح قمة منظمة شنغهاي للتعاون، وهي تكتل أمني تقوده الصين وروسيا.
وتُعقد قمة منظمة شنغهاي بينما اختُتمت في كندا قمة مجموعة السبع، وسط خلافات بين واشنطن وحلفائها حيال المسائل ذاتها.
ويشارك في المؤتمر زعماء وقادة الدول الثماني ذات العضوية الدائمة، والـ4 دول التي تحمل صفة مراقب، وهي إيران وأفغانستان ومنغوليا وبيلاروسيا، إضافة إلى مسؤولين يمثلون منظمات دولية.
وقال شي: "نرفض السياسات الأنانية وقصيرة النظر والمغلقة والضيقة، ونؤيد قواعد منظمة التجارة العالمية، وندعم وجود نظام تجاري متعدد الأطراف وبناء اقتصاد عالمي مفتوح".
وهددت الولايات المتحدة والصين بفرض تعريفات تجارية متبادلة على سلع تصل قيمتها إلى 150 مليار دولار لكل منهما، مع حثّ الرئيس دونالد ترامب بكين على فتح اقتصادها بشكل أكبر ومعالجة العجز التجاري الأميركي الضخم مع الصين.
وتحدث شي بعد ساعات من إعلان ترامب انسحابه من بيان مجموعة السبع، محبطا ما بدا أنه توافق هش بشأن نزاع تجاري بين واشنطن وأكبر حلفائها.
وأشاد الرئيس الصيني، أمس السبت، بـ"وحدة" دول منظمة شانغهاي للتعاون، بينما كشفت مجموعة السبع في قمتها عن خلافات بين الولايات المتحدة وحلفائها.
وأسست منظمة شنغهاي للتعاون الأمني في 2001 لمكافحة التطرف، ومخاوف أمنية أخرى في الصين وروسيا وعبر آسيا الوسطى. وأضافت المنظمة عضوين جديدين هما الهند وباكستان، العام الماضي، كما تطرُق إيران أبواب المنظمة.
ولا تزال خلافات كبيرة قائمة بين الأعضاء، وإن كانت تتوارى خلف اللغة الدبلوماسية التي لا يختلف عليها اثنان، مثل ما تصفها الصين بأنها "قوى الشر الثلاث.. الإرهاب والنزعات الانفصالية والتطرف".
ويظل الارتياب الشديد بين الهند وباكستان مستمرا، كما ابتعدت الصين عن التعبير علناً عن أي دعم لروسيا بشأن أوكرانيا.
(العربي الجديد، وكالات)