الخارجية البريطانية لـ"العربي الجديد": القدس الشرقية جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة
وفي حديث خاص مع "العربي الجديد"، أكّد متحدث في وزارة الخارجية البريطانية، أن موقف الحكومة البريطانية من مدينة القدس واضح ولم يتغير.
وقال المتحدث، الذي تحفظ عن ذكر اسمه، "إن موقفنا من وضع القدس واضح وثابت، يجب أن يتم تحديده في إطار تسوية يتم التفاوض عليها بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ويجب أن تكون القدس في نهاية المطاف عاصمة مشتركة للدولتين الإسرائيلية والفلسطينية".
وأضاف مؤكداً "إننا نعتبر القدس الشرقية جزءاً من الأراضي الفلسطينية المحتلة التزاماً بقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة".
ويأتي ذلك عقب انتقادات أثارتها الحكومة الإسرائيلية، وتحديداً وزير شؤون القدس زئيف إيلكين، الذي وجّه انتقادات للقصر البريطاني على خلفية برنامج زيارة الأمير وليام.
وبحسب موقع "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلي، فإن الوزير إيلكين وجّه انتقادات للقصر البريطاني على توصيفه البلدة القديمة من القدس المحتلة، بأنها جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ووفقاً للموقع، فقد قال إيلكين: "من المؤسف أن اختار البريطانيون تسييس الزيارة الملكية. القدس الموحدة هي عاصمة إسرائيل منذ 3000 عام وليس بمقدور أي تشويه يرد في صفحات ترتيب الزيارة تغيير الواقع، أتوقع من رجال الأمير أن يصححوا هذا الأمر".
وتأتي هذه الانتقادات في أول رد إسرائيلي على جدول الزيارة الرسمي الذي نشره قصر كنسينغتون وأورد فيه المسجد الأقصى وحائط البراق كمحطات ضمن زيارة الأمير للأراضي الفلسطينية المحتلة، بما يبين عدم الاعتراف البريطاني بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال.
وأدرج القصر الملكي في بريطانيا فصل زيارة الأمير وليام للبلدة القديمة من القدس المحتلة، ضمن الجزء المتعلق بزيارة الأمير للأراضي الفلسطينية المحتلة.
ومن المفترض أن يصل الأمير وليام إلى الشرق الأوسط في 25 يونيو/حزيران الحالي، في زيارة تستمر ثلاثة أيام، تبدأ في الأردن ثم الأراضي المحتلة.
ومن المقرر أن يزور الأمير في البلدة القديمة، المسجد الأقصى، وحائط البراق وكنيسة المهد وكنيسة يوحنا المعمداني.
وتتسم العلاقة بين بريطانيا ودولة الاحتلال الاسرائيلي بوجود وجهين علني وآخر في الخفاء. فالقادة البريطانيون، ومن بينهم العائلة المالكة، يمتنعون عن زيارة إسرائيل، خصوصاً في أوقات الأزمات، للحفاظ على علاقات بريطانيا الودية مع الدول العربية.
وكشفت رسالة تم تسريبها عام 2007 أن العائلة المالكة كانت تتجنب قبول الدعوات الإسرائيلية كون هدف إسرائيل هو تبييض صورتها الدولية.
كما أن أول زيارة لرئيس وزراء بريطاني في منصبه كانت لمارغريت تاتشر عام 1986. وفي مؤتمر صحافي عقد حينها أجابت عن سؤال حول موعد قدوم الملكة البريطانية قائلة "أنا هنا".
وعلى الرغم من عدم وجود زيارات ملكية رسمية، إلا أن أفراداً من العائلة المالكة زاروا فلسطين المحتلة في مناسبات عدّة، منهم الأمير تشارلز خلال جنازتي رئيسي الوزراء السابقين إسحق رابين وشمعون بيريز.
إلا أن العلاقات البريطانية الإسرائيلية أخذت منحى جديداً في السنوات الأخيرة، إذ إن التعاون الأمني بين الطرفين على أعلى مستوياته في إطار "الحرب على الإرهاب".
كما ارتفع التبادل التجاري بينهما بحكم رغبة بريطانيا في تعزيز علاقاتها التجارية الدولية، استعداداً لمرحلة ما بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي.
ويتجلى الدعم المتزايد لدولة الاحتلال أيضاً في تصريحات وزير الخارجية البريطانية بوريس جونسون، الإثنين الماضي، عندما دان مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان لانحيازه ضدّ إسرائيل، وذلك في تناغم مع الموقف الأميركي، وإن كان لم يصل إلى مرحلة الانسحاب من المجلس.
وكانت دولة الاحتلال تلقت الشهر الماضي صفعة مدوية عندما ألغى منتخب الأرجنتين مباراة ودية مع المنتخب الإسرائيلي، بسبب نقل موقع المباراة من حيفا إلى القدس المحتلة، وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن اتحاد هيئات البث والتلفزة الأوروبي، يمكن أن يلغي مهرجان الأغنية الأوروبية المقرر أن يكون في العام المقبل في إسرائيل في حال تقرر إجراؤه في القدس المحتلة.