فصائل الجنوب السوري تطالب بالانسحاب من مفاوضات الدستور... وواشنطن تدعوها لـ"ضبط النفس"
من جهتها، طالبت فصائل المعارضة في درعا في بيان لـ"الجبهة الجنوبية"، نشرته اليوم الجمعة، "هيئة التفاوض العليا" بالانسحاب من أي تمثيل وتعليق المفاوضات وعدم المشاركة في صياغة الدستور، أو الدخول في أي عملية تسعى من ورائها روسيا للالتفاف على قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
وقالت الفصائل في بيانها إنها "لن تلتزم بعد الآن باتفاق خفض التصعيد، بسبب خروقات قوات الأسد، وقصفها لأحياء المدنيين"، مشيرةً إلى أنها ستنتقل إلى المعارك على الأرض بعد أشهر من الالتزام ببنود الاتفاق.
وشكلت فصائل "الجيش الحر" في الجنوب، الأربعاء، غرفة عمليات مركزية مشتركة لصد العملية العسكرية المرتقبة لقوات النظام.
في المقابل، ذكرت مصادر في المعارضة السورية، لـ"العربي الجديد"، أن وزارة الخارجية الأميركية بعثت رسالة إلى فصائل الجبهة الجنوبية، وأهالي الجنوب، قالت فيها إن الولايات المتحدة تعمل حالياً للحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار (خفض التصعيد) من خلال القنوات الدبلوماسية، وتبذل جهودًا جبارة في سبيل تحقيق ذلك.وأوضحت أن الرسالة طلبت من الفصائل ضرورة تجنب الرد على استفزازات النظام، الذي يسعى إلى تسريع السيناريو الأسوأ للجنوب السوري. وقالت إن النظام "يحاول استفزازكم بالأرتال والتصريحات لإيجاد ذريعة لمهاجمة الجنوب، ولا يمكن أن نعطيه هذا العذر".
وشدّدت الرسالة على أنّ فصائل الجنوب تحتفظ بحقّها في الدفاع عن النفس، إلا أنّ عليها أن تحرص بشدّة على منع أيّ هجمات استباقية عبر خط التماس.
وكانت الخارجية الأميركية قد حذرت مجددًا روسيا ونظام الأسد من "التداعيات الخطيرة" نتيجة الانتهاكات المرتكبة في مناطق خفض التصعيد، جنوب غرب سورية، وطالبت روسيا بـ"كبح جماح المليشيات الموالية للنظام من القيام بأفعال أخرى داخل منطقة خفض التصعيد".
وقالت المتحدثة باسم الخارجية، هيذر ناورت، في بيان، ليل الخميس "لا تزال الولايات المتحدة تشعر بقلق بالغ بسبب تقارير عن ازدياد عمليات النظام السوري جنوب غربي البلاد، داخل منطقة خفض التصعيد التي اتفقت حولها الولايات المتحدة والأردن وروسيا العام الماضي، ولديها تقارير تؤكد انتهاك النظام ومليشياته للاتفاق، وتنفيذه غارات جوية وضربات مدفعية وصاروخية".
وذكرت ناورت أنه خلال اتصال هاتفي جرى بين وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، ونظيره الروسي، سيرغي لافروف، أكد الأول ضرورة الالتزام المتبادل بالاتفاق، مبديًا رفضه لأي نشاط أحادي من قبل نظام الأسد أو روسيا.
بدورها، دانت "هيئة التفاوض" المنبثقة عن مؤتمر "الرياض 2"، أمس هجوم النظام وعملياته العسكرية في محافظة درعا، داعية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته حيال الأمر.
وقال رئيس "الهيئة"، نصر الحريري، على حسابه في "تويتر"، إن "النظام يجدد قصفه وأعماله العسكرية على مناطق جنوبي البلاد، مرتكبًا جرائم جديدة أدت لمقتل وجرح عدد من المدنيين، ونزوح جماعي طاول عددًا من القرى والمدن في درعا أمام صمت دولي مريب".
وطالب الحريري الدول الضامنة لاتفاق "خفض التصعيد" بتحمل مسؤولياتها في وقف الحملة العسكرية بشكل فوري.
وفي السياق، صرح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، بأن وزير الخارجية سامح شكري استقبل، أمس الخميس، وفدًا من هيئة التفاوض السورية.
وأوضح المتحدث أن الوفد ضم كلًا من رئيس الهيئة السورية، نصر الحريري، ونائبيه، وعددًا من قيادات الهيئة، وذلك للتباحث حول آخر تطورات الأزمة السورية، والتشاور وتنسيق الجهود قبل استكمال تشكيل لجنة الدستور وبدء أعمالها.