ميركل تغادر بيروت: لعودة آمنة للاجئين السوريين بالتوافق مع منظمات الإغاثة

بيروت

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
22 يونيو 2018
0FA6A5F5-8FBD-43FE-B8FC-357A242A8827
+ الخط -
أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، اليوم الجمعة، عن رغبة بلادها في المساهمة بإيجاد حل سياسي في سورية، يسمح بعودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم، وذلك خلال اليوم الثاني من الزيارة التي قامت بها إلى لبنان، في إطار جولة في المنطقة عنوانها الأبرز ملف اللاجئين السوريين، والتي اختتمتها بعد الظهر اليوم بلقائها الرئيس اللبناني ميشال عون في قصر بعبدا.

وعقدت ميركل، اليوم، مؤتمراً صحافياً مع رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري، إثر الاجتماع الثاني بينهما خلال هذه الزيارة، تحدثت فيه عن رغبة بلادها في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين لبنان وألمانيا، وأهمية مؤتمر "سيدر" كـ"أرضية لهذا التعاون".

وفي ما خص موضوع اللاجئين السوريين، شدّدت ميركل على أن "عودتهم لا بد أن تحدث بالتوافق والتنظيم والتعاون مع منظمات الإغاثة، وهناك استعداد كبير، وهناك أيضاً توترات (في إشارة إلى صدام بين وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين في لبنان)، وهذا موضوع مفهوم، لكن لبنان أظهر بالفعل كيف يستطيع الوصول إلى اتفاق، وبالرغم من تعدد القوى السياسية، وهذا ما أتمناه للبنان بخصوص هذه المسألة".

بدوره، أكد الحريري للمستشارة الألمانية رفض لبنان للتوطين، مشدداً على أن هذا الرفض هو "جزء من دستورنا ولا يمكن لأي جهة أن تفرض علينا توطين أيّ شخص". وجدد تأكيد الموقف اللبناني الرسمي، الذي يرى أن "الحل الوحيد للنازحين يتمثل في عودتهم بشكل آمن إلى ديارهم".

كذلك توجّه الحريري إثر اللقاء، عبر سلسلة تغريدات على "تويتر"، بالشكر للمستشارة الألمانية "على الدعم الكبير الذي تقدمه ألمانيا للبنان، وبشكل خاص على صعيد المساعدات الإنسانية لتخفيف تداعيات أزمة النزوح السوري". واعتبر أنه "في هذا المجال، هناك حاجة لتوسيع المساعدات الإنسانية الأساسية بصورة مستمرة لتشمل، إضافة إلى النازحين، المجتمعات المضيفة لهم".

ولفت الحريري إلى أنه ناقش مع المستشارة الألمانية "الدور المساعد الذي يمكن لألمانيا أن تلعبه، خصوصاً في مساعدة لبنان على تنفيذ الأولويات التي طرحتها الحكومة اللبنانية في مؤتمر بروكسل 2، من خلال دعم مشروع استهداف الفقر في لبنان ودعم تنفيذ الإطار الاستراتيجي الوطني للتعليم والتدريب المهني والتقني".

واعتبر الحريري أن "زيارة المستشارة الألمانية إلى لبنان في هذا الوقت الدقيق دليل على الأهمية التي توليها برلين لاستقرار لبنان السياسي والاقتصادي، كما أنها مناسبة أيضاً لتوطيد العلاقات التاريخية الممتازة بين بلدينا".

وأكد الحريري لميركل التزام لبنان بالقرار الدولي 1701، كما شكرها على مساهمة ألمانيا في قوات الطوارئ العاملة في لبنان، و"على دعم ألمانيا للمحكمة الخاصة بلبنان التي تنظر في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه"، بحسب تغريداته.

من جهة أخرى، أعرب رئيس الحكومة اللبنانية لميركل عن "التزام لبنان المستمر بمبادرة السلام العربية التي أقرّتها قمة بيروت، وبالتالي تمسكه بالقدس عاصمة لدولة فلسطين".

وكانت المستشارة الألمانية قد واصلت زيارتها لليوم الثاني إلى لبنان، حيث التقت ظهراً، رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في قصر عين التينة.

وقبيل اللقاء، قال بري للصحافيين "هناك مواضيع عدة للبحث، فألمانيا تتولّى موضوع الحماية البحرية في القرار 1701 وهناك جالية لبنانية كبيرة ومهمة في ألمانيا".


وكان الحريري قد استقبل ميركل، أمس الخميس، في السراي الحكومي، حيث أجريا محادثات تناولت آخر المستجدات في لبنان والمنطقة، وسبل تفعيل العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف المجالات، لا سيما على الصعيد الاقتصادي والتبادل التجاري، وفق ما ذكرت "الوكالة الوطنية للإعلام" في لبنان.

وبحسب الوكالة، فقد شارك في المحادثات عن الجانب اللبناني الوزير في حكومة تصريف الأعمال غطاس خوري، وسفير لبنان في ألمانيا مصطفى أديب، وعن الجانب الألماني السفير الألماني في لبنان مارتن هوث، والمستشاران نديم المنلا وهاني حمود.

وبعد المحادثات، دوّنت المستشارة ميركل كلمة في سجل الشرف جاء فيها "لا تزال ألمانيا تقف إلى جانب لبنان مستقر ومنفتح على العالم ومزدهر، حيث يعيش الناس من مختلف الأديان معًا بسلام. أتمنى لكم كل النجاح والتوفيق في تنفيذ الإصلاحات التي بدأت"، وفق الوكالة.

وكانت المستشارة الألمانية قد بحثت قضية اللاجئين مع الملك الأردني عبد اللّه الثاني في عمّان، حيث أعلنت عن قرض ميسّر للأردن بقيمة مائة مليون دولار، وذلك قبل زيارتها إلى لبنان. 

ذات صلة

الصورة
دبابة إسرائيلية على حدود لبنان من جهة الناقورة، 13 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

اشتدت حدة المواجهات البرية بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان مع دخول المعارك شهرها الأول من دون أن تتمكن إسرائيل من إحكام السيطرة.
الصورة
قصف إسرائيلي في محيط قلعة بعلبك الأثرية، 21 أكتوبر 2024 (نضال صلح/فرانس برس)

سياسة

انضمّت مدينة بعلبك إلى الأهداف الإسرائيلية الجديدة في العدوان الموسَّع على لبنان تنفيذاً لسياسة الأرض المحروقة ومخطّط التدمير والتهجير الممنهج.
الصورة
أنشطة ترفيهية للأطفال النازحين إلى طرابلس (العربي الجديد)

مجتمع

أطلقت منظمات وجمعيات أهلية في مدينة طرابلس اللبنانية مبادرات للتعاطي مع تبعات موجة النزوح الكبيرة التي شهدتها المدينة خلال الفترة الأخيرة.
الصورة
دمار جراء غارات إسرائيلية على بعلبك، 25 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات دموية على مناطق عدّة في محافظة بعلبك الهرمل اللبنانية أدت إلى سقوط عدد كبيرٍ من الشهداء والجرحى وتسجيل دمار كبير