بينما تواصل قوات النظام الترويج لعمل عسكري في الشمال السوري، قصفت هذه القوات مناطق في جبال اللاذقية المتصلة مع الريف الغربي لـ إدلب، بينما نفت المعارضة الأنباء الروسية عن حصول عمليات نزوح من المحافظة.
وقصفت قوات النظام، اليوم الجمعة، منطقتي عكو وكبانة في جبال اللاذقية المتصلة مع ريف إدلب الغربي وسهل الغاب.
وتزامناً، قُتل مدني في قرية الزرزور شرقي إدلب، بعد استهداف مركبته بصاروخ حراري، وقالت شبكات محلية إنّ القرية تعرّضت لقصف من قبل قوات النظام استهدف الأراضي الزراعية، ما أدى إلى مقتل الشخص المذكور الذي كان يقود جرافة زراعية.
من جهتها، قصفت فصائل المعارضة مواقع قوات النظام في ريف اللاذقية، موقعة قتلى وجرحى في صفوفها.
وقالت "الجبهة الوطنية للتحرير" على صفحاتها الرسمية، على مواقع التواصل الاجتماعي، إنّها استهدفت موقعاً عسكرياً لقوات النظام على محور عكو بريف اللاذقية، بعدد من قذائف المدفعية الثقيلة، مشيرة إلى أنّ القصف أسفر عن مقتل وإصابة جميع عناصر المجموعة التي كانت في الموقع، ويُقدّر عددهم بـ 18 عنصراً، من بينهم ضابط برتبة مقدم.
إلى ذلك، نفت "هيئة منسقي الاستجابة" في شمال سورية، ما ذكرته وسائل إعلام روسية عن خروج نحو أربعة آلاف من المقيمين في إدلب، عبر معبر أبو الظهور، إلى مناطق سيطرة النظام.
وقالت الهيئة الإغاثية المعارضة، إنّ معبر أبو الظهور الذي افتتحته روسيا، لم يلحظ عبور سوى 150 شخصاً، وأوضحت أنّ جميع الخارجين هم من كِبار السن ومن غير المطلوبين إلى الخدمة الإلزامية أو الاحتياطية لدى النظام.
وأوضحت أنّ قوات النظام احتجزت مدنيين قادمين من مناطق مختلفة من سورية، وهم من أهالي الشمال السوري، أغلبهم طلاب وموظّفون ومتقاعدون وبعض المرضى، يتنقلون بين مناطق الطرفين بشكل معتاد، وقامت بتصويرهم على أنّهم نازحون من مناطق الشمال السوري.
ونفت الهيئة ما روّجت له وسائل إعلام روسية، عن حصول حالات عودة جماعية إلى مناطق سيطرة النظام بالآلاف، مناشدة المجتمعَ الدولي "الضغط على روسيا لإيقاف لغة التهديد إزاء منطقة تحوي أربعة ملايين شخص"، وطالبت الأهالي في الشمال السوري بـ"عدم الانجرار وراء الشائعات التي تبثها وسائل إعلام النظام وروسيا".
وكانت روسيا فتحت المعبر في منطقة أبو الظهور، خلال عطلة عيد الأضحى، بغية استغلال حركة تنقل الناس في الشمال السوري، والإيحاء بوجود نازحين من إدلب، علماً أنّ كل من استفاد من حركة التنقل، دفع أتاوات باهظة لقوات النظام، لقاء السماح له بالمرور، ومبالغ أكبر لقاء السماح بمرور الآليات والمواشي.
وسيطرت الشرطة الروسية، منذ أكثر من عشرة أيام، على جانب النظام من معبر "مورك" على طريق دمشق- حلب، وعملت على سحب عناصر الفرقة الرابعة التابعة للنظام من مدينة صوران إلى مدينة معردس شمال حماة، ومن ثم قامت بإغلاق المعبر ريثما تستكمل باقي الإجراءات. وسيطرت القوات الروسية، بعد ذلك، على معبر "قلعة المضيق" غرب حماة من جهة النظام.
وتُعتبر المعابر المحاذية لمناطق المعارضة، من أهم الموارد الاقتصادية للطرفين، وخاصة على الطريق الدولي الواصل بين شمال سورية وجنوبها.
في غضون ذلك، يسود التوتر منطقة سراقب بريف إدلب الشرقي، على خلفية اعتقال قوة من "هيئة تحرير الشام"، عدة عناصر يتبعون لـ"حركة أحرار الشام" المنضوية تحت "الجبهة الوطنية للتحرير".
وقالت "أحرار الشام" إنّها لا تعرف سبب اعتقالهم، موضحة أنّها تواصلت مع "تحرير الشام" لإطلاق سراحهم.
وتأتي عملية الاعتقال التي تمّت مساء أمس الخميس، بعد ساعات من قيام "تحرير الشام" بالاستيلاء على سلاح ومعدات كتائب "أنصار الشام" التي كانت مبايعة للهيئة، وجرت مداهمتها في جبال اللاذقية صباحاً، بعد معلومات عن عزمها الانشقاق عن الهيئة والانضمام لـ"فيلق الشام".
من جهة أخرى، أفرجت "حكومة الإنقاذ" المقرّبة من "تحرير الشام" عن دفعة جديدة من معتقلين جرى اعتقالهم بوقت سابق بعد إصدارها عفواً عنهم، وذلك بعد أيام من إقدام "الجبهة الوطنية للتحرير" على خطوة مشابهة في ريف إدلب الجنوبي.