وقال ولد عبد العزيز، خلال مؤتمر صحافي عقده فجر الخميس في قصر المؤتمرات بالعاصمة نواكشوط، إن "الإسلاميين الذين يمارسون السياسة اليوم، ويرتدون ربطات العنق، يمكن أن يحملوا السلاح إذا لم يحققوا أهدافهم عبر السياسة"، متهماً إياهم بـ"الوقوف وراء دمار بلدان عربية عدة، كانت أقوى وأغنى من موريتانيا"، ومشدداً على "ضرورة الوقوف في وجههم، من خلال حرمانهم من دخول البرلمان، ومن توليهم قيادة المجالس البلدية والجهوية".
وتحدث ولد عبد العزيز عن "ارتباط الإسلاميين عبر أحزاب وشبكات في بلدان مختلفة"، وذهب إلى أن من يوجد منهم في موريتانيا "لديهم أفكار غريبة ومستوردة وجديدة على الموريتانيين"، حسب وصفه.
وقسّم الرئيس الموريتاني المعارضة إلى "متطرفين يتخذون من الإسلام وسيلة أو جسراً للوصول إلى السلطة، ومتطرفين عنصريين يتلقون توجيهات من الخارج، وقد صمتوا عن الاستقرار لعقود، وبقايا أنظمة سابقة تقف خلف ما وصلت إليه البلاد"، معتبراً أنه "من الخطأ تسليم البلاد إليهم مجدداً لتسييرها".
ولم يصدر حتى الساعة رد رسمي من إسلاميي موريتانيا على تصريحات الرئيس.
وكان القيادي في حزب "التجمع الوطني للإصلاح والتنمية" (تواصل)، ومرشح تحالف المعارضة لرئاسة المجلس الجهوي في نواكشوط، محمد جميل ولد منصور، قد أكد أن أولوية حزبه هي المحافظة على أمن واستقرار البلد والسعي لخدمة المواطنين.
وقال ولد منصور، خلال مهرجان جماهيري حاشد لحزبه مساء أمس بنواكشوط، إن حزبه يسعى إلى "إيجاد موريتانيا المتعددة الأعراق والجهات والفئات، يجمعها الإسلام والمصلحة الوطنية المشتركة"، محذرا من "الدعايات والنزاعات التي تزرع الفرقة بين الموريتانيين، والسكوت عن الظلم والاستعباد والعنصرية".
ورأى ولد منصور أن فهم السياسة هو أنها سعي لإصلاح الشأن العام، وأن السياسة والشأن العام عندما لا يتم تأسيسهما على الدين، يفتقدان الفائدة في الدنيا والآخرة، مؤكداً أن الارتباط بالإسلام لا ينبغي أن يكون خاصاً بالحملات الانتخابية.
وشدد ولد منصور على "استثمار ما بقي من الوقت لتكثيف العمل الميداني، وشدّ الأحزمة ومواصلة الاتصالات والتعبئة من أجل أن تمتلئ صناديق الاقتراع من النخلة".
وارتفعت حدّة التنافس في الانتخابات البرلمانية والبلدية والجهوية الموريتانية، المقرر إجراؤها مطلع شهر سبتمبر/أيلول المقبل، بالتزامن مع تسارع وتيرة الحملات الدعائية للأطراف السياسية المشاركة في هذا الاستحقاق الذي يشكل محطة هامة في تاريخ البلد، لمساهمته في رسم ملامح الخريطة السياسية قبل الانتخابات الرئاسية المقررة منتصف العام المقبل.
وواصلت الأطراف السياسية في البلاد حملاتها الدعائية في أسبوعها الأخير، وسط تجاذب سياسي مضطرد، زاد من حدته تولي محمد ولد عبد العزيز قيادة الحملة الدعائية لحزب "الاتحاد من أجل الجمهورية" الحاكم.