علم "العربي الجديد" أن المبعوث الأممي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، أعرب اليوم الأربعاء، عن إحباطه لمواقف كل من إيران وروسيا حول القائمة التي أعدّها للجنة الدستورية، وتضم خبراء ومستقلين وممثلين عن منظمات المجتمع المدني، وهي القائمة الثالثة التي سيتم اختيار أعضائها للجنة الدستورية، إضافة لقائمتي النظام والمعارضة السورية اللتين سبق أن تقدما بهما قبل أشهر.
وخلال اجتماع الدول الضامنة، تركيا وروسيا وإيران، مع المبعوث الأممي الخاص وفريقه في جنيف، قدم الوفدان الإيراني والروسي اعتراضاتهما على القائمة، ما دفع دي ميستورا للتعبير عن خيبة أمله، خاصة أنه كان هناك متسع من الوقت من أجل الاعتراض على القائمة، إذ أنه تقدم بها خلال اجتماع سوتشي بصيغة أستانة في نهاية يوليو/تموز الماضي، وخلال هذه الفترة لم يصل مكتب دي ميستورا أي اعتراضات على القائمة، ليتم تقديم الاعتراض خلال الاجتماع الحالي، الأمر الذي أحبط دي ميستورا، ودفعه للتساؤل حول ماذا سيقول للإعلام، كما أنه لم يحصل أي تقدم.
وجراء هذه المواقف امتنع دي ميستورا عن تقديم أي بيان صحافي، ولم يصدر في الاجتماع أي بيان ختامي، فيما اكتفت الخارجية التركية بإصدار بيان أكّدت فيه أن الدول الضامنة ستواصل لقاءاتها التقنية من أجل المواضيع المتعلقة باللجنة الدستورية، بعد أن وافقت الدول الضامنة على قوائم كل من النظام والمعارضة، كما أكد مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سورية ألكسندر لافرنتييف على أهمية مواصلة اللقاءات بصيغة أستانة.
وبناءً على مواقف كل من روسيا وإيران، فإن الجولة الحالية التي شهدتها جنيف لم تحقق أي تقدم، كما أن الدول الضامنة لم تحدد موعداً مقبلاً للاجتماعات المتعلقة باللجنة الدستورية والمواضيع الأخرى، في وقت يجتمع فيه دي ميستورا، يوم الجمعة المقبل، مع ممثلي دول غربية وعربية هي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، فضلاً عن الأردن ومصر والسعودية، على أن يقدم إحاطة لمجلس الأمن في 18 من سبتمبر/أيلول الجاري.
وفي سياق الاجتماعات يُنتظر أن تستضيف إسطنبول قمة رباعية تضم ممثلي قادة كل من تركيا وروسيا وألمانيا وفرنسا، حيث يمثل الرئيس التركي المتحدث باسمه ابراهيم قالن، وستكون الأزمة السورية من صلب المباحثات إضافة إلى قضايا المنطقة والإرهاب.
وأجرت الدول الضامنة الثلاث، الإثنين الماضي، اجتماعات تقنية فنية تمهيدية، لمناقشة موضوع تشكيل اللجنة الدستورية، تطبيقاً لمخرجات مؤتمر الحوار السوري في سوتشي الروسية بداية العام الجاري، بدعوة من الأمم المتحدة، حيث التقت الوفود بشكل ثنائي، واختتمتها بلقاء ثلاثي، وقد جرت اللقاءات في مقر البعثة الروسية بجنيف، باستثناء لقاء الوفدين التركي والإيراني، الذي جرى في المقر الأممي.
وترأس الوفد التركي نائب وزير الخارجية، سادات أونال، فيما ترأس الوفد الروسي مبعوث الرئيس فلاديمير بوتين الخاص إلى سورية، ألكسندر لافرنتييف، في حين قاد الوفد الإيراني نائب وزير الخارجية، جابري أنصاري، وجرت العادة أن تترأس هذه الشخصيات الوفود المشاركة في المباحثات التي تُجرى في أستانة وسوتشي، مع الخبراء والتقنيين المرافقين لهم.