شرع قياديون مستقيلون من حزب "نداء تونس" ونواب بكتلة "الائتلاف الوطني" الجديد بالتحرك خارج أسوار البرلمان، في الجهات والمحليات، من خلال مغازلة القواعد المنسلخة من "النداء" واستقطاب التنسيقيات الجهوية والمحلية الغاضبة.
واستغلت نواة قيادة كتلة "الائتلاف الوطني" ارتفاع منسوب الغضب داخل "نداء تونس" من القيادة التنفيذية للحزب، وبالخصوص من المدير التنفيذي حافظ قايد السبسي، الذي غذى القطيعة مع رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، ودفع نحو تجميد عضويته في الحزب رغم معارضة بعض القواعد ورفض جزء كبير من الكتلة النيابية والهيئة السياسية.
ويعيش "نداء تونس" أحلك فتراته بعد تتابع الاستقالات التي طاولت الكتلة البرلمانية التي ما انفكت تتفتت يوما بعد يوم لتلتحق بكتلة "الائتلاف الوطني" الداعمة لحكومة الشاهد إلى جانب تساقط التنسيقيات الجهوية والقيادية المحلية.
وبين النائب بكتلة "الائتلاف الوطني"، وليد جلاد، أن الكتلة ستصبح ثاني قوة في البرلمان مع انطلاق الدورة البرلمانية القادمة، مشيرا إلى أنها كتلة مساندة للحكومة وليست كتلة رئيس الحكومة، نافيا أن تكون كتلة معارضة بقدر ما ستكون كتلة اقتراح ومبادرة وستحقق التوزان في مجلس نواب الشعب.
ولفت جلاد في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى أن الانفتاح على جميع الأطراف والسعي لجمع شتات العائلة الوسطية الديمقراطية، والعمل على إنتاج فضاء سياسي أرحب، يحقق الأهداف المرجوة.
ولم تتوان قيادات حزب "نداء تونس" عن اتهام الشاهد بضرب صفوف الندائيين، وسعيه لإجهاض المشروع الذي بني عليه الحزب واستقطاب القيادات والتنسيقيات والنواب بهدف تكوين حزب جديد على أنقاض ما شيده الباجي قايد السبسي، الرئيس المؤسس لحزب "نداء تونس".
ويرى مراقبون أن الشاهد نجح حتى الآن في كسب معركة "نداء تونس"، حيث كسب تعاطف بعض القواعد والقيادات المحلية، ما رجح كفته داخل الحزب والكتلة البرلمانية، وغذى نزيف الاستقالات في اتجاه الالتحاق به وتعزيز صفوف ائتلافه الوطني.