تعد مدينة الأهواز واحدة من المدن الإيرانية الكبيرة، يقطعها نهر كارون، لكنها من أشد المناطق حرارة في إيران، وتحوي ثروات من النفط وتستقر فيها أهم شركات التنقيب الوطنية، كما يعاني سكانها من تلوث شديد في الهواء ومن هبوب العواصف الرملية والترابية التي تعطل حياتهم بين الحين والآخر.
الأهواز... أم الأحواز؟
تُدرج إيران المنطقة في سجلاتها الرسمية باسم الأهواز، لا الأحواز المستخدم بين بعض العرب، وخاصة الذين يدعون لانفصالها عن إيران وإعادة الحدود إلى ما كانت عليه قبل 1925.
تذكر بعض المصادر التاريخية أن التسمية تعود إلى أقوام تسمى بـ"خوزي" أو "هوزي" هي التي كانت تقطن المنطقة منذ القدم، ويقال إن أردشير مؤسس سلسلة الساسانيين غيّر اسمها إلى هرمز أردشير.
في روايات ثانية سميت الأهواز برامشهر، وبعد الفتح الإسلامي أطلق على المنطقة ككل اسم الأهواز، وعلى المدينة المركزية فيها (سوق الأهواز)، وفي عهد القاجارية كانوا ينادونها بالناصرية، وعادت في 1935 ليعتمد الأهواز كاسم لها، وذُكرت في عدد من الكتب من قبيل تاريخ الطبري بهذه التهجئة، وضُربت بذات الشاكلة على المسكوكات والقطع النقدية التي عثر عليها من حقب سابقة.
حكم خزعل الكعبي في نهاية القرن التاسع عشر المنطقة وسمي بأمير المحمرة، التي تسميها إيران اليوم خرمشهر وهي المتاخمة للأهواز، وظلت المنطقة بمثابة إمارة عربية مستقلة، وكان النفوذ البريطاني فيها كبيراً بسبب النفط.
ومع مرور الأعوام تحالف خزعل مع عشائر محلية ليقف بوجه الشاه البهلوي رضا خان، لكن هذا الأخير دخل المنطقة عسكرياً في 1925، وأصبحت تحت السيادة الإيرانية، ووضع الشيخ تحت الإقامة الجبرية.
أما تسميتها بالأحواز، فهي تدل على جمع حوز، وتعني الأرض، وأطلق بعض العرب هذا الاسم عليها كون اللغة الفارسية تلفظ حرف الحاء هاء.
وسميت ذات المنطقة بعربستان والتي تعني أرض العرب خلال حكم الصفوية في إيران والعثمانية في تركيا. ظهرت تسميتها بوضوح بالأحواز في سبعينيات القرن الماضي على لسان التنظيمات والتيارات التي تطالب بعودة الحكم الذاتي للمنطقة.
من يقطنها؟
يقطن الأهواز غالبية عربية، تعتنق المذهب الشيعي بشكل رئيس، فضلا عن وجود سنّة أو متسننين، إلى جانب وجود بختياريين، كما يوجد فيها من يعتنقون المندائية أو الصابئية، ويقطن في محافظة خوزستان عرب ولُر وبختيار وفرس.
هجوم الأهواز
هاجم أربعة مسلحين عرضا عسكريا أقيم بمناسبة ذكرى الحرب العراقية الإيرانية في شارع قدس في الأهواز، إذ اختبأ هؤلاء في حديقة مجاورة للمكان وأطلقوا النار نحو المنصة التي كان يجلس عليها قادة عسكريون ومسؤولون إيرانيون، ونحو مدنيين كانوا يشاهدون العرض العسكري.
توقيت الهجوم
وقع الهجوم في التاسعة صباحاً وفق التوقيت المحلي، و(المنظمة الأحوازية) التي اتهمها الحرس الثوري بتنفيذ الهجوم تطالب بانفصال خوزستان عن إيران والعودة لسيادة عربية على الإقليم، وتتهمها إيران بالعمل ضدها بعد انتصار الثورة الإسلامية وحتى خلال الحرب العراقية الإيرانية، وهو ما يبرر اختيار ذكرى الحرب كتوقيت.
إلى جانب ذلك فإن الاتهامات الموجهة لجهات خارجية من قبيل دول خليجية وأميركا وإسرائيل، تتزامن مع ضغط كبير على إيران التي تعتبر أن حربا تشن ضدها وتستهدف قض مضجع الداخل بما يهدد نظامها.