تعيش العاصمة الليبية طرابلس حالة من الهدوء الكامل، بعد توقف الاشتباكات جنوبها وجنوب شرقها منذ ساعات ظهر أمس الثلاثاء، بالتوازي مع إعلانات الحكومة المتتالية، مساء أمس، عن البدء في فتح الطرقات وإعادة الحياة إلى طبيعتها.
وبعد ساعات من إعلانات مفاجئة للقوات المهاجمة طرابلس خروجها من المدينة، مقابل إعلان لـ"قوة حماية طرابلس" عن "دحر العصابات الإجرامية المقتحمة العاصمة"، تحدثت مديرية أمن المدينة عن بدء فتح الطرقات وإزالة مخلفات الحرب، وإعادة الحياة إلى طبيعتها في المدينة، فيما تناقلت صفحات التواصل الاجتماعي صورا توضح بدء عمليات نقل المخلفات وفتح الطرقات.
من جهتها، أعلنت إدارة الملاحة بمطار امعيتيقة بطرابلس عن بدء عودة حركة الملاحة للمطار بدءا من ساعات صباح اليوم الأربعاء، بعد أكثر من أسبوعين من توقفها جراء الاقتتال وتساقط قذائف عشوائية حوله.
وأكد شهود عيان من منطقتي خلة الفرجان وقصر بن غشير أن فرقا تابعة لمديرية الأمن شرعت في إزالة السواتر الترابية التي أغلقت بها المليشيات طرقات المنطقتين أثناء الاشتباكات، مؤكدين، في حديثهم لـ"العربي الجديد"، أن القتال توقف نهائيا منذ ليلة أمس، فيما لم يعودوا يشاهدون مظاهر التسلح في الطرقات.
وكان "لواء الصمود"، القادم من مصراتة، أعلن مساء أمس الثلاثاء عن خروجه من تمركزاته جنوب العاصمة طرابلس إلى قواعده الأصلية في مصراتة، بسبب "نفاد الذخيرة"، مضيفا أنه "انسحب بعد تصديه لهجوم دام 48 ساعة متواصلة استخدمت فيها شتى أنواع الأسلحة، مما تسبب في نفاد ذخيرته".
أما "اللواء السابع"، القادم من ترهونة، فقد أعلن عن تمركزه في منطقة سوق الأحد، أولى مناطق ترهونة المتاخمة لطرابلس، التزاما منه بـ"اتفاق وقف إطلاق النار"، وهو ما أكدته "قوة حماية طرابلس"، التي أشارت إلى أن اللواء خرج من طرابلس بناء على اتفاق لوقف إطلاق النار يقضي بانسحابه إلى منطقته، وعدم تقدم "قوة حماية طرابلس" باتجاه ترهونة.
ونشرت "قوة حماية طرابلس" فيديو يوضح سيطرتها على طريق المطار بالكامل، ومناطق وادي الربيع وقصر بن غشير، التي كانت ساحة اشتباكات عنيفة منذ نهاية أغسطس/ آب الماضي، استخدمت فيها أسلحة ثقيلة، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، ونزوح قرابة 5000 عائلة، وتضرر عدد من الأحياء السكنية البعيدة، بسبب تساقط القذائف العشوائية.
ورغم إعلان مديرية أمن العاصمة عن بدء جهود إعادة الحياة للمدينة، إلا أن الحكومة لم تعلن عن أي موقف رسمي جراء التطورات الجديدة بالمدينة، كما أنها لم تحدد موقفها من القوة التي تمكنت من طرد المليشيات المهاجمة وسيطرت على طرابلس حاليإ، وما إذا كانت قوة فض الاشتباكات المشكلة من قبل الحكومة ستستلم المقرات العسكرية والحيوية، بحسب تكليفها بذلك في قرار إنشائها منتصف الشهر الجاري.