رئيس البرلمان الفنزويلي يعلن نفسه رئيساً: واشنطن تعترف بشرعيته...ومادورو يقطع العلاقات الدبلوماسية
وقال غوايدو أمام آلاف المؤيدين الذين تجمعوا في كراكاس: "أقسم بأن أتولى رسمياً صلاحيات السلطة التنفيذية الوطنية كرئيس لفنزويلا (...) للتوصل إلى حكومة انتقالية وإجراء انتخابات حرة".
وقوبل إعلان رئيس البرلمان باعتراف منظمة الدول الأميركية، والرئيس الأميركي دونالد ترامب، به رئيساً بالوكالة.
وقال ترامب في بيان: "أعترف رسمياً، اليوم، برئيس الجمعية الوطنية الفنزويلية خوان غوايدو رئيساً لفنزويلا بالوكالة".
وأضاف أنه يعتبر الجمعية الوطنية برئاسة غوايدو "الفرع الشرعي الوحيد لحكومة انتخبها الشعب الفنزويلي وفق الأصول".
وتابع أن الجمعية الوطنية أعلنت أن الرئيس نيكولاس مادورو "غير شرعي، ومنصب الرئاسة بالتالي فارغ".ومضى إلى القول: "لقد وقف شعب فنزويلا بشجاعة ضد مادورو ونظامه، وطالب بالحرية وسيادة القانون. سأستمر في استخدام كل ثقل السلطة الاقتصادية والدبلوماسية للولايات المتحدة للدفع باتجاه إعادة الديمقراطية الفنزويلية".
وفي ما بدا إشارة إلى التوتر المحيط بالتظاهرات الحاشدة ضد حكومة مادورو، حذر ترامب قائلاً: "نواصل اعتبار نظام مادورو غير الشرعي مسؤولاً بصورة مباشرة عن أي تهديدات قد يشكلها على سلامة الشعب الفنزويلي".
إلى ذلك، حذر مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية، من أنه "إذا اختار مادورو وزمرته الرد بعنف، وإذا اختاروا إيذاء أي عضو من أعضاء الجمعية الوطنية... فكل الخيارات ستكون مطروحة على الطاولة بالنسبة إلى الولايات المتحدة، في ما يتعلق بالإجراءات التي يتعين اتخاذها".
ولم يستبعد المسؤول، الذي تحدث للصحافيين طالبًا عدم الكشف عن اسمه، صراحة تدخلًا عسكريًا من نوع ما، ومع ذلك، ركز على ما قال إنه سيكون تدابير اقتصادية قوية ضد مادورو.
وقال: "دعونا نكُن واضحين، لدينا مجموعة من الخيارات. سنأخذ كل واحد من هذه الخيارات على محمل الجدّ".
وتابع أنه في ما يتعلق بالعقوبات الاقتصادية ضد قيادة مادورو، "لا يزال لدينا هامش كبير من التحرك"، وأوضح المسؤول أن الضغوط الأميركية ستؤكد لهم "بشكل واضح جدًا أنه ليس لديهم مستقبل (...) ولذا، فإن أيامهم ستكون معدودة بطريقة أو بأخرى".
بدوره، هنأ الأمين العام لمنظمة الدول الأميركية، ومقرّها واشنطن، لويس ألماغرو، خوان غوايدو، قائلًا: "تهانينا لخوان غوايدو، رئيس فنزويلا بالنيابة. نمنحه اعترافنا الكامل لإعادة الديمقراطية إلى هذا البلد".
من جانبه، دعا الاتحاد الأوروبي إلى "الإنصات لصوت الشعب الفنزويلي"، مطالبًا بانتخابات "حرة"، في حين عبّر رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، عن أمله أن تتحد أوروبا على دعم القوى الديمقراطية في فنزويلا، وفق قوله، بينما ذكرت الرئاسة الفرنسية أنها "تتشاور مع شركائها الأوروبيين لإعلان موقف موحد من تطورات فنزويلا".
كما اعترفت كندا، وكولومبيا، والباراغواي، والبرازيل بغوايدو رئيسًا مؤقتًا لفنزويلا.
وقال نائب الرئيس البرازيلي هاميلتون موراو إن بلاده تعترف بالمعارض غوايدو رئيسا موقتا لفنزويلا، غير أنه استبعد مشاركة البرازيل في أي تدخل عسكري لإطاحة حكومة مادورو.
أما مادورو فردّ بإعلان قطع العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن، وقال أمام مؤيديه خارج القصر الرئاسي في كراكاس، إنه يمهل الدبلوماسيين الأميركيين 72 ساعة لمغادرة البلاد.
ودعا الرئيس الفنزويلي المواطنين إلى "اليقظة وتوخي الحذر ضد خطر الانقلاب" في بلاده.
وتابع قائلا، في تغريدة نشرها على حسابه بموقع "تويتر": "أناشد الشعب الفنزويلي الشجاع والمحارب بأن يحشد الصفوف ويبقى في الشوارع مع مواصلته أعماله، ودراساته"، مؤكدًا أن فنزويلا "تريد سلامًا لا انقلابًا أو أية تدخلات خارجية".
وفي وقت لاحق، ردت وزارة الخارجية الأميركية بأنّ مادورو ليست لديه سلطة لقطع العلاقات الدبلوماسية بين كاراكاس وواشنطن.
وأكدت الوزارة في بيان أن "الولايات المتحدة لا تعترف بنظام مادورو (...) لذلك، فإنّ الولايات المتحدة لا تعتبر أنّ الرئيس السابق نيكولاس مادورو لديه السلطة القانونية لقطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة أو للإعلان عن أن دبلوماسيينا أشخاص غير مرغوب فيهم".
إلى ذلك، أعلن وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو، أنّ الجيش يرفض إعلان رئيس البرلمان نفسه "رئيسا بالوكالة".
وكتب الوزير على "تويتر" أن "اليأس والتعصب يقوضان سلام الأمة. نحن، جنود الوطن، لا نقبل برئيس فُرض في ظل مصالح غامضة، أو أعلن نفسه ذاتياً بشكل غير قانوني. الجيش يدافع عن دستورنا، وهو ضامن السيادة الوطنية".
وفي مقابل الدول التي اعترفت بغوايدو، قال نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الفيدرالي الروسي، أندريه كليموف، إن روسيا تعترف بمادورو رئيساً لفنزويلا ولن يكون هناك أي تغيير في موقفها.
وأكد كليموف، في تصريح لوكالة "ريا نوفوستي" الروسية للأنباء، أن مادورو تم انتخابه بشكل قانوني رئيساً لفنزويلا.
وأيضا، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، في تغريدة نشرها الخميس على حسابه بـ"تويتر"، إن "رئيسنا (رجب طيب أردوغان) اتصل بنظيره الفنزويلي، نيكولاس مادورو، وقال له: قف منتصبًا أخي مادورو فنحن نقف إلى جانبك"، مؤكدًا موقف تركيا الرافض المحاولات الانقلابية.
كما أعربت الحكومة الكوبية عن "دعمها الحازم" لمادورو. وكتب الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل على تويتر: "ندعم الرئيس نيكولاس مادورو ونتضامن معه في مواجهة المحاولات الإمبريالية لتشويه سمعة الثورة البوليفارية وزعزعة استقرارها".
كما أعلن رئيسا المكسيك وبوليفيا، مساء الأربعاء، استمرار اعترافهما بمادورو "ممثلًا شرعيًا لفنزويلا".
(فرانس برس، رويترز، الأناضول)