طلبت الولايات المتحدة أن يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعًا طارئًا، السبت، لمناقشة الوضع في فنزويلا، وفق ما أفادت مصادر دبلوماسية الخميس، في حين أعلن نيكولاس مادورو إغلاق سفارة فنزويلا وقنصلياتها في الولايات المتّحدة الأميركية.
كما أصدرت الولايات المتّحدة الخميس أمرًا يقضي بأن يُغادر موظّفوها "غير الأساسيّين" البعثات الدبلوماسيّة التابعة لها في فنزويلا. وفي "تنبيه أمني" منشور على موقع تابع لوزارة الخارجيّة الأميركيّة، طلبت إدارة الرئيس دونالد ترامب أيضًا من المواطنين الأميركيّين المقيمين في فنزويلا أو المسافرين إليها بأن "يُفكّروا جدّيًا" بمغادرة هذا البلد.
وبشأن اجتماع مجلس الأمن، قالت المصادر إن واشنطن عبّرت عن الأمل بعقد اجتماع "علني"، رغم معارضة روسيا لاجتماع يتناول موضوعًا "داخلياً" في فنزويلا، ولا يشكل في رأيها تهديدًا للسلام والأمن الدوليين.
وينص الطلب الأميركي على عقد اجتماع في الساعة الثانية بتوقيت غرينتش، وينبغي على رئاسة المجلس التي تتولاها جمهورية الدومينيكان في كانون الثاني/يناير، تأكيد تاريخ الاجتماع وتوقيته.
وقالت البعثة الأميركية في الأمم المتحدة على شبكات التواصل الاجتماعي "يتعين بحث الأزمة الحالية في فنزويلا".
وصباح الخميس استبعد السفير الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نبينزيا، أمام الصحافيين عقد اجتماع في مجلس الأمن حول فنزويلا، مؤكدًا أن هذا البلد ليس على برنامج أعلى هيئة أممية.
وقد يمثل الولايات المتحدة السبت وزير الخارجية مايك بومبيو أو مسؤول آخر في الإدارة الأميركية أو الرجل الثاني في البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة، جوناثان كوهن.
بدوره، قال مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، جون بولتون، إن واشنطن تركز اهتمامها على قطع الإيرادات المالية عن مادورو وحكومته.
وأضاف في مؤتمر صحافي من البيت الأبيض، الخميس، أن ذلك يأتي انسجامًا مع اعتراف بلاده بغوايدو "رئيسًا مؤقتًا"، بحسب صحيفة "نيويورك بوست" المحلية، لافتاً إلى أن خطوات أخرى في الاتجاه ذاته تتم دراستها حاليًا؛ واصفًا الأمر بـ"المعقد".
في غضون ذلك، أعلن الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، اليوم إغلاق سفارة بلاده وكل قنصلياتها في الولايات المتحدة بعدما قطع العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن التي اعترفت بالمعارض خوان غوايدو رئيسًا بالوكالة.
وقال مادورو أمام المحكمة العليا "قررت استدعاء كل الطاقم الدبلوماسي (...) وإغلاق سفارتنا وكل قنصلياتنا في الولايات المتحدة".
كما أشار إلى أن مسألة تنصيب غوايدو، نفسه "رئيسًا" للبلاد، باتت في يد القضاء.
وقال في كلمة له بمناسبة افتتاح السنة القضائية الجديدة لعام 2019، بالعاصمة كراكاس "يراد التدخل في شؤون فنزويلا عبر تنصيب دمية أعلنت نفسها رئيسًا للدولة، بشكل مخالف للدستور".
وأكد أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أعرب في اتصال هاتفي دعم موسكو الثابت له.
من جهته، دعا وزير الخارجيّة الأميركي مايك بومبيو الخميس، منظّمة الدول الأميركيّة إلى الاعتراف بخوان غوايدو "رئيسًا بالوكالة لفنزويلا"، غير أنّ الدول الأعضاء في هذه المنظّمة لم تتوصّل إلى موقف موحّد.
وخلال اجتماع طارئ للمنظّمة في واشنطن حضره في اللحظة الأخيرة، حذّر بومبيو "النظام غير الشرعيّ" لنيكولاس مادورو من "أيّ قرارٍ باستخدام العنف لقمع الانتقال الديموقراطي السلمي"، مطالبًا قوّات الأمن الفنزويليّة بـ"حماية" غوايدو.
وذكر أنّ "الولايات المتّحدة اعترفت (الأربعاء) برئيس البرلمان خوان غوايدو رئيسًا بالوكالة لفنزويلا"، موجّهًا الشكر إلى "العديد من الدول الأخرى" التي اتّخذت القرار نفسه. وأضاف بومبيو "حان الوقت لمنظّمة الدول الأميركيّة، بصفتها مؤسّسةً، وبجميع أعضائها، أن تفعل الشيء نفسه. على كلّ الدول الأعضاء في منظّمة الدول الأميركيّة أن تقف إلى جانب الديموقراطية واحترام دولة القانون".
(فرانس برس، الأناضول)