وأجرى وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أيمن الصفدي، في ساعة متأخرة من مساء الخميس اتصالا هاتفيا مع نائب رئيس الوزراء وزير خارجية دولة الكويت، الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، أكد خلاله على "تاريخية العلاقات الأردنية الكويتية"، مشددا على "أن أي إساءة لدولة الكويت وشعبها إساءة للأردن ندينها ونرفضها".
وقال الصفدي، وفق بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية: "علاقاتنا الأخوية أقوى من محاولات من يستهدفها ولا يمثل الأردن وقيمنا واعتزازنا بالكويت وما يجمعنا بها من روابط المحبة والاحترام"، مشيرا إلى أن العلاقات الأردنية الكويتية "عصية على كل من يحاول الإساءة لها".
ووفق البيان نفسه، فقد أكد وزيرا الخارجية الأردني والكويتي أن "الأردن والكويت ماضيان في تعزيز علاقاتهما المتجذرة في وجدان الشعبين".
من جانبه، أكد مجلس النواب الأردني رفضه لأي مساس بعمق العلاقات الأردنية الكويتية، مشددا على أن العلاقات الثنائية بين البلدين تعد مثالاً يحتذى به. واستنكر المجلس، في بيان، أي محاولة للمساس بالعلاقة التي تربط البلدين، مشددا على أن "أي محاولة للنيل من العلاقة الأردنية الكويتية هي محاولة لضرب العلاقة التي تمثل عمقا عربيا راسخا. كما أكد البرلمان الأردني، في البيان نفسه، أن "الشقيقة الكويت تمثل مساحة عربية من الحكمة والمسامحة، وتشكل إرثا عربيا في التزامها بقيم القومية، التي تجعلها في مقدمة الأمة في الرأي والمشورة".
وقال المجلس، في بيانه، إن العلاقات الراسخة بين البلدين الممتدة لسنوات من الثقة والتنسيق المستمرين، يتوجب على الجميع احترامها، والدفع بها قدماً، وختم البيان بالقول: "نستنكر كل الهتافات المسيئة التي صدرت عن بعض الجماهير خلال مباراة منتخبي الأردن والكويت، ونعتبرها غير ممثلة للشعب الأردني، الذي يعترف للكويت أهلاً وأميراً وحكومة وبرلماناً، بجميل ما تقدمه من دعم موصول لأمتها العربية والإسلامية، حيث نتشارك معهم في القضايا والمواقف حيال أمتينا وشعوبهما".
من جهته، عبر اتحاد كرة القدم الأردني عن رفضه للهتافات التي صدرت عن الجمهور؛ إذ أعرب على لسان أمينه العام، سيزار صوبر، عن "رفضه وبشدة لما صدر من هتافات خارجة عن الأطر الرياضية والأعراف والمبادئ المعززة لقيم الاحترام والحفاوة، والتي خرجت عن فئة غير مسؤولة".
كما عبّر مغردون أردنيون، في مواقع التواصل الاجتماعي، عن رفضهم لتلك الهتافات.
وتجمع الكويت والأردن علاقات جيدة تترجم إلى تعاون وثيق بين البلدين في مجالات التعليم والسياحة والعمالة الأردنية في الكويت، والشؤون العسكرية والتجارية والاستثمارية، إضافة إلى مواقف الكويت الداعمة للأردن في تحمّل أعباء اللجوء، بآليات متعددة. وكانت الكويت منحت الأردن نحو 1.5 مليار دولار على شكل مشاريع تنموية في عدد من مدن المملكة في إطار منحة أقرها مجلس التعاون الخليجي للأردن في عام 2011.
وفي فبراير/شباط الماضي، زار رئيس وزراء الكويت الشيخ جابر المبارك عمان، على رأس وفد وزاري رفيع المستوى ليرأس اجتماعات الدورة الرابعة للجنة العليا بين البلدين والتي أسفرت عن توقيع 28 اتفاقية مشتركة في مجالات اقتصادية واستثمارية وصناعية وتجارية وزراعية، والنقل والطاقة وفي مجالات الصحة والبيئة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إضافة إلى الثقافية والسياسية والبرلمانية والأمنية والجمركية.
وقبل عام، وقعت الحكومتان الكويتية والأردنية مذكرة تفاهم تتضمن مساهمة الكويت في تعهدات (قمة مكة)، وتشمل تقديم وديعة في البنك المركزي الأردني بقيمة 500 مليون دولار أميركي وبرنامج إقراض بحدود 500 مليون دولار على مدى خمسة أعوام.
وتتصدر الكويت قائمة المستثمرين في الأردن بنحو 13 مليار دولار، تتوزع على قطاعات متعددة: الصناعية والتجارية والتعليم والبنوك وغيرها.