أردوغان: سنستأنف العملية العسكرية بسورية وبحزم أكبر إذا لم تلتزم واشنطن بوعودها
وفي السياق، أكد أردوغان، اليوم الثلاثاء، أنه سيتم استئناف العملية العسكرية التركية بحزم أكبر، إذا لم تلتزم الولايات المتحدة بالوعود التي قطعتها لتركيا. وقال، في مؤتمر صحافي قبيل مغادرته إلى روسيا، إنه "تم تطهير مساحة ألفين و200 كيلومتر مربع من الإرهابيين حتى الآن في سورية".
وعُلّقت العملية، الخميس الماضي، بعد التوصل إلى وقف إطلاق نار جرى التفاوض بشأنه بين أنقرة وواشنطن، وأعلن البلدان أنّ الهدنة ستستمر لمدة 120 ساعة، من دون أن يحددا ساعة انتهائها.
وأكد أردوغان أنه سيبحث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في التطورات بسورية، مشيراً إلى أن "تركيا وروسيا متفقتان عند نقطة محاربة كل أشكال الإرهاب". وأضاف: "سنبحث في روسيا الخطوات الواجب اتخاذها لإنهاء وجود عناصر (بي كا كا/ ب ي د/ ي ب ك) الإرهابية، في المناطق التي توجد فيها قوات النظام السوري".
وشدّد الرئيس التركي على أنه "لا مكان لـ(بي كا كا/ ي ب ك) في مستقبل سورية، ونأمل إنقاذ منطقتنا من آفة الإرهاب الانفصالية بالتعاون مع روسيا".
وأشار أردوغان إلى أنه "تم تحييد 775 إرهابياً منذ 9 أكتوبر/ تشرين الأول، واستشهد 7 من جنودنا الأبطال، و79 من إخوتنا في الجيش الوطني السوري، و20 مدنياً من مواطنينا جراء هجمات التنظيم الإرهابي"، لافتاً إلى أنه "حتى الآن، انسحب نحو 800 إرهابي من المنطقة، وهناك نحو 1300 يواصلون الانسحاب بسرعة، ونحن نراقب الوضع عن كثب".
رفض اقتراح ماكرون
إلى ذلك، رفض أردوغان اقتراحاً طرحه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على روسيا من أجل "تمديد وقف إطلاق النار" في سورية. وتعليقاً على تأكيد ماكرون خلال مكالمة هاتفية مع بوتين "أهمية تمديد وقف إطلاق النار" الذي تنتهي مدّته مساء الثلاثاء في شمال شرق سورية، قال الرئيس التركي: "لم أتلقَ مثل هذا الاقتراح من ماكرون. ماكرون يلتقي إرهابيين واختار هذه الوسيلة لينقل إلينا اقتراح الإرهابيين".
وفي سياق آخر، لفت أردوغان إلى أن ثمة أصواتا مزعجة تصدر من الجانب الإيراني، معتبراً أنه كان ينبغي على الرئيس الإيراني حسن روحاني إسكاتها، "فهي تزعجني أنا وزملائي"، على حدّ تعبيره.
وحول لقائه المحتمل مع ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، قال: تباحثنا مع جونسون حول إمكانية عقد هذا اللقاء على هامش قمة زعماء حلف شمال الأطلسي "الناتو" التي ستعقد في لندن.
وبشأن عودة السوريين للمنطقة الآمنة، لفت أردوغان إلى أنّ بلاده تنتظر من كافة البلدان، صاحبة الضمير والرؤية، دعم هذا المشروع الذي سينهي حنين ملايين السوريين لوطنهم.
توسك يدعو لسحب القوات التركية من شمال سورية
من جهة ثانية، دان رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك غزو تركيا لشمال سورية، داعياً أردوغان إلى سحب قواته من المنطقة.
وقال للمشرعين الأوروبيين في ستراسبورغ بفرنسا، اليوم الثلاثاء، إنه لا ينبغي "أن ينخدع أحد بما يسمّى باتفاق وقف إطلاق النار" الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وتركيا الأسبوع الماضي.
وأضاف أنه يتعين على تركيا، المرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي، "إنهاء عملها العسكري بشكل دائم وسحب قواتها واحترام القانون الإنساني الدولي".
وتابع: "أي مسار آخر يعني معاناة غير مقبولة وانتصارا لـ(داعش) وتهديداً خطيراً للأمن الأوروبي".
واقترحت وزيرة الدفاع الألمانية آنغريت كرامب كارنباور، اليوم الثلاثاء، إنشاء منطقة آمنة تحت رقابة دولية في شمالي سورية. وقالت في تصريح لوكالة أنباء "دي بي أ" الألمانية، إن المستشارة أنجيلا ميركل وافقت على المقترح، وأنهم نقلوه لحلفائهم الغربيين.
وهذه هي المرة الأولى التي تقترح فيها الحكومة الألمانية مهمة عسكرية في الشرق الأوسط. وإذا لاقى الاقتراح دعم تركيا وروسيا، فمن المتوقع أن ترسل برلين جنوداً إلى سورية في إطار المهمة.
وفي 9 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، أطلق الجيش التركي، بمشاركة الجيش الوطني السوري، عملية عسكرية في منطقة شرق نهر الفرات، شمالي سورية، ضد المليشيات الكردية، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.