واجتمع رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، ظهر اليوم الأربعاء، في مقرّه في "بيت الوسط"، مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وعرض معه الأوضاع الاقتصادية والمالية العامة، وفق "الوكالة الوطنية للإعلام".
وكانت صحيفة "الجمهورية"، قد نقلت عن مصادر حكومية قولها إنّ وزير المالية علي حسن خليل، زار الحريري، أمس الثلاثاء.
وقالت إنّ الحريري سيرأس اجتماعاً للجنة الإصلاحات للبتّ في 3 مشاريع ملحّة وردت في الورقة الإصلاحية التي قدّمها الاثنين، و"هي موضوع التهرّب الضريبي، واستعادة الأموال المنهوبة وتعديل قانون الكهرباء الرقم 462 بما يسهّل تعيين الهيئة الناظمة التي تشرف على تنفيذ خطّة الكهرباء"، بحسب الصحيفة.
وأضافت أنّ الحريري قد يدعو إلى جلسة لمجلس الوزراء، غداً الخميس، لإقرار هذه المشاريع، في حال الانتهاء منها، اليوم الأربعاء.
Twitter Post
|
في غضون ذلك، عقدت القيادات الدينيّة المسيحيّة الكاثوليكيّة في لبنان، اليوم، اجتماعاً استثنائياً في مقرّ البطريركيّة المارونيّة في بكركي مواكبة للتطورات. وأفادت وكالة "رويترز" بأنّ بطريرك الموارنة بشارة الراعي، تحدّث إلى محطة "أل بي سي" التلفزيونية اللبنانية، قائلاً إنّ حزمة الإصلاحات خطوة أولى جيدة، لكنها تحتاج إلى حكومة جديدة.
في سياق متصل أيضاً، أفادت الوكالة الرسمية اللبنانية للأنباء بأنّ الراعي دعا، بعد الاجتماع الذي حضره مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، السلطة لاتخاذ خطوات جدية وشجاعة لإخراج البلاد مما هي فيه، داعياً رئيس الجمهورية، المؤتمن على الدستور، إلى "بدء مشاورات مع القادة السياسيين ورؤساء الطوائف لاتخاذ القرارات اللازمة بشأن مطالب الشعب، بما يحمي البلاد اقتصادياً ومالياً، وخصوصاً على أبنائنا وبناتنا الثائرين". وقال: "حان الوقت لتلبي الدولة المطالب المحقة، وتعود الحياة الطبيعية إلى الشعب. وندعو هذا الشعب إلى المحافظة على نقاء تحركه وسلميته لمنع أي كان من استغلال حركته".
وكان الراعي قد عبّر في مستهلّ الاجتماع عن أسفه "لأنّ الناس ليست لديهم الثقة بالدولة، ولا بالمسؤولين السياسيين، وإنما لديهم الثقة بالكنيسة"، وقال: "نحن لا نستطيع أن نخيب آمالهم، واليوم نجتمع لمخاطبتهم. وسنتدارس الأفكار معاً من خلال ورقة عمل وضعناها خلال اليومين الماضيين"، وفق ما أوردته وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.
Twitter Post
|
وفي وقت سابق اليوم الأربعاء، استقبل الراعي، النائب إبراهيم كنعان عضو تكتل "التيار الوطني الحر" الذي يرأسه جبران باسيل صهر الرئيس اللبناني ميشال عون. وكان البطريرك الراعي قد تواصل هاتفياً، الليلة الماضية، مع عون.
أما متروبوليت بيروت للروم الأرثوذوكس، المطران الياس عودة، فقال من بكركي حيث التقى الراعي: "للذين يطالبون بفتح الطرقات بهدف الذهاب إلى العمل، هل كانوا يعملون في السابق؟"، مضيفاً: "فليتركوا اللبناني يتحدث مع اللبناني، وليصِر عندنا 20 فراغاً، لأنّ الفراغ أفضل مما نعيشه اليوم"، بحسب ما أوردته الوكالة.
بري: نخشى من الفراغ
من جهته، قال رئيس البرلمان نبيه بري إن لبنان لا يتحمل "أن يبقى معلقاً" مع دخول الاحتجاجات المناهضة للحكومة يومها السابع.
وأضاف بري لكتلته البرلمانية خلال اجتماعها الدوري اليوم الأربعاء أن "البلد لا يحتمل أن يبقى معلقاً ونخشى من الفراغ".
كما نقلت أيضاً صحيفة "الجمهورية"، اليوم، عن بري، قوله إنّ "الورقة الإصلاحية مهمة، والأهم هو التنفيذ السريع، أي العبرة في التنفيذ"، رامياً الكرة في ملعب الحكومة، مطالباً إياها بأن تلتزم المواعيد التي حدّدتها لتنفيذ بنود الورقة.
وحاول بري تلميع صورة البرلمان بالقول إنّ "المجلس النيابي على استعداد لإقرار هذه القوانين في وقت سريع"، منتقداً استقالة وزراء حزب "القوات اللبنانية" من الحكومة، قائلاً إنّه "ربما تطرأ ظروف أو تنجح اتصالات في حمل القوات اللبنانية على إعادة النظر في استقالة وزرائها".
Twitter Post
|
جنبلاط: نحو معركة الإصلاحات من الداخل
وفي المواقف السياسية، أكّد الوزير السابق وليد جنبلاط، أنّ "الحزب التقدمي الاشتراكي" لن يترك الحكومة، في الوقت الحالي، وسيستمرّ بمعركة الإصلاحات من داخل مجلس الوزراء.
ورأى جنبلاط، في حديث لصحيفة "L'Orient Le Jour" الفرنسية، أنّ "الطريقة الوحيدة للاستجابة للمطالب الشعبية هي التوجه نحو إجراء انتخابات مبكرة وفقاً لقانون انتخابات غير طائفي"، كما قال.
وفي سياق آخر، وفي تغريدة عبر "تويتر"، توجه جنبلاط إلى المتظاهرين من أية جهة كانوا، بالقول: "رجاء تسهيل مرور الأطباء والعاملين في المستشفيات، فهؤلاء لا علاقة لهم بالطبقة السياسية".
Twitter Post
|
أما رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، فكتب في حسابه على "تويتر" أنّ "التظاهر السلمي حق كما حرية التعبير، لكننا لسنا مع إقفال الطرقات وعرقلة أشغال الناس، ونؤكد التزام توجيهات الجيش اللبناني وتحديد نقاط التظاهر".