وشددت قوات الاحتلال من إجراءاتها وعزلت القدس عن تلك الأحياء والبلدات تحديداً شعفاط، بيت حنينا، العيسوية، راس العامود، سلوان، جبل المكبر، ما تسبب بتعطيل الدراسة في معظم مدارس المدينة، وإعاقة انتقال القاطنين في تلك الأحياء إلى مركز البلدة القديمة، حيث أماكن عملهم ووظائفهم، فيما بدت معظم الشوارع خالية من روادها.
تأتي هذه الإجراءات تزامناً مع احتفالات اليهود بعيديْ الغفران والمظلة، والتي بدأت، أمس الثلاثاء، وتركزت في الاقتحامات الواسعة للمسجد الأقصى، والتي استؤنفت منذ ساعات صباح اليوم الأربعاء، وعلى نطاق واسع، في وقت اعتدى مستوطنون بالحجارة على مركبات لفلسطينيين على محاور طرق مؤدية للقدس وتتصل بالمستوطنات خاصة قرب بلدتي حزما والعيزرية، وعلى الطريق الرئيسي المحاذي لقرى شمال غربي القدس في جبع ومخماس.
وفي الوقت الذي شدد الاحتلال من عزله لهذه الأحياء والبلدات، اقتحمت قواته، صباح اليوم، بلدة العيسوية، وحطم الجنود هناك نصباً تذكارياً للشهيد محمد سمير عبيد الذي ارتقى برصاص جنود الاحتلال قبل نحو ثلاثة شهور.
وأفاد محمد أبو الحمص عضو لجنة المتابعة في العيسوية "العربي الجديد"، بأنّ "هذه هي المرة الثانية التي يتم فيها تحطيم النصب التذكاري هذا، علماً بأنّ عملية الهدم الأولى تمت قبل الانتخابات الإسرائيلية وبتعليمات مباشرة من رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو".
وندد أبو الحمص "بما قامت به قوات الاحتلال واستفزازها لمشاعر عائلة الشهيد وأهالي بلدة العيسوية، في الوقت الذي أغلقت فيه سلطات الاحتلال المدخل الرئيس للبلدة بالمكعبات الإسمنتية ومنعت انتقال المواطنين وتلاميذ المدارس وطلاب الجامعات إلى أماكن عملهم وتدريسهم".
إلى ذلك، نظم المئات من المستوطنين المتطرفين، الليلة الماضية، وحتى ساعات الفجر الأولى من اليوم، مسيرات تواصلت حتى اقتحاماتهم التي شرعوا بها منذ الساعة السابعة والنصف لباحات الأقصى، في الوقت الذي اقتحمت فيه عناصر من شرطة الاحتلال ومخابراته مصلى باب الرحمة وقامت بتصوير جميع من كانوا في داخله.
وترافق ذلك مع إجراءات مشددة فرضتها شرطة الاحتلال على دخول المصلين، كما منعت الحراس من الاقتراب حتى مسافة 30 متراً من المقتحمين.
ورصد مرابطون تولي عناصر من مخابرات الاحتلال، أخيراً، حماية وحراسة الاقتحامات التي ينفذها المستوطنون وملاحقة كل من يعيق اقتحاماتهم سواء من الحراس أو الصحافيين كما حدث أمس، من احتجاز وتوقيف الصحافيتين ميسة أبو غزالة مراسلة وكالة "معاً" في القدس، وسندس عويس مراسلة "الجزيرة مباشر"، والتحقيق معهما لساعات في أحد مراكز التحقيق في القدس القديمة واتهامهما بالإخلال بالنظام وإعاقة اقتحامات المستوطنين من خلال تصويرهم، ثم أفرج عن الصحافيتين لاحقا.