وأضاف ترامب أن "اتفاق وقف إطلاق النار شمالي سورية يتطور ويتقدم بوتيرة سريعة ولا يزال صامداً"، مشيراً إلى أن تركيا "تبذل مجهوداً كبيراً في محاربة التنظيمات الإرهابية".
وكان الرئيس الأميركي قد أشاد بعلاقة الولايات المتحدة مع الرئيس التركي بينما أنهى الرئيسان اجتماعاً للتغلب على الخلافات المتصاعدة بين الدولتين العضوين بحلف شمال الأطلسي، والتي تتراوح من السياسة بشأن سورية إلى شراء أنقرة منظومة دفاع صاروخي روسية.
ويأتي استقبال ترامب الحار للرئيس التركي وسط غضب في الكونغرس من توغل أنقرة في التاسع من أكتوبر/ تشرين الأول في سورية لطرد مليشيات وحدات حماية الشعب الكردية السورية، شريك واشنطن الرئيسي في الحرب على تنظيم "داعش".
وقال ترامب لأردوغان بينما كانا واقفين جنباً إلى جنب في المكتب البيضاوي "نحن أصدقاء منذ فترة طويلة، من اليوم الأول تقريباً. يفهم كل منا بلد الآخر...".
وأضاف ترامب عن أردوغان وزوجته أمينة "يحظيان باحترام كبير في بلدهما والمنطقة". وذكر أنهما سيبحثان شراء أنقرة منظومة الدفاع الصاروخي الروسية (إس 400) واتفاقاً تجارياً بين البلدين يمكن أن يصل حجمه إلى 100 مليار دولار.
وتابع: "أبرمنا اتفاقية مع تركيا حول وقف إطلاق النار في الشمال السوري، وهذه الاتفاقية ما زالت سارية وأنا ممتن من ذلك، ونتحدث مع الأكراد ويبدو أنهم ممتنون للغاية".
كما أبلغ الرئيس الأميركي الصحافيين خلال استضافته أردوغان بأن وقف إطلاق النار في سورية صامد بشكل جيد للغاية. وقال ترامب، حسبما ذكرت وكالة "رويترز"، إن العلاقة مع تركيا طيبة وإن إدارته تتحدث مع الأكراد الذين يبدون راضين.
من جانبه، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن "قرار مجلس النواب الأميركي بشأن المزاعم الأرمنية لا علاقة له بالحقائق التاريخية، وهو بحكم العدم بالنسبة لنا، ومخطئ من يعتقد أنه يستطيع الضغط علينا عبر قرار سياسي".
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الرئيس التركي، الأربعاء، خلال مشاركته في "برنامج اللغة والتاريخ والثقافة لعام 2019" الذي نظمه مركز الديانة الأميركي بولاية ميريلاند، التابع لرئاسة الشؤون الدينية التركية، على هامش الزيارة الرسمية التي يجريها حاليًا للولايات المتحدة.
وفي كلمته التي ألقاها أمام أبناء الجالية التركية، وأميركيين من أصول تركية، وممثلي الجماعات الإسلامية بالولايات المتحدة، قال أردوغان أثق بأن "مجلس الشيوخ الأميركي لن يقع بنفس خطأ مجلس النواب الخاص بقراره المتعلق بمزاعم الإبادة الأرمنية".
وعلى الرغم من طغيان قضية محاكمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في الكونغرس، والتي تبدأ فصولها العلنية، اليوم الأربعاء، أخذت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى واشنطن قسطها من الأضواء من زاوية التساؤل عن مغزاها وتوقيتها. فهي تأتي وسط جوّ أميركي غير ودّي تجاه أردوغان، إن لم يكن عدائياً، سواء في الكونغرس أو الإعلام أو حتى لدى بعض أركان الإدارة، فضلاً عن البنتاغون والعديد من نخب السياسة الخارجية.
وتراجعت العلاقات التركية الأميركية أخيراً بشكل كبير جداً، بسبب تشابك كثير من الملفات بينهما. وما إن أطلقت تركيا العملية العسكرية في سورية قبل أكثر من شهر، بمعارضة دولية واسعة، حتى وصلت العلاقة بين البلدين إلى نقطة حساسة جداً، كادت تودي بالعلاقات الثنائية، وترمي بالحلف المستمر منذ عقود طويلة في قاع الهاوية، وهما الدولتان الحليفتان في حلف شمال الأطلسي (الناتو).