وبإفادته، قال سيالة: "تطالب حكومة بلادي لجنة العقوبات بمحاسبة حفتر على الانتهاكات والجرائم التي ارتكبها ضد المدنيين والبنية المدنية لمدينة طرابلس وضواحيها"، مضيفا: "كما تطالب بإرسال لجنة تقصي حقائق دولية لتوثيق هذه الانتهاكات وتحديد المسؤولين عنها".
واعتبر وزير الخارجية الليبي أن "مسألة التدخل الخارجي في شؤون بلاده تشكل أهم أسباب استمرار الأزمة"، لافتا إلى أن "العديد من الدول المعروفة لنا جميعا انتهكت قرار مجلس الأمن 1970 بمنع توريد السلاح إلى ليبيا، وقامت بتزويد قوات حفتر بأسلحة متطورة في هجومه على طرابلس"، من دون تحديد أسماء دول بعينها.
من جانبه، أبلغ سلامة مجلس الأمن الدولي بسقوط عشرات القتلى، وإصابة آخرين، جراء قصف جوي طاول مصنعا، جنوبي طرابلس، وقال المبعوث الأممي، الذي كان يتحدث لأعضاء المجلس عبر دائرة تلفزيونية من تونس: "يؤسفني إبلاغكم بسقوط عشرات القتلى، وإصابة أكثر من 30 آخرين، غالبيتهم من المهاجرين، في هجوم على مصنع بوادي الربيع، في طرابلس".
وأردف قائلا: "علينا إجراء تحقيقات بشأن ذلك، كما أدعو إلى ضرورة التنفيذ الكامل لحظر توريد السلاح إلى ليبيا، لأنه يشكل رسالة قوية نبعثها إلى الشعب الليبي".
وبحسب بيان وزارة الصحة بحكومة الوفاق، فإن بين القتلى خمسة من العمالة الوافدة، كما أن جل المصابين هم عاملون أجانب من جنسيات عديدة يعملون بالمصنع، مشيرا إلى أن الإصابات متفاوتة.
واتهم مكتب الإعلام الحربي لعملية "بركان الغضب"، التابعة للجيش الليبي بقيادة حكومة الوفاق، قوات الطيران الإماراتي المسير الداعم لحفتر بقصف المصنع، بالإضافة لاستهداف مستشفى ميداني بالمنطقة ذاتها ما أدى إلى أضرار مادية بمبنى المستشفى وسيارات الإسعاف.
وأكد المبعوث الأممي أنه "يسابق الزمن من أجل وضع حد للنزاع الليبي الذي مر عليه نحو 7 أشهر ونصف الشهر، وراح ضحيته أكثر من 200 قتيل من المدنيين، وأكثر من 150 ألفًا آخرين باتوا في جبهات القتال، و270 ألفا آخرين يعيشون في مناطق متأثرة بالقتال".
وفي يونيو /حزيران الماضي، مدد مجلس الأمن الدولي، بالإجماع، قرار حظر صادرات السلاح المفروض على ليبيا منذ 2011، لمدة عام كامل.
كما أذن القرار، الذي صاغته بريطانيا، لدول الاتحاد الأوروبي بتفتيش السفن في أعالي البحار قبالة سواحل ليبيا، عندما يكون لديها "أسباب معقولة" للاعتقاد بأنها تنتهك الحظر.
وكشف سلامة، في إفادته، عن تنفيذ قوات حفتر، أكثر من 800 هجوم بالطائرات المسيرة (درون)، منذ بداية العملية على طرابلس وتنفيذ قوات حكومة الوفاق أكثر من 250 هجوما مماثلا.
وأضاف: "هذه عمليات يسيرها أطراف خارجيون، إلى جانب غارات بطائرات غير معروفة الهوية، وهناك قطع غيار أسلحة ودبابات وقنابل ومقاتلون يدخلون ليبيا بشكل دائم منذ بدء النزاع".
وتشن قوات حفتر، منذ 4 إبريل/ نيسان الماضي، هجومًا متعثرًا للسيطرة على طرابلس، مقر حكومة الوفاق، فيما تتصدى الأخيرة لهذا الهجوم بعملية عسكرية أسمتها "بركان الغضب".