قتلى في غارات إسرائيلية استهدفت مواقع للنظام والحرس الثوري الإيراني بمحيط دمشق
وسقط 11 قتيلاً وجرح آخرون، جراء القصف الإسرائيلي على أهداف قال الاحتلال إنّها تخص النظام السوري والمليشيات الإيرانية في محافظتي القنيطرة وريف دمشق.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بمقتل 11 مقاتلاً، سبعة منهم غير سوريين في الغارات الإسرائيلية.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، لوكالة "فرانس برس" "لا يمكننا أن نجزم ما إذا كان المقاتلون غير السوريين إيرانيين أو من جنسيات مختلفة موالين لإيران". وأصيب أربعة مدنيين بجروح في هذه الضربات، وفق عبد الرحمن، هم شابة بشظايا جراء القصف الإسرائيلي على ضاحية قدسيا غرب دمشق. أما الثلاثة الآخرون، فهم عائلة مكونة من رجل وزوجته وابنه تمّ انتشالهم من تحت الأنقاض بعد استهداف أحد الصواريخ الإسرائيلية لمنزلهم جنوب غرب دمشق.
وبحسب المرصد، دمّرت الضربات بطاريات للدفاع الجوي للنظام السوري في مطار المزة العسكري، ومستودعات أسلحة وذخائر تابعة لـ"فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني في محيط الكسوة، بالإضافة إلى مستودع آخر قرب ضاحية قدسيا، لم يتمكن المرصد من تحديد الجهة التي يتبع لها.
أما وسائل إعلام النظام السوري فنقلت عن مصدر عسكري، قوله إنّ الطائرات الإسرائيلية قصفت بالصواريخ بلدتي سعسع وسابر وضاحية قدسيا، ما أدى إلى مقتل شخصين، أحدهما امرأة، وإصابة آخرين بجروح استدعت نقلهم إلى مشافي دمشق والقنيطرة لتلقي العلاج، مشيراً إلى أنّ كتيبة الدفاع الجوي استطاعت اعتراض معظم الصواريخ قبل وصولها إلى أهدافها.
ونقلت وكالة "سانا" الرسمية عن المصدر قوله: "في تمام الساعة الواحدة والدقيقة العشرين من فجر اليوم، قام الطيران الحربي الإسرائيلي من اتجاهي الجولان المحتل، ومرجعيون اللبنانية باستهداف محيط مدينة دمشق بعدد من الصواريخ، وعلى الفور تصدت منظومات دفاعنا الجوي للهجوم الكثيف، وتمكّنت من اعتراض الصواريخ المعادية وتدمير معظمها قبل الوصول إلى أهدافها".
ولاحقاً، ذكرت الوكالة أنّ شظايا أحد الصواريخ الإسرائيلية "أصابت منزلاً في بلدة سعسع جنوب غربي دمشق، ما أسفر عن تدمير المنزل واستشهاد شخصين وإصابة عدد آخر تم إسعافهم إلى المشافي في القنيطرة ودمشق لتلقي العلاج"، وفق الوكالة. وذكر مصدر طبي في مشفى قطنا الوطني لـ"سانا"، أنّ رجلاً وامرأة قتلا، فيما أصيب عدد آخر جراء الغارات في بلدة بيت سابر بمنطقة سعسع.
وبحسب المصدر ذاته، فقد أصابت الشظايا أيضاً أحد الأبنية السكنية في ضاحية قدسيا غرب دمشق، ما أسفر عن إصابة فتاة وإلحاق أضرار كبيرة في البناء.
في المقابل، أكد بيان لجيش الاحتلال أنه "رداً على الصواريخ التي أطلقتها قوة إيرانية من الأراضي السورية على إسرائيل، الليلة الماضية، قصفت طائرات جيش الدفاع عشرات من الأهداف العسكرية لفيلق القدس الإيراني، والقوات المسلحة السورية، بما في ذلك صواريخ سطح/جو ومقرات ومخازن أسلحة وقواعد عسكرية".
وأكد الناطق الرسمي بلسان جيش الاحتلال يداي زيلبرمان، أنّ تنسيقاً على مستوى عال تمّ مع القوات الروسية في سورية، قبل قيام الاحتلال بقصف عشرات الأهداف في محيط دمشق، فيما أعلن وزير الأمن الجديد في حكومة الاحتلال نفتالي بينت، أنّ "المعادلة قد تغيرت"، وأنّ "من يستهدف إسرائيل في ساعات النهار لن ينام في الليل". وأضاف بينت أنّ "رسالتنا لقادة إيران هي أنكم لستم محصنين بعد الآن".
من جهته، أعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو: "لقد أوضحت سابقاً أنّ من يمسّ بنا سنقوم بضربه، هكذا فعلنا الليلة واستهدفنا مواقع عسكرية لقوة القدس الإيرانية وأهدافاً عسكرية سورية بعد أن أطلقت أمس صواريخ باتجاه إسرائيل".
وبحسب الناطق العسكري الإسرائيلي، فقد تم استهداف مقر الدفاع القومي السوري في مطار دمشق حيث مقر قوات "فيلق القدس" الإيراني.
وأكد الناطق بلسان جيش الاحتلال، أنّ الجيش "اتخذ تدابير دفاعية لكل سيناريو محتمل بما في ذلك حصول رد إيراني"، مضيفاً أنّ الجيش "يعتبر سورية مسؤولة عن القوات الإيرانية المتموضعة فيها".
"خطوة خاطئة"
إلى ذلك، ذكرت وكالة "سبوتنيك" الروسية، نقلاً عن مصادر أمنية في النظام السوري، أنّ ست طائرات تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي تناوبت على إطلاق 18 صاروخاً باتجاه محيط العاصمة دمشق.
وأضافت أنّ الدفاعات أسقطت منها 11 صاروخاً، وأشارت إلى أنها، أطلقت من أجواء منطقة إصبع الجليل عند المثلث السوري - اللبناني - الفلسطيني.
ولم تشر الوكالة إلى المناطق المستهدفة ولا إلى الخسائر.
ولاحقاً اليوم الأربعاء، نقلت وكالة "إنترفاكس" للأنباء عن ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي قوله، إنّ الضربات الجوية الإسرائيلية على سورية "خطوة خاطئة"، وإنّ موسكو تواصلت مع حلفائها بشأن الواقعة.
وفي وقت مبكر من صباح أمس الثلاثاء، أعلن النظام أنّ دفاعاته الجوية أسقطت عدداً من الصواريخ الإسرائيلية في محيط مطار دمشق الدولي.
وفي الوقت نفسه، أعلن الكيان الإسرائيلي تصدي منظومة "القبة الحديدية" لأربعة صواريخ مصدرها الأراضي السورية، في سماء الجولان المحتل.