أعيد انتخاب جنوب أفريقيا ثلاث مرات لعضوية مجلس الأمن خلال الأعوام الإثني عشر الأخيرة. كان أولها لعامي 2007 -2008، ثمّ 2011-2012، وآخرها عضويتها الحالية للعامين 2019 -2020. يعزو البعض هذا الحماس لإعادة انتخاب جنوب أفريقيا لأسباب عديدة، من بينها نشاطها على الساحة الدولية والقارة الأفريقية تحديداً في الدبلوماسية، وكذلك تاريخها بمناهضة نظام الفصل العنصري، الأبرتهايد، والدور الذي لعبه رئيسها السابق نيلسون مانديلا، الذي سجن لقرابة 27 عاماً، في توحيد البلاد. وكانت جنوب أفريقيا الدولة الوحيدة التي جمّدت عضويتها في الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1974 بسبب نظام الأبرتهايد. وخلال عضويتها الحالية، تولت رئاسة مجلس الأمن الدولي لشهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي وركزت على عدد من الأمور، أبرزها القضية الفلسطينية وقضية الشباب والنساء والدبلوماسية الوقائية. وكانت حركة التحرر في جنوب أفريقيا قد ارتبطت بحركة التحرر الفلسطينية وغيرها من حركات التحرر حول العالم بالعمل المشترك والدعم المتبادل. واحد من هؤلاء الذين نشطوا ضمن حركة تحرر جنوب أفريقيا وكان منفياً لعقود خارج بلاده، هو سفير جنوب أفريقيا الحالي للأمم المتحدة ومجلس الأمن في نيويورك، جيري ماثيوز ماتجيلا، الذي خصّ "العربي الجديد" في نيويورك بهذا اللقاء حول هموم الأمس واليوم.
سأبدأ من عضويتك في حزب "المؤتمر الوطني الأفريقي" والذي كان محظوراً ولعقود مع أحزاب أخرى من قبل نظام الفصل العنصري، وذكرياتك كمواطن أسود من جنوب أفريقيا، ما الذي يمكن أن تشاركنا به؟
لقد كان الأمر بسيطاَ، كأي طفل أسود عايش العنصرية والقيود التي فرضت على حياتنا في المجالات كافة، التعليم ونوعيته، والحركة، بما في ذلك أماكن وزمن التنقل من وإلى المدينة وغيرها الكثير. تربيت في إحدى المناطق بمدينة جوهانسبرغ التي كان كل سكانها من السود. كنا نجبر على العودة إلى مناطق سكننا في وقت محدد. في العمل، لم يكن مهماً مستوى تعليمك أو كفاءتك، فالرئيس سيكون دائماً من البيض. أضف إلى ذلك القيود التي كانت توضع على التعليم. في العام 1976، فرض علينا التعلم باللغة الهولندية وليس بواحدة من لغاتنا الأم أو حتى الإنكليزية. كان هذا القرار بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير. وكان ذلك في وقت كان فيه أغلب قادتنا في السجون، مثل نيلسون مانديلا، أو في المنفى خارج البلاد أو مختبئين داخلها. تأججت الاحتجاجات بعد ذلك الإعلان وقتل عدد من المتظاهرين وتولى جيلنا، من الشباب، القيادة في التظاهرات وغيرها.
كنت في المنفى لأكثر من عقدين وعملت كممثل لحزب "المؤتمر الوطني الأفريقي" وفتحت عدداً من المكاتب في اليابان والسويد وغيرها. خلال تلك الفترة تعرفت على عدد من ممثلي "منظمة التحرير الفلسطينية" وعملت معهم وكذلك ممثلي حركات تحرر من عدد من البلدان. ماذا عن تلك الفترة وخصوصاً العمل مع "منظمة التحرير الفلسطينية"؟
تنقلت في المنفى الذي طال قرابة العشرين عاماً بين غانا وأنغولا واليابان وتانزانيا والسويد وغيرها. أوكلت إليّ كذلك مهمة فتح مكتب إقليمي في اليابان. لقد كانت "منظمة التحرير الفلسطينية"، كما حركات تحرر أخرى، متواجدة هناك، وكنا ننسق معها وكنا حلفاء. لقد تعلمنا من المنظمة كثيراً ودعمنا بعضنا البعض خصوصاً أنه كان لهم تمثيل وتواجد في بعض المناطق والدول التي لم نكن متواجدين فيها. على سبيل المثال، عندما ذهبت إلى طوكيو لفتح مكتب، استقبلني أعضاء "منظمة التحرير" هناك وقدموني لأعضاء في البرلمان الياباني الذين كانوا يدعمون النضال الفلسطيني، والأمر ذاته ينطبق على السويد وغيرها من الدول. كنا كذلك نجتمع ونتبادل الأفكار والتنسيق في عدد من الأمور وننقل الرسائل ونتشارك المعلومات وما إلى ذلك. وللتذكير، إسرائيل كانت واحدة من أكبر حلفاء نظام الأبرتهايد في جنوب أفريقيا.
بالنسبة للوضع في جنوب أفريقيا اليوم، فعلى الرغم من سقوط نظام الأبرتهايد قبل أكثر من عشرين عاماً، إلا أنّ البلاد ما زالت تواجه تحديات كبيرة. هل لك أن تحدثنا عنها؟
نحتاج الكثير من الوقت لتفكيك الأنظمة الاستبدادية السابقة. ولكن الآن نحن في سدة الحكم ويمكننا المضي قدماً وتحقيق نجاحات وإن كان ببطء. كان هناك مائة وعشرة آلاف طالب جامعي عام 1994 في جنوب أفريقيا، اليوم يوجد قرابة مليون ومائتي ألف طالب جامعي. هذا تحسن مهم. الأمر ذاته ينطبق على سوق العمل ونسبة العاطلين عن العمل بين السود والنساء. وهذه أمثلة بسيطة. طبعاً لم نصل إلى المستوى ولا المكان الذي نريد الوصول إليه، ولكن هذا يأخذ الكثير من الوقت. في الماضي كنا رسمياً مقطوعين عن محيطنا الأفريقي، لكن بعد سقوط الأبرتهايد، عدنا لنكون جزءاً من المنظومة الأفريقية. والآن يمكننا أن ندعم الفلسطينيين رسمياً ويمكننا استخدام القوة السياسية لتقديم وتيسير أمور عديدة.
ولكن هناك قضايا رئيسية وتحديات تواجه البلد، ويرى البعض أنّ مرور أكثر من عشرين عاماً على سقوط نظام الأبرتهايد كان من المفترض أن تكون كافية لردم الفروقات؟
ركزنا في البداية، بعد الانتخابات عام 1994، على أمر واحد وأساسي وهو المصالحة الوطنية والسلام الداخلي. لماذا؟ كانت التفرقة والعنصرية والتقسيم واضحة في كل شيء. أماكن السكن، والتعليم، والبنية التحتية، والحركة، وملكية الأراضي وغيرها الكثير. كانت هناك مناطق للسود وأخرى للبيض وثالثة للهنود... إلخ. كان علينا أن نوحّد أو ندمج تلك العناصر، وإذا لم ننجح بذلك فكان ذلك سيعني أن جنوب أفريقيا ستبقى فعلياً مقسمة. الأغلبية الساحقة من الأراضي في جنوب أفريقيا كانت مملوكة للبيض وكان علينا تغيير ذلك. باختصار كان من الضروري إجراء تغيير هندسي اجتماعي لكل البلد. ولكن من الضروري في كل هذا أن نحافظ على الوحدة الوطنية. ولهذا، أسسنا لجنة الحقيقة والمصالحة. لقد حصل حزب "المؤتمر الوطني الأفريقي" في الانتخابات على نسبة 66 في المائة من الأصوات. لكن مانديلا والقيادات قررت أن يحكم الحزب مع أحزاب أخرى، لماذا؟ السؤال لم يكن هل حصلنا على أغلبية أم لا، بل ما هو التحدي الذي أمامنا، والمهمة كانت بناء أمة. ولذلك قمنا بقيادة مانديلا بدعوة أحزاب الأقلية للانضمام كي يكون هناك شعور بالانتماء عند الجميع. ثم تناولنا قضية اللغة وقمنا بفرض كل اللغات كلغات وطنية ويمكن التحدث بها في البرلمان. الأمر الثالث هو قضية الدين. قرابة 80 في المائة من سكان البلاد هم من المسيحيين، ولكن يوجد مسلمون ويهود وهندوس وغيرهم من الأقليات. وفي زمن الفصل العنصري، كانت المسيحية ديانة الدولة الرسمية وبعد سقوطه لم تعد هناك ديانة واحدة هي الديانة الرسمية للبلد وكان من الضروري فصل الدين عن الدولة. تعاملنا مع عدد من القضايا المتعلقة برموز الدولة، فقمنا بدمج أكثر من علم معاً والنشيد الوطني كذلك. للرموز أهمية كبيرة. كان يجب أن نخلق وحدة وطنية. قمنا كذلك بفرض سياسات تتعلق بتمكين السود اقتصادياً وغيرها. تقدمنا في الكثير من هذه المجالات والآن نتعامل مع القضايا الأصعب وهي قضايا الأرض وتوزيع الثروات، وهذه قضية شائكة للغاية.
في مداخلاتك أمام مجلس الأمن حول القضية الفلسطينية، تتحدث بشكل دائم عن الظلم الذي حل بالفلسطينيين وعن خروقات حقوق الإنسان وغيرها. وفي الوقت ذاته، أشرت في أكثر من مناسبة إلى ضرورة إتمام الوحدة الفلسطينية ووصفتها بعقبة مهمة أمام حركة التحرر. هل لك أن تشرح؟
عدم تحقيق الوحدة، (بين حركتي فتح وحماس) يضعف الجميع، بما فيها الجبهة الداخلية لمواجهة الاحتلال، كما حركة التضامن مع الشعب الفلسطيني في الخارج. إن ثمن الحرية كبير، لذلك من الضروري أن يتحد الفلسطينيون تحت جبهة واحدة. كما أنه من الممكن التعامل مع الخلافات بين الطرفين ومن الضروري أن يتحدث الشعب الفلسطيني بصوت واحد. واحدة من الاستراتيجيات الضرورية في الكفاح من أجل الحرية هي أنه عليك أن تأخذ أكثر من عربة للوصول إلى الهدف. وقد لا تكون هذه الأكثر راحة، أو ملاءمة، ولكن طالما تحققت عن طريقها الوحدة والدعم الدولي ووصلت بها إلى نتائج على أصعد عدة، فذلك هو المهم. وقد يؤدي ذلك إلى تحرير المعتقلين السياسيين ووقف الاستيطان ويسمح بعودة المنفيين. نحن عدنا من المنفى قبل الانتخابات ولم نكن أحراراً. ولكن مانديلا تمكن من التفاوض والمضي قدماً والتوصل إلى عدد من الأمور. أولاً، مظلة للأحزاب السياسية، ثانياً، حرية الحركة داخل جنوب أفريقيا، وثالثاً، إجراء انتخابات وتحرير المعتقلين. ما زال هناك مد وجزر في ما يخص الوضع على الأرض، ولكن نحن في الاتجاه الصحيح.
هناك الكثير من الانتقادات التي تُوجّه للسلطة الفلسطينية وأدائها، حتى أنّ البعض يتهمها بأنها تحولت لأداة تخدم الاحتلال. كيف ترى ذلك مقارنة مع تجربة بلادك؟
إنّ الأساس هو الانقسام، بالعودة للوراء قرابة العشر سنوات، حينها لو اتحدت حركتا "فتح" و"حماس" لما كان الوضع وصل إلى ما هو عليه الآن. ما كان يمكن للإسرائيليين تدمير غزة بالطريقة التي تم تدميرها وإعادتها للعصر الحجري. إنهم يستغلون الانقسام ويدركون أنك ضعيف. إذا كانت هناك صدوع تواجهك، فأنت منعزل وضعيف. ثم يبدأ الآخرون بضرب تلك القوى ضدّ بعضها البعض. وقلنا مراراً وتكراراً للفلسطينيين إنّ عليهم أن يتفادوا الانقسامات لأن وحدة الصف أساسية. إذا نظرنا إلى زمبابوي وناميبيا وأنغولا وجنوب أفريقيا، فإنها جميعاً مرت بصراعات مشابهة، وندرك التكتيك الذي يُستخدم (من قبل الاستعمار والاحتلال) إنه مبدأ فرق تسد. في فلسطين مصادرة الأراضي مستمرة، والاستيطان تزايد، وارتفع عدد المعتقلين بدلاً من تحريرهم، وازداد عدد العاطلين عن العمل في غزة المحاصرة والتي لم تشهد إعادة إعمار، ازداد عدد البيوت التي يتم هدمها في القدس والضفة. من دون وحدة صف لن يكون الصمود ممكنا.
ما زالت أمامكم أكثر من سنة كعضو غير دائم في مجلس الأمن. ما الذي ركزتم عليه وما الذي تريدون إنجازه خلال فترة عضويتكم المتبقية؟
نركز على أمور عدة متعلقة بالدبلوماسية الوقائية. والسؤال ما الجديد الذي يمكن أن نقدمه؟ إذا نظرنا إلى مجلس الأمن الدولي الآن، فإنّ أبرز ما يظهر للعيان هو الانقسام الحاصل داخله. قررنا أن نأخذ تركة نيلسون مانديلا ونعمل على قضايا التفاوض والحوار والدبلوماسية الوقائية بالإضافة إلى التركيز على قضايا المرأة والشباب. ومن الضروري التركيز عليها ليس فقط كقضايا منفصلة، بل دمجها والتركيز عليها على المستويات كلها، خصوصاً ما يتعلق بأجندة السلم والأمن الدوليين. إذا نظرنا إلى الوضع في القارة الأفريقية، فإنّ سبعين في المائة من التحديات التي تواجهها ليست جديدة وبعضها تمّ حله في الماضي ولكن الآن نعود لنواجهها. والسؤال لماذا؟ لعلّ قضية بناء الأمة وعدم وجود الحوار الكافي بعد انتهاء الاستعمار أو حلّ النزاعات كانت من القضايا الرئيسية. واحدة من الأمور هي قضايا توزيع الثروات، فرص العمل وقضية الأراضي. ولهذا نعتقد أنه من الضروري أن يستمر النقاش والحوار حول أمور مفصلية وأن تميز القيادات تلك الضرورة. وهنا من الضروري دعم الفلاحين أو المزارعين ليتمكنوا من العيش واستصلاح أراضيهم. وفي الوقت نفسه يجب فتح الإمكانيات أمام الشباب للعمل في قطاعات مختلفة وإذا لم تقم بذلك فإنك ستتحرر من الاحتلال أو الاستعمار وغيرها، ولكن فجأة سيأتي الانفجار مجدداً وتعود لنقطة الصفر.
ولكن طريقة تقسيم مجلس الأمن واستخدام حق الفيتو وغيرها من القواعد تعيق عمله. كيف يمكن للدبلوماسية الوقائية أن تنجح إن لم يحدث تغيير جذري في المنظومة؟
لا يمكن إصلاح الأمور بين ليلة وضحاها، والدبلوماسية تحتاج إلى وقت. ولكن نلاحظ وجود مؤشرات تدعو للحذر في مناطق عدة من دون أن يتحرك المجتمع الدولي، وهذا ما نحاول تغييره. أي التدخّل عندما نلاحظ تلك المؤشرات قبل أن تنشب النزاعات وتصبح دموية. ولكن الإشكالية في الكثير من الأحيان هي الاتهامات المتبادلة، وكأن الناس ليسوا من الحكمة ليعرفوا أن استمرار الصراع والتحريض وغيرها لن يكون في مصلحة أحد. صحيح أنّ هناك قادة سيستمعون فقط إلى ما يروقهم، ولكن هناك آخرين سيستمعون لصوت مختلف. وأعتقد أنه في الكثير من هذه الحالات لو كانت هناك تدخلات مبكرة لتمكّنا من منع اشتعالها.
ماذا عن التحديات التي تواجهكم في اليمن؟ حتى اليوم لم تتمكن الأطراف من تطبيق اتفاق استوكهولم بعد مرور قرابة العام على إقراره؟
يوجد أمران أساسيان في اليمن من الضروري العمل عليهما. الأول هو اتفاق استوكهولم وتطبيقه، والثاني الوضع الإنساني الصعب جداً. من الواضح للجميع أنه لن يكون هناك حلّ عسكري في اليمن، أي أنه لا يمكن التوصل لحل أو انتصار لأي طرف من الأطراف عن طريق استمرار الحرب. نحاول حالياً العمل على اتفاق استوكهولم وتطبيقه بشكل أفضل. في ما يخص الوضع الإنساني، فإننا نحاول الحفاظ على وقف إطلاق النار، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية. هناك مثل جنوب أفريقي يقول "كل طفل هو طفلي". قلت هذا في مجلس الأمن في أكثر من مناسبة. عندما أرى أطفال اليمن وسورية وفلسطين وأوضاعهم، فكأنني أرى أطفالي. لم أرَ هذا الكم من العقاب مثل الذي يُمارس بحق أطفال اليمن وهذا محزن جداً. ولكن الآن على الأقل يمكننا أن نرى محاولات جدية للتوصل لحل.
بالنسبة للتطورات في سورية وشمالها تحديداً، ما هو موقفكم مما يحصل هناك؟
جنوب أفريقيا تؤمن بوحدة كامل التراب السوري، وهذا جزء من ميثاق الأمم المتحدة. ونحن نعلق أمالاً كبيرة على محادثات جنيف ومساعي (المبعوث الأممي) غير بيدرسن. ونقول علينا أن نستمر في التركيز على الهدف وهو مسار جنيف واللجنة الدستورية، إلى أن يتم توحيد سورية. وعندما يتحاور السوريون لن تكون هناك مناطق "آمنة" وغير آمنة من قبل أي جهة. ونأمل أن يؤدي الاتفاق بين تركيا وروسيا لفتح المجال لمسار سياسي للتقدم، ومن بعدها انتخابات حرة ونزيهة.
..............................................
من هو ماتجيلا؟
تولى السفير جيري ماثيوز ماتجيلا (مواليد 1952) منصبه كسفير لجنوب أفريقيا للأمم المتحدة في نيويورك عام 2016، وسبق له أن مثّل بلاده كسفير لها في عدد من الدول من بينها بلجيكا ولوكسمبورغ والاتحاد الأوروبي. كان المبعوث السامي لوزارة خارجية جنوب أفريقيا في الهند وبنغلادش وسريلانكا والمالديف والنيبال من 1995 إلى 1999. كان من المؤسسين لوزارة الخارجية الحديثة بعد سقوط نظام الأبرتهايد وإجراء الانتخابات عام 1994، وشغل فيها منصب المدير العام لدائرة العلاقات الدولية والتعاون في جنوب أفريقيا.