ودخلت المعارك في مراحلها الأخيرة بآخر معاقل تنظيم "داعش"، داخل سورية، وتحديدًا محور الباغوز ــ المراشدة الواقع على بعد أقل من 25 كلم من الأراضي العراقية، حيث تشن مليشيات "قسد" هجومًا واسعًا بدعم من واشنطن على معاقل التنظيم الأخيرة، وسط تقارير عن وجود المئات من مسلحي التنظيم إضافة الى آلاف العائلات، غالبيتهم أطفال ونساء.
ونفذت المدفعية الفرنسية انطلاقًا من الأراضي العراقية قصفًا مدفعيًا على مواقع التنظيم، اليوم الإثنين، بالتزامن مع قصف مدفعي عراقي مماثل أيضًا.
وقال مسؤول عسكري عراقي في بغداد، لـ"العربي الجديد"، إن وحدات الجيش وحرس الحدود دخلت حالة التأهب القصوى على الحدود مع سورية، وعلى مسافة أكثر من 280 كلم تقريبًا، تشمل مناطق القائم وحصيبة والمكر وبيار الحجاج الحملة وسعدة بالأنبار، وصولًا إلى مضارب شمر ضمن محافظة نينوى شمالًا.
وأكد أن هذه المناطق يخشى منها أن تكون مقصدًا لمسلحي "داعش" الفارين من مناطق القتال السورية حاليًا، والتي تشهد اقترابًا من الأراضي العراقية منذ أول من أمس، لافتًا إلى أنه لم تصل أي تعليمات حول استقبال المدنيين في حال فرارهم.
في المقابل، قال العقيد عباس عبد الكريم الشيولي، من قيادة عمليات نينوى، لـ"العربي الجديد"، إن "حسم معركة داعش قد يكون نهاية الأسبوع الحالي أو مطلع الأسبوع المقبل، وتتبقى لدينا خلايا التنظيم وعناصره المتفرقة، وقد نرى عمليات إرهابية ارتجالية أو منسقة بالفترة المقبلة، لكن بالتأكيد لم يعد لدولة البغدادي المزعومة وجود على أرض الواقع"، مبينًا أن الحدث مهم بالنسبة للعراقيين سياسيًا وعسكريًا وحتى معنويًا.
في هذه الأثناء، قال مجلس محافظة الأنبار (الحكومة المحلية) إن "الوضع الأمني على الشريط الحدودي مع سورية مستقر، ولا نرى أن هناك تهديدًا جديًا على المحافظة قادمًا من هناك".
وأوضح مقرر المجلس، فرحان محمد الدليمي، في تصريح صحافي أوردته وسائل إعلام محلية عراقية، أن الوضع الأمني على طول الشريط الحدودي مع سورية آمن ومستقر بالتزامن مع انتشار أمني كثيف للقوات الأمنية بصنوفها المختلفة، مع تعزيز الإجراءات الأمنية من خلال إغلاق كافة الثغرات الأمنية ووضع الأسلاك الشائكة.
وأضاف الدليمي أن "القوات الأمنية كثفّت من وجودها على طول الشريط الحدودي مع سورية، بالتزامن مع استهداف مناطق ارتكاز عصابات داعش الأخيرة في العمق السوري"، مبينًا أن القوات الأمنية اتخذت تدابير أمنية مشددة للتعامل مع أي حالة تسلل، أو التعرض للقطعات العسكرية المتمركزة على طول الشريط الحدودي مع سورية، غربي الأنبار".