أعلن اللواء السابق في الجيش الجزائري، المرشح الرئاسي علي غديري، عدم مشاركته في الاجتماع المقرر غداً، الأربعاء، بين قوى المعارضة السياسية في الجزائر ومرشحيها لانتخابات الرئاسة، والذي يهدف إلى بحث إمكانية تقديم مرشح توافقي موحد باسم المعارضة، في مواجهة مرشح السلطة، الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
وأكد مقران آيت العربي، منسق الحملة الانتخابية لغديري، في بيان نشره اليوم الثلاثاء، أن الأخير لن يشارك في اللقاء الذي سيعقد يوم 20 شباط/فبراير الحالي، دون شرح الأسباب التي دفعته إلى اتخاذ هذا القرار.
ومن شأن انسحاب غديري أن يحدث تصدعاً كبيراً في صفوف المعارضة الجزائرية، ويقضي بالفشل المسبق على مبادرة تقديم مرشح توافقي للمعارضة، التي طرحتها "جبهة العدالة والتنمية".
وفاجأ قرار الانسحاب الكثير من القوى السياسية المعارضة والمراقبين، خصوصاً أن عبد الله جاب الله، صاحب المبادرة، قال اليوم، الثلاثاء، إن غديري كان قد أبلغه بموافقته على فكرة المرشح التوافقي ومشاركته في اجتماع الغد، مؤكداً أنه لا يعلم مبررات انسحابه من الاجتماع.
ومن المقرر أن يجتمع قادة أحزاب سياسية وشخصيات معارضة ومرشحون معارضون غداً، بمبادرة من "جبهة العدالة والتنمية" التي يقودها جاب الله، لمناقشة إمكانية التوافق على تقديم مرشح توافقي باسم المعارضة، وتوحيد جهود مراقبة الانتخابات الرئاسية المقبلة المقررة في 18 إبريل/نيسان المقبل، بمشاركة رئيس "حركة مجتمع السلم" والمرشح الرئاسي عبد الرزاق مقري، ورئيس حزب "طلائع الحريات" والمرشح للرئاسة علي بن فليس، ورئيس حزب "الفجر الجديد" الطاهر بن بعيبش، ورئيس حزب "اتحاد القوى الديمقراطية" نور الدين بحح، ورئيس حزب "الاتحاد الديمقراطي الاجتماعي"، وهو حزب قيد التأسيس، كريم طابو، ورئيس حزب "الوطنيين الأحرار" عبد العزيز غرمول، ورئيس حزب "الحرية والعدالة" وزير الاتصالات الأسبق محمد السعيد، كما تتوقع مشاركة رئيس حزب "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية" محسن بلعباس، إضافة إلى شخصيات وناشطين مستقلين ستشملهم اللقاءات، كرئيس الحكومة الأسبق أحمد بن بيتور، ووزير الاتصالات الأسبق عبد العزيز رحابي.
وفي وقت سابق، أعلن حزب "العمال" اليساري عدم المشاركة في اجتماع الغد. وقال القيادي في الحزب جلول جودي، لـ"العربي الجديد"، إن "حزب العمال غير معني بالاجتماع، وحتى لو وجهت إلينا دعوة، فإننا لن نشارك".
وتشير مصادر سياسية مطلعة على ملف المشاروات السياسية المسبقة بين قوى المعارضة، إلى أن انسحاب غديري من الاجتماع يعود الى رفض رئيس حركة "مجتمع السلم" ومرشحها للرئاسة عبد الرزاق مقري الانسحاب من الانتخابات لصالحه، على اعتبار أن الحركة - "إخوان الجزائر" - كيانٌ سياسي قائم، وله رصيده النضالي وهيكليته في كل البلديات والولايات، ولا يمكن أن يسلم لشخصية مغمورة وغير معروفة التوجهات (غديري) بالدعم، وهو موقف يقترب من موقف المرشح الرئاسي ورئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس.
وكان مقري قد لمح، السبت الماضي، في تصريحات للصحافيين في منطقة سكيكدة، شرقي الجزائر، إلى أن فكرة مرشح المعارضة فكرة متأخرة، ولم تعد ممكنة بسبب ضيق الوقت، ورفضها في وقت سابق من قوى المعارضة نفسها حال دون عرضها من قبله.