كشف العميد حسن البراح، القيادي بكتيبة "خالد بن الوليد" التابعة لقوات اللواء خليفة حفتر، اليوم السبت، أن قيادة حفتر، تعيد حساباتها وخططها في الجنوب الليبي، بعد هجوم داخل عمق الأراضي التي تسيطر عليها قواته من قبل القوات التشادية، أسفر عن سقوط قتلى وجرحى.
وكان المتحدث باسم قوات حفتر، أحمد المسماري، قد أعلن مساء أمس، مقتل ثلاثة من جنود حفتر إثر هجوم قوة تابعة للمعارضة التشادية على تمركز للكتيبة 128 التابعة لحفتر بمنطقة غدوة جنوبي سبها.
وتعتبر الحادثة هي الأولى من نوعها منذ إطلاق حفتر عملية عسكرية للسيطرة على الجنوب الليبي منتصف الشهر الماضي، والتي لم تتجاوز منطقة سبها وسط الجنوب، والقرى المجاورة لها.
وحسب تصريحات المسماري فإن مفارز من قوات حفتر اشتبكت على أطراف المنطقة مع المعارضة التشادية أثناء ملاحقتها لها، وهي في حالة انسحاب من منطقة غودة إلى صحراء الجنوب، مؤكدا سقوط أكثر من عشرين جريحا.
ولكن مصادر عسكرية من الجنوب أكدت وفاة اثنين آخرين من جرحى هجوم الأمس ليرتفع العدد إلى خمسة قتلى، مؤكدة أن مصابي الهجوم وزعوا على عدد من المراكز الصحية لتلقي العلاج في عدة مدن بالجنوب، فيما نقل بعضهم إلى مدينة بنغازي، مشيرة إلى أن الهجوم كان "مباغتا وموجعا".
ولفت العميد حسن البراح خلال تصريحات لـ"العربي الجديد"، إلى أن قيادة حفتر "تعيد حساباتها وخططها بعد هجوم أمس"، مشيرًا إلى أن المعارضة التشادية أرادت أن ترسل رسالة مفادها أن التوغل جنوبا في الصحراء "أمر مستحيل".
وأوضح القائد العسكري أن منطقة غدوة، التي سيطرت عليها قوات حفتر مطلع الشهر الماضي بعد هجوم على منطقة الدوائر الزراعية والقبض على أحد عناصر "داعش" الذي تمكن من تفجير نفسه داخل مقر مركز شرطة المنطقة، "لا تزال منطقة توتر حتى الآن".
وكان المسماري اتهم في تصريحاته قوات "سرايا الدفاع" عن بنغازي وقوات ابراهيم الجضران، قائد "حرس المنشآت النفطية" السابق، بدعم المعارضة التشادية التي وصفها بـ"المقاتلين المرتزقة التشاديين".
لكن البراح كشف النقاب عن تلقي مجموعات المعارضة التشادية دعماً من قبل بعض القبائل الرافضة لوجود حفتر في الجنوب، سيما في مناطق مرزق وتراغن والقطرون، وهي مناطق تعيش فيها قبائل التبو، مشيرا إلى أن من بين الخطط الجديدة لقوات حفتر استخدام الطيران بشكل واسع لاستهداف أرتال مسلحي المعارضة التشادية.
وأوضح أنه بعد السيطرة على قاعدة "لويغ" الجوية، أقصى جنوب البلاد، يمكن تغطية مساحة واسعة من قبل الطيران واستخدامه في قصف مواقع المعارضة التشادية، رافضا التعليق على أنباء تشير إلى تلقي قوات حفتر دعما من قبل بعض الدول من بينها فرنسا.