الآلاف يتحدّون قانون الطوارئ في شوارع الخرطوم مطالبين بتنحّي البشير

الخرطوم

عبد الحميد عوض

avata
عبد الحميد عوض
24 فبراير 2019
20280080-3D84-4E06-A052-FF023C73C24C
+ الخط -
تحدّى آلاف المحتجّين في العاصمة السودانية، اليوم الأحد، حالة الطوارئ التي أعلنها الرئيس عمر البشير مساء الجمعة، وخرجوا في تظاهرات بعدد من الأحياء، مطالبين بتنحّي الرئيس وتشكيل حكومة انتقالية لمدة 4 سنوات.

وجاء خروج المتظاهرين استجابة لدعوة من تحالف المعارضة الذي يقوده تجمع المهنيين السودانيين، إضافة إلى مجموعة "نداء السودان" و"قوى الإجماع الوطني"، و"التحالف الاتحادي الديمقراطي".

وفي حيّ بري شرق الخرطوم، تجمع المئات وسيطروا لفترة طويلة على شارع المعرض، أشهر الشوارع الرئيسية في المنطقة، وقذف المحتجّون قوات الأمن بالحجارة، ما اضطرها للانسحاب، قبل أن تعود وتطلق الغاز المسيل للدموع بكثافة، لينسحب المتظاهرون إلى الشوارع الداخلية ويستمر الكرّ والفرّ، قبل أن تُشاهد عشرات السيارات العسكرية تتجه للحيّ الذي ظل في حالة تظاهرات شبه يومية، ويأتيه المتظاهرون من مناطق أخرى.

وأدخل المتظاهرون هتافات جديدة تمجّد الجيش السوداني، مثل "الجيش معانا ما همانا"، و"شعب واحد جيش واحد"، فضلاً عن الهتافات القديمة الخاصة بالاحتجاجات الشعبية المندلعة مند ديسمبر/ كانون الأول الماضي.

وفي مدينة أم درمان، خرج مئات المحتجّين مرددين شعار الحراك الشعبي في منطقة البوستة والحطة الوسطي، قبل أن تتدخل الشرطة وتفرّقهم بالغاز المسيل للدموع، وهو ما حدث أيضاً خلال تظاهرات في منطقة شمبات بمدينة الخرطوم بحري.

في السياق، قالت نقابة أطبّاء السودان المعارضة، إن قوات الأمن استخدمت "العنف المفرط والرصاص الحيّ" للتصدي للمتظاهرين ومحاولة تفريق المواكب، مشيرة في بيان إلى وجود 3 إصابات حتى الآن موثقة بالرصاص الحيّ في مدينة أم درمان، شملت إصابات في اليد والكتف والرأس، وفق ما أوردت في بيان.

وتأتي هذه التطورات بعد يومين من خطاب ألقاه البشير، أعلن فيه حالة الطوارئ وحلّ الحكومة المركزية والحكومات الولائية، ودعوته للمعارضة للحوار لإيجاد مخرج للأزمة، غير أن فصائل المعارضة، المدنية والمسلحة، رفضت عرضه، وأكدت أن الخطاب الوحيد الذي يمكن أن تقبل به هو تنحي رئيس النظام.

وأقال البشير السبت، نائبه الأول وعيّن وزير الدفاع عوض بن عوف بديلاً منه، كما اتخذ قراراً بتعيين والي الجزيرة محمد طاهر إيلا رئيساً لمجلس الوزراء.

وكان 18 من كبار الضباط في الجيش والشرطة والأمن قد أدّوا، اليوم الأحد، القسم أمام البشير، كما أدى القسم الفريق عوض بن عوف نائباً أول لرئيس الجمهورية.

وقال البشير في حديثه مع الولاة، إن "البلاد تمر بمرحلة تاريخية جديدة، تتطلب تضافر الجهود والعمل بجد وإخلاص من أجل الحفاظ على أمنها واستقرارها وازدهارها".


وجدد الرئيس السوداني ثقته في "قدرة الولاة على القيام بمهامّهم على الوجه الأكمل"، مشيراً إلى أن "اختيارهم تم بعناية وتمحيص وثقة"، مؤكداً "دعم الدولة لهم بما يمكّنهم من الاضطلاع بمهامّهم وتحقيق الأهداف المنشودة".

من جهته، قال عوض بن عوف، في تصريح صحافي عقب مراسم أداء القسم، إن "التعقيدات الاقتصادية والأزمة التي تمر بها البلاد تتطلب تضافراً ومضاعفة جهود كل السودانيين بمختلف انتماءاتهم"، مؤكداً أنهم سيسعون لـ"بسط العدل بين الناس ما استطاعوا".

وشدد على أن "توطيد الأمن وبسط الاستقرار يمثل أولوية في المرحلة الراهنة"، مشيراً إلى أن ذلك "لا يمكن تحقيقه إلا بوحدة أبناء الشعب وتكاتفهم بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم"، مضيفاً أن "الحكومة ستعمل خلال المرحلة الراهنة على تهيئة المناخ للعمل السياسي بالبلاد".

ذات صلة

الصورة

سياسة

اقتحم عناصر من قوات الدعم السريع عدداً من منازل المدنيين في ولاية الجزيرة بشرق السودان أواخر الشهر الماضي، ونفذوا انتهاكات كبيرة بحق السكان.
الصورة
مخيم نزوح في مدينة القضارف - شرق السودان - 14 يوليو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

في تحذير جديد، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بأنّ الجوع والنزوح وتفشي الأمراض، وسط حرب السودان المتواصلة، تشكّل "مزيجاً قاتلاً".
الصورة
توزيع مساعدات غذائية لنازحات من الفاشر إلى القضارف (فرانس برس)

مجتمع

ترسم الأمم المتحدة صورة قاتمة للأوضاع في مدينة الفاشر السودانية، وتؤكد أن الخناق يضيق على السكان الذين يتعرّضون لهجوم من كل الجهات.
الصورة
متطوعون في مبادرة لإعداد وجبات طعام بود مدني (فرانس برس)

مجتمع

زادت الحرب في السودان عدد المحتاجين الذين وقعوا ضحايا للظروف السيئة وواقع خسارتهم ممتلكاتهم وأعمالهم واضطرارهم إلى النزوح.