وجاء تصعيد نتنياهو، الذي نشر الجمعة شريطا مصورا على صفحته على "فيسبوك" قال فيه إن اليسار الإسرائيلي يرفض أي تكتل مع أحزاب اليمين و"عوتصماه يهوديت"، في الوقت الذي يعمل فيه من أجل إقامة جسم مانع (أي كتلة من 61 عضواً في الكنيست ضد تكليفه بتشكيل حكومة جديدة) مع أحزاب عربية لا يقف أمرها بعدم الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية، بل تسعى لإبادتها.
وعاد نتنياهو، أمس السبت، لمواصلة التحريض رداً على بيانات الاستنكار للوبي اليهودي الأميركي "إيباك" واللجنة اليهودية الأميركية "إي جي ستريت"، على قيامه بالعمل على توحيد أحزاب اليمين الثلاثة الأكثر تطرفا في إسرائيل، وهي البيت اليهود وإيحود لئومي وضم حزب "عوتصماه يهوديت" الفاشي الذي يعلن أنه يواصل طريق الرابي اليهودي الفاشي، مئير كهانا ويدعو إلى التخلص من العرب.
ورد نتنياهو على بيانات استنكار منح الشرعية لحركة "عوتصماه يهوديت" الفاشية، من خلال مزيد من التحريض ضد الأحزاب العربية، عبر الاستعانة أيضا بتقرير تحريضي نشره الجمعة الصحافي اليميني عميت سيغل في ملحق "يديعوت أحرونوت" الأسبوعي، وحرض فيه على المفكر العربي عزمي بشارة، وادعى أيضا أن إيهود باراك شارك خلال الحملة الانتخابية عام 1999 في مهرجان انتخابي إلى جانب الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية الشمالية، التي أعلنت حكومة الاحتلال في نوفمبر/تشرين الثاني 2015 عن حظرها وإخراجها عن القانون، علما بأنها كانت حركة مقاطعة لانتخابات الكنيست.
وكتب نتنياهو الليلة، في صفحته على "فيسبوك": إن موقف اليسار المعارض لضم "عوتصماه يهوديت" هو "نفاق وكيل بمكيالين، فهم يستنكرون إقامة كتلة مانعة في اليمين مع أحزاب اليمين في الوقت الذي يعمل فيه اليسار لإدخال الإسلاميين المتطرفين إلى الكنيست لإقامة كتلة مانعة. في العام 1999، اشترك باراك في مهرجان انتخابي مع الشيخ المحرض، رائد صلاح. وصوت ممثلو حزبي العمل وميرتس لعزمي بشارة الذي تجسس لصالح "حزب الله" كي يدخل الكنيست، ونشط إسحاق هرتسوغ للتوصل إلى اتفاق فائض أصوات مع القائمة المشتركة، وقال إن النواب العرب شرعيون ليكونوا في الحكومة".
وانطوى منشور نتنياهو أعلاه على أكاذيب لا صحة لها، إذ إن الحركة الإسلامية بقيادة الشيخ رائد صلاح كانت تعارض المشاركة في انتخابات الكنيست، وتدعو إلى المقاطعة، كما أن المفكر العربي عزمي بشارة اضطر للخروج للمنفى القسري بفعل تلفيق ملف أمني له من قبل المؤسسة الإسرائيلية. إلى ذلك، فإن الحركة الإسلامية المشاركة في الانتخابات، والتي تحالفت مع التجمع الوطني الديمقراطي (الذي كان بشارة بين أبرز مؤسسيه) أعلنت سوية مع التجمع أنها لن تشارك في جسم مانع لصالح غانتس، وذلك خلافاً لموقف عضو الكنيست أحمد طيبي الذي انشق عن القائمة المشتركة للأحزاب العربية، ثم تحالف في آخر يوم لتقديم القوائم المتنافسة في الانتخابات، أي الخميس الماضي، مع الجبهة والحزب الشيوعي، حيث أعلن تحالف الجبهة وطيبي الذي أطلق عليه اسم تحالف الجبهة والتغيير، أنه لن يعارض تشكيل جسم مانع مع الجنرال غانتس.
وقد حقق تحريض نتنياهو، أمس والجمعة، غايته الفورية المطلوبة إذ أعلن عضو الكنيست يئير لبيد، الشريك في التحالف مع حزب الجنرال بني غانتس "كاحول لفان" أن الحزب لن يشكل كتلة مانعة مع الأحزاب العربية.