أثارت الخلافات العربية– التركمانية بشأن ملف التوازن في توزيع مناصب إدارة محافظة كركوك قلق الحكومة المركزية في بغداد، والتي بدأت حراكا للملمة الخلاف قبل اتساعه، وسط مخاوف من تأثيراته على مجريات الحوار مع أربيل بشأن المحافظة.
ويعد ملف محافظة كركوك من أكثر الملفات تعقيدا في العراق، حيث إنّ المحافظة مختلف عليها بين بغداد وأربيل، بينما تختلف مكوناتها (العرب والتركمان والكرد) بشأن إدارتها.
وقال مسؤول سياسي مطلع، لـ"العربي الجديد"، إنّ "شكاوى كثيرة وردت إلى الحكومة المركزية بشأن ملف التوازن في كركوك فيما يتعلق بالمناصب والوظائف المهمة بالمدينة"، مبينا أنّ "الشكاوى وردت من قيادات تركمانية تؤكد أنّ العرب يهيمنون على المناصب المهمة في حكومة كركوك، وهمّشوا التركمان منها".
وأضاف أنّ "الحكومة تهتم كثيرا بملف كركوك، ولا تريد أي خلاف جديد، حيث إنّها تخوض مفاوضات واتصالات مع الجانب الكردي لحل أزمة المحافظة، وأنّ أي خلاف بين العرب والتركمان سيعقد إمكانية الحوار المشترك بين مكونات كركوك، والذي تسعى له الحكومة".
وأشار إلى أنّ "الحكومة ستجري اتصالات مع المكونين لأجل التقريب بينهما، وتحجيم دائرة الخلاف".
ويؤكد مسؤولون تركمان أنّ ملف التوازن بالمحافظة بدأ يأخذ منحى إقصائيا للتركمان، مشددين على أنّهم لن يقبلوا بذلك.
وقال عضو تحالف الإصلاح عن المكون التركماني حسن البياتي، لـ"العربي الجديد": "ستجري القيادات التركمانية لقاءات ومشاورات مع رئيس الحكومة عادل عبد المهدي بشأن ملف التوازن. لا يمكن أن نقبل بإقصائنا وتهميش دورنا على ما قدمناه من تضحيات في كركوك"، مبينا أنّ "الكفاءات التركمانية لا تأخذ دورها في المحافظة، وسابقا كان الكرد يهيمنون عليها، واليوم العرب هيمنوا على أغلب المناصب المهمة".
وأكد البياتي أنه "يجب على الحكومة اتخاذ خطوات فعلية وعاجلة لحل هذا الملف، الذي يتّجه نحو التعقيد".
في المقابل، قال محافظ كركوك وكالة راكان الجبوري (وهو من المكون العربي)، في بيان صحافي، إنّ "أبواب المحافظة مفتوحة لجميع مواطني وممثلي المحافظة، وإنّ ملف التوازن في توزيع المناصب لا يمكن له أن يخرج من دون موافقة ممثلي المكون التركماني وتوقيعهم"، مبينا أنّ "ملف التعيينات في ديوان المحافظة ودائرة صحة كركوك لم يتم إجراؤه حتى الآن، بالرغم من توجيه المحافظة أكثر من كتاب رسمي لدوائرها".
ودعا الجبوري إلى "التفاهم والتنسيق والتوافق بشأن حقيقة التوازن في إدارة المحافظة".
وتعيش محافظة كركوك وضعا أمنيا وسياسيا مرتبكا، في ظل خلافات وأزمات متجددة، بين بغداد وأربيل بشأنها، بينما تثار المخاوف من عدم إمكانية التوصل لحلول لأزماتها.