استطلاعان إسرائيليان: المنافسة بالانتخابات ستتركز بمعسكر اليمين وسط تراجع اليسار وفلسطينيي الداخل
وبيّن الاستطلاعان، وفق احتمالين مختلفين، وجود تحالف بين حزب "حوسن ليسرائيل" بقيادة الجنرال بيني غانتس، وحزب "ييش عتيد"، في حالة عدم وجود تحالف، وأن ما تبقى من أحزاب اليسار في إسرائيل (حزب العمل وحزب ميرتس) مع القائمة العربية المشتركة (وحتى في حال انشقاق حزب أحمد طيبي عنها) لا يصلان في أفضل الحالات إلى أكثر من 22 مقعدا من أصل 120 مقعدا في الكنيست، فيما تدور المنافسة الرئيسية على الحصول على تكليف من رئيس دولة الاحتلال بتشكيل الحكومة المقبلة بين بنيامين نتنياهو وبيني غانتس، شريطة أن يكون الأخير على رأس تحالف مع حزب "ييش عتيد" ليتجاوز عدد مقاعد القائمة المشتركة الـ30 مقعدا.
مع ذلك، بينت النتائج وفق الاستطلاعين، وفي كلا الاحتمالين (مع تحالف بين حزبي حوسن ليسرائيل بقيادة غانتس، وييش عتيد بقيادة يئير لبيد، وبدونه) أن الليكود يبقى الحزب صاحب الحظ الأوفر في تشكيل الحكومة المقبلة، حتى عند حصول قائمة التحالف بين غانتس ولبيد على 36 مقعدا، لأن هذه القائمة لا تملك خيارات ائتلاف مع أحزاب اليمين المتبقية تمكنها من الحصول على ثقة وتأييد 61 عضوا في الكنيست لحكومة جديدة، إذ تعتبر أحزاب مثل "اليمين الجديد" و"الحريديم" و"كولانو" الحليف الطبيعي لنتنياهو.
ووفقا لاستطلاع "القناة 13"، فإن قائمة تحالفية كهذه تحصل على 36 مقعدا مقابل 32 مقعدا لليكود، مع وجود خيار لتشكيل ائتلاف حكومي جديد يتمتع بتأييد 67 مقعدا في الكنيست. أما في حالة عدم وجود تحالف بين حزبي حوسن ليسرائيل وييش عتيد، وحصل الليكود على 32 مقعدا مقابل 24 مقعدا لحوسن يسرائيل، و10 لحزب لييش عتيد، فإن مجمل عدد نواب الأحزاب المتحالفة مع الليكود يوفر لنتنياهو تحالفا من 32 عضوا، أي تشكيل ائتلاف حكومي يتمتع بتأييد 64 مقعدا.
أما حزب العمل والقائمة العربية المشتركة، وحزب أحمد طيبي وحزب ميرتس، وهي ما تبقى من أحزاب اليسار في إسرائيل، فلا تحصل في كلتا الحالتين على أكثر من 17 مقعدا في حالة التحالف، مع عدم اجتياز حزب ميرتس لنسبة الحسم. أما في حال تحالف بين حزب حوسن ليسرائيل وييش عتيد فتحصل هذه الأحزاب على 22 مقعدا.
وأبرز استطلاع "يسرائيل هيوم" الذي نشر اليوم، حالة التشرذم في اليمين الإسرائيلي بما يهدد بعدم نجاح سبعة من أحزاب اليمين الصغيرة، فقد أظهر نتائج تتماشى مع الصورة القاتمة في اليمين ( وفق أهواء الصحيفة)، وحالة من عدم قدرة اليمين بقيادة نتنياهو على تشكيل ائتلاف حكومي واضح المعالم، دون أن يعني ذلك بالضرورة تحالفا لأحزاب اليسار.
ووفقا لنتائج استطلاع "يسرائيل هيوم"، يحصل الليكود على 29، وتحصل الأحزاب التي تعتبر شريكة طبيعية للتحالف معه على 22 مقعدا، أي قدرة على ائتلاف من 51 مقعدا.
ولكن، وهذا الأهم، فإن حزب حوسن يسرائيل بقيادة الجنرال غانتس يحصل على 17 مقعدا فقط، ويحصل حزب ييش عتيد على 11 مقعدا، ويحصل حزب العمل على 6 مقاعد، وميرتس على 4 مقاعد، والقائمة العربية (بدون أحمد طيبي الذي لا يتجاوز نسبة الحسم) على تسعة مقاعد، أي أن أقصى ما يمكن للائتلاف بقيادة غانتس الوصول إليه هو كتلة من 38 مقعدا في حال ضم ميرتس، وعلى اعتبار أنه لن يكون أي تحالف بينه وبين القائمة العربية.
الغريب في هذا الاستطلاع أن يوزع مقاعد على الأحزاب التي لا تجتاز نسبة الحسم، وهي سبعة أحزاب في اليمين، فتحصل على 17 مقعدا (نحو 2-3 مقاعد لكل منها) لكنها لا تجتاز نسبة الحسم، مما يعني خروجها من الكنيست، وحزبين في اليسار (أحمد طيبي 3 مقاعد) وتسيبي ليفني مقعد.
لكن الصحيفة لا تقوم في الاستطلاع باعتماد طريقة توزيع المقاعد المتبعة في القانون الإسرائيلي، الذي ينص بعد ظهور النتائج وتحديد نسبة الحسم على إلغاء كل أصوات ومقاعد الأحزاب التي لم تجتز نسبة الحسم، وتوزيع المقاعد وفق إجمالي الأصوات الصالحة للأحزاب التي اجتازت نسبة الحسم على هذه الأحزاب وفق معادلة معقدة نسبيا، وبالتالي لا يمكن التكهن وفق هذا الاستطلاع بالعدد الحقيقي للأحزاب التي تنجح في اجتياز نسبة الحسم.
ووفقا لاستطلاع "يسرائيل هيوم"، فإنه في حال حصول تحالف بين حزب حوسن ليسرائيل وحزب ييش عتيد، فإن التغيير يكون فقط في زيادة طفيفة في عدد مقاعد الحزبين إلى 35 مقعدا للقائمة التحالفية، مع انهيار حزب العمل وعدم اجتيازه نسبة الحسم (يحصل على 3 مقاعد فقط)، وخيار تحالفي مع كتلة يسار من 14 مقعدا، هي القائمة العربية 9 مقاعد، وحزب ميرتس 5 مقاعد.
وفي هذا السيناريو يكون لليكود 29 مقعدا، وللأحزب المتحالفة معه تقليديا 21 مقعدا، بينما تحصل الأحزاب التي لا تجتاز نسبة الحسم من اليسار واليمن على 23 مقعدا، منها 17 مقعدا لأحزاب يمين صغيرة ومتطرفة.
ولا تخفي صحيفة "يسرائيل هيوم" هدفها من نشر هذا الاستطلاع مع تفاصيل الأحزاب الصغيرة التي لا تجتاز نسبة الحسم، بل تؤكد أن نتائج الاستطلاع تلزم هذه الأحزاب بالعمل لأجل تحالفات واسعة بينها كي لا يتعرض حكم اليمين للخطر، في حال ظلت النتائج كما هي عليه الآن، دون وضع لا يتوفر فيه لائتلاف يمين يملك تأييدا واضحا لـ61 عضو كنيست ينتمون لأحزاب الائتلاف اليميني الحالي.
ويؤكد هذا أن التقديرات بدأت تشير لاحتمالات اشتداد المنافسة في داخل اليمين الإسرائيلي الذي يحصل في كافة الاستطلاعات الأخيرة على نحو 98 مقعدا من أصل 120.
ويعني هذا أسوأ سيناريو لليمين الاستيطاني المتطرف في حال لم يتمكن نتنياهو من تأسيس ائتلاف يمين بدون أن يضطر للتحالف مع حزب ييش عتيد، أو حتى مع حزب حوسن ليسرائيل بقيادة الجنرال غانتس نفسه، أو ربما العودة للبحث في سيناريوهات تشكيل حكومة وحدة وطنية.