وأغلقت قوات الاحتلال، اليوم الإثنين، مداخل 3 قرى وبلدات في سلفيت، ودهمت عشرات المنازل وفتشتها، بينها منزل والد المتهم بتنفيذ العملية، كما استجوبت عائلته واعتقلت شقيقه، واستولت على تسجيلات لكاميرات مراقبة من تلك القرى.
وقُتل جندي إسرائيلي، وأُصيب آخران بجروح بالغة، صباح الأحد، في عمليتي إطلاق نار قرب مستوطنتي "أرئيل" و"جيتاي" القريبتين من مدينة سلفيت، وتمكّن منفذا العملية من إصابة مستوطن وخطف مركبته عند مفترق مستوطنة "جيتاي"، فيما قالت هيئة البث العبرية إنّه أعلن، اليوم الإثنين، عن مقتل الحاخام أخياش ايتنغر الذي أُصيب في العملية.
وذكرت وسائل إعلام عبرية، أنّ فلسطينيين اثنين، نفذا العملية قرب مستوطنة "أرئيل"، وانسحبا من المكان في مركبة، باتجاه مستوطنة "جيتاي"، حيث أطلقا النار مرة أخرى قبل فرارهما. وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي، إنّه تجري عمليات مطاردة للعثور على منفذي العملية.
وقال معين ريان مدير العلاقات العامة والإعلام في محافظة سلفيت، لـ"العربي الجديد"، اليوم الإثنين، إنّ "قوات الاحتلال دهمت عشرات المنازل في قرى كفر الديك وبروقين والزاوية، مستخدمة الكلاب البوليسية، فيما استولت على تسجيلات كاميرات مراقبة، وتواصل إغلاق مداخل تلك القرى بشكل كامل، وتمنع الدخول والخروج منها، ما اضطر طلاباً منها يدرسون في إحدى المدارس في بلدة قراوة بني حسان المجاورة، للمبيت في مدرستهم، أمس الأحد".
وأوضح ريان أنّ "قوات الاحتلال كانت قد دهمت، مساء الأحد، منزل والد المتهم بتنفيذ العملية أمين أبو ليلى بحثاً عن نجله عمر، وفتشت المنزل واستولت على مصاغ ذهبية لوالدته، واستجوبت عائلته، ثم اعتقلت والده وشقيقه نور (16 عاماً) وأفرجت عن والده بعد اعتقال استمر لساعات".
وتابع: "كما اقتحمت قوات الاحتلال محال تجارية لأقارب عائلة أبو ليلى في بلدة بديا غربي سلفيت، وفتشتها بعد تفجير أبوابها، ومن ثم استولت على تسجيلات كاميرات المراقبة منها".
من جهة أخرى، أفاد ريان بأنّ "مجموعة من المستوطنين نصبت خيمة، صباح اليوم الإثنين، في مكان تنفيذ العملية بالقرب من قرية كفل حارس في سلفيت، وخطوا شعارات تحريضية وعنصرية في المكان".
مستوطنون يقتحمون الأقصى
على صعيد آخر، استأنف المستوطنون المتطرفون، اليوم الإثنين، اقتحاماتهم للمسجد الأقصى في القدس المحتلة من ناحية باب المغاربة، بحماية قوات خاصة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي التي عززت من تواجدها في ساحات المسجد وعلى بواباته.
واقتحم أكثر من 40 مستوطناً متطرفاً المسجد الأقصى، حتى الآن، وفقاً لما أفاد به أحد مسؤولي الحراسة النهارية في حديث لـ"العربي الجديد"، اليوم الإثنين، مشيراً إلى "محاولات من قبل هؤلاء المتطرفين لاستفزاز مشاعر المرابطين".
وقال حراس للمسجد الأقصى، لـ"العربي الجديد"، إنّ "بعضاً من هؤلاء المستوطنين حاولوا إقامة بعض الطقوس خاصة بالقرب من مصلى باب الرحمة الذي أحاطت مداخله قوات الاحتلال ومنعت الحراس من الاقتراب من المقتحمين".
وكانت قوات الاحتلال أصدرت، أمس الأحد، مزيداً من أوامر الإبعاد عن المسجد الأقصى لحارسين من حراسه كانت اعتقلتهما، وقررت منعهما من دخول الأقصى، لمدة تتراوح ما بين أسبوع إلى أسبوعين.
ووفقاً لمعطيات دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، فإنّ نحو 20 حارساً تم إبعادهم فعلاً عن الأقصى منذ بدء أحداث مصلى باب الرحمة، وجميعهم اعتقلوا بتهمة خرق قرار لمحكمة الاحتلال بالإبقاء عليه مغلقاً.
وأصدرت محكمة الصلح في القدس، أمس الأحد، أمراً يقضي بإغلاق مصلى باب الرحمة في ساحات المسجد الأقصى، في الوقت الذي أمهلت فيه مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في القدس 60 يوماً للرد على القرار الذي يوصي بتمديد أمر إغلاق المصلى.
ولا يعترف مجلس الأوقاف الإسلامية، التابع للأردن، بالمحاكم الإسرائيلية ولا القرارات الصادرة عنها، ويرفض التعامل معها.
وأغلقت شرطة الاحتلال الإسرائيلي باب الرحمة، عام 2003، في أوج الانتفاضة الفلسطينية، وجددت تمديده سنوياً، وصادقت محكمة الصلح على ذلك الإجراء، عام 2017، وأعاد المقدسيون فتحه بالقوة، في 22 فبراير/شباط الماضي.
الاحتلال يواصل الاعتقالات
وفي سياق الاعتقالات اليومية، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، شاباً فلسطينياً من بلدة بيت أمر شمالي الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، وشاباً آخر من بلدة الخضر جنوبي بيت لحم جنوبي الضفة، وشابا آخر من مدينة بيت لحم.
واعتقلت قوات الاحتلال أيضاً، أربعة شبان من مدينة جنين شمالي الضفة، وشابين آخرين من قرية بزاريا شمال غربي نابلس شمالي الضفة.
كما دهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، منزل الأسير المحامي طارق برغوث في منطقة رام الله التحتا بمدينة رام الله وسط الضفة، وأخضعت عائلته للتحقيق الميداني، وفتشت المنزل.
وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت برغوث، قبل نحو ثلاثة أسابيع، وتلا ذلك اعتقال زوجته أمل الطحان، والتي أفرج عنها لاحقاً عقب التحقيق معها.
على صعيد آخر، أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأحد، البوابة الحديدية المقامة على طريق "وادي الدلب" (بالقرب من دير ابزيع وكفر نعمة) الرابط بين قرى غرب رام الله ومدينة رام الله، ما اضطر المواطنين لسلوك طرق التفافية وطويلة للوصول إلى أماكن سكنهم.