دعا مشاركون في مؤتمر دولي بنيويورك، نظمته "مؤسسة توكل كرمان الدولية" وجامعة فوردهام، اليوم الخميس، وبحث أبعاد الأزمة الإنسانية في اليمن، وفرص السلام هناك؛ إلى الوقف الفوري للحرب في اليمن وتنفيذ الاتفاقات الدولية الخاصة بعملية السلام والاستقرار السياسي والاجتماعي في البلاد.
وركز المؤتمر على أربعة محاور رئيسة، تمثلت في الحديث عن الوضع الإنساني وحالة حقوق الإنسان في البلاد، وكذلك ملف الانتهاكات والبحث عن أسباب وتداعيات الصراع المحتدم منذ أربعة أعوام، كما قدم المشاركون قراءة لما يمكن أن يساهم في صناعة السلام وإعادة الإعمار.
وطالبت نساءٌ حائزاتٌ على جائزة نوبل للسلام خلال المؤتمر بإنهاء دور السعودية والإمارات في اليمن، والوقف الفوري للحرب.
ومن ضمن هؤلاء، الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، التي دعت في كلمة لها إلى محاسبة السعودية والإمارات، وكذلك جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) على ما يتم ارتكابه من جرائم حرب وانتهاكات بحق المدنيين في مختلف محافظات البلاد.
وقدمت كرمان حلولًا قالت إنها يمكن أن تحقق "سلامًا مستدامًا" و"مصالحة وطنية" في بلادها، بينها تشكيل حكومة تكنوقراط برعاية أممية.
وقالت كرمان: من أجل بناء سلام مستدام وتحقيق مصالحة وطنية (في اليمن)، يجب أولاً؛ وقف الحرب، ورفع الحصار، وضمان انسحاب السعودية والإمارات من البلاد.
وأضافت أنه "يجب وقف تزويد السعودية والإمارات بالسلاح، وإقناع إيران بوقف دعمها العسكري للحوثيين".
كما دعت كرمان في كلمتها إلى تشكيل "لجنة عسكرية تحت إشراف الأمم المتحدة" تعمل على تسريح المجندين ونزع أسلحتهم وإعادة تأهيلهم، لضمان استخدام الأسلحة من جانب الدولة وحدها.
واقترحت أيضاً "تشكيل حكومة وطنية مكونة من جميع الأطراف" أو "تشكيل حكومة تكنوقراط تحت رعاية الأمم المتحدة".
وطالبت الناشطة اليمنية بـ"تأسيس صندوق خاص لإعادة بناء اليمن"، مضيفة أن هذا المقترح "ينبغي أن يلزم السعودية والإمارات وإيران بتحمل أكبر عبء مالي"، لافتة إلى أنه "ينبغي أن تلتزم السعودية والإمارات بتعويض اليمن عن الأضرار التي تسببت بها الحرب".
ومن ضمن مقترحات كرمان أيضاً، "تأسيس لجنة مصالحة وطنية لإنصاف ضحايا الحرب وتعويضهم".
كما دعت إلى "إنشاء محكمة دولية لمقاضاة جميع المتورطين في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية".
وشددت الناشطة اليمنية على "أهمية ضمان مشاركة المرأة بشكل عاجل وحقيقي في جميع مراحل المفاوضات والحوار والحكومات والمؤسسات وهيئات إعادة الإعمار".
بدوره، أكد مدير المعهد الإقليمي بجامعة برينستون، بارنارد هيكل خلال مشاركته في المؤتمر، على أن السعودية والإمارات فشلتا في هزيمة جماعة الحوثي، وأن دعم السعودية للسلفيين في اليمن خلال الفترات الماضية هو أكثر ما استفز الحوثيين وجعلها تكثف حضورها العقائدي هناك.
وطالب باحثون أميركيون مشاركون في المؤتمر واشنطن بإيقاف دعمها للتحالف العربي في حربه على اليمن، وحمل البعض منهم الإدارة الأميركية مسؤولية الأزمة الإنسانية التي تعصف بالبلاد، وتصفها منظمات الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم.