المعارضة السودانية ترحّب بإقالات المجلس العسكري... واعتصام "قيادة الجيش" متماسك
وجاء قرار البرهان بإعفاء إدريس بعد يوم واحد من مطالبة قوى "إعلان الحرية والتغيير" باستقالته. كما شمل القرار تعيين يحيى الطيب أبوشورة رئيسًا للقضاء السوداني. إضافة إلى إدريس، أصدر البرهان قراراً بإعفاء النائب العام عمر أحمد من منصبه وتكليف الوليد سيد أحمد محمود عوضاً عنه، وكذلك إعفاء هشام عثمان ابراهيم من منصبه، كمساعد للنائب العام ،وإنهاء خدمة عامر إبراهيم كرئيس نيابة عامة. وشمل القرار تكليف الوليد سيد أحمد محمود بتسيير مهام النائب العام. وفي السلك الإعلامي، أصدر رئيس المجلس العسكري الانتقالي، قراراً بإعفاء المدير العام للهيئة السودانية للإذاعة والتلفزيون، محمد حاتم سليمان، من منصبه.
وجاء إعفاء سليمان الذي يعد رمزاً من رموز حزب المؤتمر الوطني الحاكم سابقًا، بعد انتقادات شديدة اللهجة وجهها سياسيون وإعلاميون بسبب تجاهل التلفزيون والإذاعة الحكوميين للحراك الثوري في البلاد.
المعارضة ترحّب
وفي أول ردّة فعل من المعارضة، رحب تجمع المهنيين السودانيين المعارض بـ"التعاطي الإيجابي للمجلس العسكري الانتقالي مع المطالب الشعبية"، مؤكداً أن ذلك التعاطي وضح اليوم من خلال قرارات البرهان بإقالة رئيس القضاء والنائب العام ومدير الإذاعة والتلفزيون.
وقال محمد ناجي الأصم، القيادي الأبرز بالتجمع في تصريحات خاصة بـ"العربي الجديد"، إن قرارات الإقالة تتماشى مع ما ظل ينادي به تجمع المهنيين وبقية قوى إعلان الحرية والتغيير، بضرورة إقالة رئيس القضاء والنائب العام، ومدير الإذاعة والتلفزيون، حتى تكون تلك الأجهزة معبرة تماماً عن تطلعات الشعب السوداني، نافياً مشاركة التجمع في قرار اختيار البدلاء.
غير أن الأصم، أوضح أن المطلب الأساسي والمركزي لقوى الحرية والتغيير هو تشكيل مجلس سيادي مدني بتمثيل عسكري ومجلس وزراء ومجلس تشريعي، قائلا "لن يكون هناك مطلقاً تنازل عن هذا المطلب مهما كان الثمن".
كذلك أشار إلى أنه في حال رفض تنفيذ مطلب تشكيل المجلس السيادي، ستظل قوى الحرية والتغيير على موقفها وستواصل المقاومة والاعتصام، "ولن نسمح لحكم عسكري جديد بالاستمرارية، لنعيد التجارب العسكرية السابقة"، على حد تعبيره.
كما نفى الأصم وصول التجمع لمرحلة تسمية ممثليه في الحكومة المدنية المنتظرة، مبينا أن لجان التجمع التي ظلت تعمل حتى قبل الثورة تضع تصوراتها الكاملة للمرحلة المقبلة، ولديها قائمة بأسماء كفاءات وطنية وليست حزبية، للعمل في الفترة المقبلة"، مشددا على قيام حكومات كفاءات خلال المرحلة المقبلة وصولاً إلى حكومة منتخبة من الشعب السوداني.
وحول الحديث عن تدخل دولتي الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في إعادة تشكيل المشهد السياسي في السودان، قال الأصم إن "الثورة السودانية هي ثورة سودانية خالصة، ويحرسها الشعب بنفسه"، معربا عن ترحيبه "بكل القوى الإقليمية والدولية التي تساند مطالب الشعب السوداني".
التظاهرات تضغط لحكومة مدنية
في غضون ذلك، يواصل آلاف السودانيين اعتصامهم بمحيط قيادة الجيش السوداني بالخرطوم، رافضين فض الاعتصام ما لم "يتم تسليم السلطة لحكومة مدنية وتفكيك الدولة العميقة التي بناها نظام الرئيس المعزول، عمر البشير".
ويأتي بقاء المعتصمين في محيط القيادة استجابة لنداءات المعارضة وعلى رأسها "تجمع المهنيين السودانيين"، الذي يراهن على استمرارية الاعتصام لتحقيق مطالبه الأساسية.
وتتزايد الضغوط على المجلس العسكري السوداني عبر مسارين؛ الأول داخلي من قبل المعارضة التي تريد حل المجلس العسكري واستبداله بآخر مدني وتقصير مدة المهلة الانتقالية. أما المسار الثاني من الضغوط فكان خارجياً، وتحديداً من قبل الاتحاد الأفريقي، مع إمهال مجلس السلم والأمن الأفريقي المجلس العسكري 15 يوماً لتسليم السلطة للمدنيين وإلا سيتم تعليق عضوية السودان تلقائياً في الاتحاد الأفريقي.