وقال مصدر من الدفاع المدني السوري، لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام قصفت بالدبابات مناطق في قرية حصرايا شمال حماة، ما أدى إلى سقوط ثلاثة جرحى.
وتزامن ذلك مع قصف ببراميل متفجرة من الطيران المروحي التابع للنظام على قريتي الصهرية ودير سنبل، أدت إلى وقوع أضرار مادية وحالة نزوح من القريتين إلى ريف إدلب الجنوبي.
وكان قد قتل مدنيون وجرح آخرون في وقت سابق اليوم جراء القصف الجوي والصاروخي من قوات النظام على ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي.
من جانبه، رأى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، في تصريح صحافي، أن الحملة التي يشنها النظام السوري على ريف حماة "مشروع تهجير جماعي يتطلب تدخلاً دولياً".
وقال الائتلاف: "بدأت قوات النظام مدعومة بطائرات الاحتلال الروسي والمليشيات الإيرانية منذ مساء أمس (الاثنين 29 إبريل/ نيسان) هجوماً على مناطق ريف حماة الشمالي الغربي، مستهدفة مدن وبلدات اللطامنة والهبيط وكفرزيتا وكفرنبودة وقلعة المضيق، بالإضافة إلى عشرات البلدات والقرى الأخرى".
وأضاف: "النشطاء وفرق الدفاع المدني أحصوا ما يزيد عن 375 قذيفة وصاروخاً استهدفت المنطقة، إضافة إلى نحو 30 غارة جوية طاولت الأحياء السكنية والطرقات العامة التي تربط بين القرى والبلدات".
وأوضح الائتلاف أن "الحملة العسكرية التي أسفرت عن سقوط شهداء وجرحى في كل من كفرنبودة واللطامنة، هي في حقيقتها عملية تهجير جماعي، فقد أجبر القصف كامل أهالي بلدة كفرنبودة على النزوح، بالإضافة إلى آلاف من سكان قلعة المضيق وبلدات أخرى، ما تسبب في حركة نزوح كبيرة باتجاه الشمال".
وطالب الائتلاف المجتمع الدولي بـ"التدخل العاجل لمنع تفاقم هذا الوضع، والعمل على فرض ضغوط فورية لوقف هذه الحملة الإجرامية التي تستهدف المدنيين في المقام الأول وتسعى لإفراغ المنطقة منهم".
وقال إن "الهجمة التي بدأت أمس، هي استمرار لهجمات متوالية تكاد لا تتوقف على إدلب وحماة في خرق للاتفاق المتعلق بالمنطقة وانتهاك لميثاق جنيف، في ظل غياب كامل للمجتمع الدولي وفشل في تحمل المسؤوليات تجاه حفظ سلامة وأمن المدنيين".
وشدد الائتلاف على "ضرورة تحرك الأطراف الفاعلة لإنقاذ المدنيين، وخاصة النساء والأطفال في إدلب وحماة، ووقف حملة القصف والتهجير الجماعي الجارية الآن على الأرض، ومنع سقوط المزيد من الشهداء".
واشنطن تعرب عن قلقها
من جانبها عبرّت الولايات المتحدة الأميركية، يوم الثلاثاء، عن قلقها من تصاعد العنف في إدلب وشمالي حماة، وسط استمرار الغارات الجوية التي يشنها النظام السوري وروسيا، وكذلك الهجمات التي تشنها هيئة تحرير الشام.
وأوضحت في بيان أن ذلك يسهم في زعزعة استقرار المنطقة، وتفاقم الوضع الإنساني المتردي والتسبب في سقوط العشرات من الضحايا، والكثير منهم أطفال.
وأضاف البيان أن الهجمات استهدفت البنية التحتية المدنية، بما في ذلك المنازل والمرافق الطبية ومخيمات النازحين داخلياً الذين أجبروا على ترك منازلهم بسبب هذا العنف.
كذلك أشار إلى أن روسيا والنظام يواصلان بشكل صارخ استهداف المنظمات الإنسانية مثل متطوعي الخوذ البيض أثناء محاولتهم إنقاذ الضحايا في العديد من هذه المجتمعات المتأثرة.
وقال "يجب أن ينتهي العنف"، مشدّداً أن أي تصعيد في العنف شمال غربي سورية سيؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة.
ودعا جميع الأطراف، بما في ذلك روسيا والنظام السوري، إلى الوفاء بالتزاماتها بتجنب الهجمات العسكرية واسعة النطاق، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق لمواجهة الكارثة الإنسانية التي تسببت فيها العنف المستمر.