عاد الحديث مجدداً في العراق عن احتمال لجوء بعض القوى السياسية إلى الاصطفاف بالمعارضة، بالتزامن مع صراع محموم على المناصب العليا والدرجات الخاصة، كالمحافظين، ووكلاء الوزراء، ورؤساء الجامعات والهيئات المستقلة، والمديرين العامين، التي يفترض أن يحسم الجدل بشأنها قبل نهاية شهر يونيو/ حزيران المقبل، فيما تبذل قوى مساندة للحكومة جهوداً لإجهاض أيّ محاولة لتشكيل نواة معارضة.
وكشف مصدر برلماني مطّلع عن وجود رغبة من جميع الكتل البرلمانية الكبيرة والصغيرة، للحصول على حصة من مناصب الدرجات الخاصة، مؤكداً لـ "العربي الجديد" أن النقاش بشأنها وصل إلى طريق مسدود، بعدما تمسكت الكتل الكبيرة بضرورة توزيعها وفقاً للأوزان، التي أفرزتها نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في مايو/ أيار 2018.
وأضاف أن "هذا الخيار لم يرض كتلاً أخرى طالبت بحصة من مئات المناصب التي تدار بالوكالة منذ سنوات"، موضحاً أن "بعض الأطراف "السنية" كتحالف القرار لوّحت بالذهاب إلى المعارضة إذا لم تتم الاستجابة لمطالبها".
وبيّن المصدر أن عدداً من القوى المؤيدة للحكومة، وأبرزها تحالفا "الفتح" (الجناح السياسي لمليشيا الحشد الشعبي)، و"سائرون" المدعوم من التيار الصدري، لا يرغبان بتشكيل جبهة معارضة في الوقت الحاضر، لاعتقادهم بأن هذا الأمر قد يؤثر على عمل الوزارات، ويؤخر تطبيق البرنامج الحكومي. كذلك أشار إلى وجود اتجاهين داخل تحالف "الإصلاح"، الأول مساند لحكومة عادل عبد المهدي متمثلاً بـ"سائرون" وقوى أخرى صغيرة، فيما لوح آخرون بالذهاب إلى المعارضة ومن بينهم تيار "الحكمة" الذي يتزعمه عمار الحكيم.
وفي ما يتعلق بتحالف "البناء"، أكد المصدر أن بعض قيادات التحالف تجري هي الأخرى تحركات مكثفة لمنع تشكيل كتلة معارضة قوية للحكومة، موضحاً أن تحالف "الفتح" المنضوي ضمن "البناء" لن يقبل بفكرة وجود معارضة بسهولة، لأن لديه عدداً من الوزراء في الحكومة الحالية، لافتاً إلى وجود بعض الأطراف في تحالف "البناء" لا ترغب باستمرار عمل حكومة عبد المهدي.
في السياق، قال القيادي في تحالف "القرار" محافظ نينوى السابق، أثيل النجيفي، إن أبواب المعارضة تبقى مفتوحة للمرحلة المقبلة، مضيفاً على صفحته بموقع "فيسبوك": "لا شيء أفضل من الانتظار والاستعداد لما بعد الصراعات الفاسدة".
Facebook Post |
وكان النجيفي قد أكد في وقت سابق أن الجلوس في المعارضة أفضل في المرحلة الحالية، موضحاً أن مسيرة تحالف "الإصلاح" (الذي ينتمي إليه تحالف "القرار")، تحتاج إلى إعادة نظر مع ميل باتجاه المعارضة.
من جهته، أكد القيادي في تحالف "النصر" فالح الزيادي، أن تحالفه يدرس خيار الذهاب للمعارضة، موضحاً في تصريح صحافي أن زعيم التحالف حيدر العبادي، أجرى حوارات مع كتل سياسية مختلفة لدراسة هذا الخيار الذي لم يتخذ القرار بشأنه بعد.
ومؤخراً بات الحديث عن ولادة كتل معارضة في البرلمان العراقي الحالي، بنسخته الرابعة منذ الاحتلال الأميركي أكثر جدية من أي وقت مضى.
وكان عضو المؤتمر العام لتيار "الحكمة" هاشم الحسناوي، قد لمّح إلى احتمال لجوء تياره إلى المعارضة، بسبب تفرّد تحالف "سائرون" بقرارات "الإصلاح"، مؤكداً في تصريح صحافي له أخيراً، أنّ "قرار الانسحاب لم يتم اتخاذه بشكل رسمي، إلا أنّه مطروح على طاولة النقاش".