أكد محام جزائري توقيف وإيداع الجنرال السابق في الجيش حسين بن حديد السجن على خلفية مقال سياسي نشره في جريدة محلية.
وقال المحامي بشير مشري، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن موكله بن حديد تم إيداعه السجن مساء أمس على خلفية رسالة مفتوحة ذات طابع سياسي كان قد وجهها إلى قائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح قبل أسبوع، عبر صحيفة "الوطن" المحلية الصادرة باللغة الفرنسية، طرح فيها موقفه من الأزمة الراهنة في البلاد، وما يتوجب على الجيش وقائده فعله.
وأكد مشري أن بن حديد استجاب لاستدعاء قضائي، ولدى مثوله تم إبلاغه بأنه متهم بـ"الحطّ من معنويات الجيش والتأثير عليها"، وتم على أثر ذلك إيداعه السجن المؤقت.
واعتبر المحامي ذاته أن "هناك تضليلا في فهم رسالة بن حديد إلى قائد الجيش"، نافيا أن يكون هدف موكله "الحطّ من معنويات الجيش، بقدر تقديم مساهمة لحل الأزمة السياسية الراهنة".
وكان الجيش الجزائري قد رد بلهجة حادة على رسالة بن حديد وشخصيات أخرى نشرت مقالات سياسية تخص الوضع السياسي والجيش.
ووصف الجيش، في افتتاحية نشرت في العدد الأخير من مجلته، هذه الشخصيات بـ"الأبواق ذاتها التي طالبت الجيش بالتدخل في الشأن السياسي خلال عشريات سابقة، هي نفسها التي تحاول اليوم عبثا أن تدفعه لذلك في هذه المرحلة، من خلال طرق شتى، أبرزها ممارسة الضغط عبر رسائل مفتوحة ونقاشات وآراء تنشر على صفحات بعض الصحف للذهاب لفترة انتقالية على مقاسهم، يعبثون فيها مثلما شاءوا، ويمررون مشاريعهم وأجندات عرابيهم، الذين يكنون الحقد والضغينة للجزائر وشعبها".
وهذه هي المرة الثانية التي يتم فيها اعتقال الجنرال حسين بن حديد، بعدما كان قد قضى ثلاثة أشهر في السجن لإدانته من قبل محكمة بالعاصمة الجزائرية، في مارس/ آذار 2016، بسنة سجنا بتهمة "تجاوز واجب التحفظ كقائد عسكري سابق، وإفشاء أسرار عسكرية اطلع عليها خلال فترة عمله في المؤسسة العسكرية"، وذلك على خلفية مداخلة له على قناة "المغاربية"، والتي دعا فيها الجزائريين إلى "إنقاذ البلاد"، وهاجم حينها السعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة، وقائد أركان الجيش، قبل أن يتم الإفراج عنه في يوليو/ تموز 2016 بسبب تدهور وضعه الصحي، وبالتماس من هيئة الدفاع.
ويبدي الجيش الجزائري، في الفترة الأخيرة، حساسية إزاء تصريحات ومقالات شخصيات سياسية وعسكرية سابقة، وهدد، أكثر من مرة، بالملاحقة القضائية ضد من يتعرض للجيش وقائد الأركان.