ولا يزال النظام السوري وحلفاؤه يشنون هجمات عنيفة منذ الأسبوع الماضي على مناطق سكنية بمنطقة خفض التصعيد في إدلب، خلفت ضحايا في الأرواح ودماراً شديداً في ممتلكات المدنيين ومنازلهم.
وأوضح المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في سورية، ديفيد سوانسون، في مقابلة مع وكالة "الأناضول"، أن "الأمم المتحدة قلقة بشأن تصاعد العنف في شمال غربي سورية، الذي أدى إلى فقدان العديد من المدنيين منازلهم وممتلكاتهم".
وقال سوانسون: "خلال الأيام القليلة الماضية، شهدنا زيادة في الغارات الجوية والقصف بالبراميل المتفجرة على منطقة خفض التصعيد؛ حيث كانت الأكثر كثافة والأسوأ منذ 15 شهراً".
واستنكر المتحدث الأممي استخدام النظام السوري للبراميل المتفجرة في منطقة مكتظة بالسكان، واصفاً هذا الاستخدام بأنه "أمر مثير للاشمئزار".
ودعا سوانسون النظام السوري إلى الامتثال للقوانين الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان.
وذكر أن هناك معلومات تفيد بأن النظام السوري، خلال الأيام الأخيرة، استخدم ذخائر مختلفة، تشمل البراميل المتفجرة، في قصف مناطق بمحافظات إدلب وحلب وحماة.
ولفت سوانسون إلى أن الأمم المتحدة وفرت الاحتياجات الأساسية للمدنيين بقدر سماح الظروف الأمنية بذلك.
من جهته، قال المتحدث باسم مكتب تنسيق المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة، ينس لايركي، إن الأمم المتحدة تشعر بقلق عميق إزاء تدهور الوضع الإنساني والخسائر المدنية والأضرار التي لحقت بالمرافق الأساسية والحيوية في منطقة خفض التصعيد بإدلب.
وأضاف أن أربعة مراكز صحية خرجت من الخدمة أخيراً، جراء تعرضها لهجمات جوية، الأمر الذي أدى إلى حرمان آلاف المدنيين من الخدمات الطبية، كما تعرضت العديد من مدارس إدلب وحماة لأضرار جسيمة.
ودعا لايركي إلى إنهاء العنف في منطقة خفض التصعيد، حاثاً الأطراف على ضرروة الالتزام بمسؤولياتهم في نطاق القانون الدولي لحقوق الإنسان، وحماية المدنيين ومرافق البنية التحتية.
بدوره، أكد المتحدث باسم برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، يرفيه فيرهوسل، لـ"الأناضول"، أن البرنامج يواصل تقديم مساعداته للمدنيين الذين اضطروا لترك منازلهم وتوفير احتياجاتهم الأساسية عبر تركيا.
ارتفاع عدد القتلى إلى 18
في غضون ذلك، ارتفع إلى ثمانية عشر قتيلاً وأكثر من خمسين جريحاً، بينهم أطفال ونساء عدد ضحايا القصف الجوي لقوات النظام السوري والطيران الروسي على ريفي إدلب وحماة اليوم الثلاثاء.
وقالت مصادر من الدفاع المدني السوري لـ"العربي الجديد" إن عدد القتلى جراء استمرار القصف الجوي من قوات النظام السوري والقوات الروسية على ريفي إدلب وحماة بلغ ثمانية عشر قتيلا على الأقل، فضلا عن وقوع خمسين جريحا بينهم أطفال ونساء.
وتبقى الحصيلة مرشحة للزيادة بحسب المصادر التي أشارت إلى استمرار القصف ووجود مصابين بجروح خطرة.
وأوضحت المصادر أن الضحايا توزعوا على بلدات ومدن وقرى "كفرموس، رأس العين، كفرزيتا، الزكاة، دير سنبل، مرج الزهور، البارة، معرتماتر، عابدين، معرة حرمة".
وأوضحت المصادر أن القصف استهدف التجمعات السكنية والمستشفيات والمدارس ودور العبادة بشكل مباشر، ما يجعل عدد القتلى في تزايد مستمر.
وقتل أمس في قصف مماثل على محافظة إدلب وحدها 10 مدنيين، كما تقدّمت قوات النظام تحت القصف وسيطرت على موقعين في حماة.
ووثّق فريق "منسقو الاستجابة في الشمال السوري" مقتل 364 مدنياً منذ بدء حملة القصف في الثاني من فبراير / شباط إلى السادس من مايو / أيار.
وناشدت هيئة التفاوض السورية مجلس الأمن الدولي لعقد اجتماع عاجل من أجل إصدار قرار يوقف العدوان على إدلب.
كما حذرت من موجة نزوح وكارثة إنسانية غير مسبوقة في حال استمر قصف روسيا وقوات النظام على إدلب وريف حماة الشمالي.
ومنتصف سبتمبر/أيلول 2017، أعلنت الدول الضامنة لمسار أستانة (تركيا وروسيا وإيران)، توصلها إلى اتفاق على إنشاء "منطقة خفض تصعيد" في إدلب، وفقا لاتفاق موقع في مايو/أيار من العام نفسه.
وفي إطار الاتفاق، تم إدراج إدلب ومحيطها (شمال غرب)، ضمن "منطقة خفض التصعيد"، إلى جانب أجزاء محددة من محافظات حلب وحماة واللاذقية.
وفي سبتمبر/أيلول 2018، أبرمت تركيا وروسيا اتفاق "سوتشي" من أجل تثبيت وقف إطلاق النار في إدلب، وسحبت المعارضة بموجبه أسلحتها الثقيلة من المنطقة المشمولة بالاتفاق في 10 أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه.