أكدت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي، اليوم الأربعاء، أنه سيجري "تحميل شحنة من الأسلحة" على سفينة شحن سعودية، يفترض أن تصل اليوم إلى مرفأ هافر الفرنسي، وذلك وسط جدل دائر منذ أيام حول تسليم شحنة أسلحة جديدة للرياض، فيما لا تزال حرب السعودية على اليمن تحصد مزيداً من أرواح مدنييه.
وقالت بارلي لشبكة "بي أف أم تي في" وإذاعة "مونتي كارلو "الدولية إنه "سيجري تحميل شحنة أسلحة بموجب عقد تجاري"، وذلك في معرض ردها على سؤال يتعلق بسفينة الشحن السعودية "بحري ينبع" التي كشف موقع "ديسكلوز" الإلكتروني أنها ستقوم بنقل أول شحنة من المدافع الفرنسية التي يمكن استخدامها في الحرب التي تخوضها المملكة على اليمن.
وبحسب "ديسكلوز"، وهو موقع استقصائي فرنسي انطلق حديثاً، فإن "ثمانية مدافع من نوع قيصر سيتم تحميلها على متن سفينة الشحن عصر الأربعاء، أما الوجهة النهائية فهي مرفأ جدة".
وكانت مصادر حكومية فرنسية قد نفت لوكالة فرانس برس أمس أن تكون سفينة الشحن السعودية بصدد التوقف في هافر، قائلة إن "لا شحنة من مدافع قيصر مبرمجة للتسليم".
واستدعى النائب الشيوعي جان بول لوكوك أمس الحكومة الفرنسية، مشدداً على أن عشرات آلاف المدنيين قتلوا في اليوم، وسقط مئات آلاف الجرحى، "جراء الحرب التي تشنها السعودية على هذا البلد"، معتبراً أن اليمنيين مهددون بالمجاعة، فيما تتمسك باريس بدبلوماسية "المحفظة".
وطالب النائب في الجمعية العمومية الفرنسية حكومة إدوار فيليب بـ"إطلاع الفرنسيين بكل شفافية على الحمولة المرتقب أن تشحن تحصل من الهافر".
وكانت منظمات إنسانية غير حكومية بلجيكية قد رصدت سفينة الشحن السعودية "بحري ينبع" نهاية الأسبوع في مرفأ "أنفير" (بلجيكا). وتعتقد هذه المنظمات أن الشركة الوطنية السعودية "بحري" تحمل أسلحة ومعدات إلى الأراضي السعودية من أوروبا بشكل منتظم منذ الصيف الماضي.
Twitter Post
|
وقال مانويل لامبير، من القسم القانوني في "رابطة حقوق الإنسان" البلجيكية إن "لدينا أدلة على أن معدات بلجيكية من إقليم والونيا خرجت من مرفأ أنفير في تواريخ كانت فيها سفن شحن سعودية متوقفة في المرفأ".
من جهتها، تتمسك الحكومة الفرنسية بموقفها الذي لا ينكر وجود أسلحة فرنسية الصنع تستخدم في اليمن، لكنها تؤكد أنها لا تستخدم ضد المدنيين.
ولم توضح بارلي اليوم طبيعة الأسلحة التي سيتم تحميلها ولا وجهتها، لكنها أكدت أنه "على حد علم الحكومة الفرنسية، ليست لدينا عناصر أدلة تفيد بأن ضحايا في اليمن سقطوا نتيجة استخدام أسلحة فرنسية".
وتفيد مذكرة نشرها "ديسكلوز" في منتصف شهر إبريل/نيسان الماضي أن الرياض وأبو ظبي تستخدمان فعلياً أسلحة فرنسية على الأراضي اليمنية ضد المدنيين (للاطلاع أنقر هنا).
وذكرت بارلي أن مبيعات الأسلحة هذه جزء من "اتفاقات شراكة طويلة الأمد مع السعودية والإمارات العربية المتحدة"، مؤكدة أن "فرنسا لديها مصالح في هذه المنطقة من العالم".
(العربي الجديد، فرانس برس)