لليوم الثاني على التوالي، تشهد العاصمة الليبية طرابلس هدوءاً نسبياً في أحيائها الجنوبية، فيما أكدت مصادر تعرض بلدة غدوة جنوب البلاد، لهجومٍ مسلح فجر اليوم الخميس، أسفر عن مقتل عدد من المدنيين.
وقال شهود عيان من بلدة غدوة (60 كيلومتراً جنوب سبها) إن مجموعة مسلحة هاجمت البلدة فجر اليوم بحوالي 30 سيارة، واشتبكت مع فصيل مسلح تابع لقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، المسيطرة على المنطقة.
وأكدت المصادر لـ"العربي الجديد" أن الهجوم، الذي لم تُعرف أهدافه ولا هوية المهاجمين، أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين وحرق عدد من المنازل، قبل أن تغادر المجموعة المسلحة البلدة.
من جهة أخرى، تعرضت أحياء مدنية في طرابلس لغارات عدة نفذتها طائرات تابعة لحفتر، في حي جنزور ووادي الربيع.
وقال المتحدث الرسمي باسم عملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة الوفاق، محمد قنونو، إن الضربات الجوية كانت متبادلة، فبينما قصف طيران "بركان الغضب" مواقع لحفتر حول غريان، نفذ طيران الأخير خمس غارات موزعة بين وادي الربيع وجنزور، مشيراً إلى أن القصف طاول سيارة إسعاف تابعة لمركز الطب الميداني المخصص للحالات الإنسانية والإسعافات.
وأكد قنونو لـ"العربي الجديد" أن "غارات حفتر التي استمرت حتى فجر اليوم، خلفت أضراراً في منازل المدنيين في كوبري الزهراء وجنزور، بالإضافة إلى تضرر الطاقم الطبي بسيارة الإسعاف المستهدفة"، لافتا إلى أن أحد أفراد الطاقم الطبي بُترت قدمه.
وفي ما يتعلق بمحاور القتال، أكد قنونو أن الهدوء يسود محاور القتال لليوم الثاني على التوالي، باستنثاء اشتباكات متقطعة، لافتاً إلى أن "طبيعة الميدان، وأحياناً مستجدات السياسة، تفرض علينا التوقف أو تأجيل وتغيير الخطط العسكرية أحياناً، لكن ما نؤكده هو عدم توقف القتال حتى رد العدوان على العاصمة".