حشود لـ"الحرس الثوري الإيراني" قرب كردستان العراق: عملية عسكرية جديدة؟

15 اغسطس 2019
تجمع لافت للحرس الثوري قرب الأراضي العراقية (Getty)
+ الخط -
أكدت مصادر كردية مقرّبة من الأحزاب الإيرانية المعارضة التي تمارس نشاطها في إقليم كردستان العراق، اليوم الخميس، أن قوات تابعة لـ"الحرس الثوري الإيراني" بدأت تتجمع بشكل لافت، خلال الأيام القليلة الماضية، على مقربة من الأراضي العراقية ضمن إقليم كردستان العراق.

ورأت المصادر الكردية، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن التحشيد الإيراني الجديد يؤشر إلى احتمالية وجود مخططات إيرانية لتنفيذ عمليات عسكرية داخل قرى عراقية حدودية في الإقليم، رداً على هجمات نفذتها أجنحة كردية مسلّحة معارضة لطهران كانت انطلاقاً من مناطق عراقية حدودية ضمن إقليم كردستان العراق".

وأشارت إلى أنّ "الأجنحة المسلّحة للأحزاب الكردية المعارضة لطهران اتخذت جميع الإجراءات الاحترازية، من بينها التحسب لقصف مدفعي إيراني على مقرات أو مواقع أحزاب إيرانية في بلدات سيدكان وقلعة دزة ومناطق عراقية أخرى حدودية مع إيران".



والأسبوع الماضي، قالت السلطات الإيرانية إن اثنين من عناصر "الحرس الثوري" قتلا وأصيب ثالث بهجوم لجماعات معارضة وصفتها بـ"الانفصالية" شمالي البلاد.

كما قتل ثلاثة من عناصر الحرس الثوري الايراني وأصيب آخرون، الشهر الماضي، بهجوم لمقاتلين معارضين للنظام الإيراني قرب الحدود مع العراق.

إلى ذلك، تفقّد قائد "الحرس الثوري الإيراني"، حسين سلامي، قواته المتواجدة على المرتفعات المحاذية لكردستان العراق، قائلاً من هناك إن "إيران لديها قوة مستقلة في العالم".

ونقلت وسائل إعلام عن سلامي قوله إن "جميع قمم الجبال على الحدود الشمالية والغربية للبلاد خاضعة بشكل كامل لسيطرة وإشراف الحرس الثوري"، مضيفاً أن "أبناء هذه المناطق سطّروا أروع الملاحم لإرساء الأمن في مناطقهم".

ووجّه رسالة لخصومه قال فيها "رسالتنا للأعداء هي أن عليهم أن يضعوا في حساباتهم اقتدار الجمهورية الإسلامية الإيرانية، الذي اتسع نطاقه عالمياً"، مؤكداً أن "إيران تحافظ على استقلالها السياسي والاقتصادي بعيداً عن تأثير القوى العالمية".

في المقابل، دعا رئيس "حزب الحياة الكردستاني الحر"، الذي لديه نشاط معارض في إيران ودول أخرى، سيامند معيني، في مقابلة مع وكالة إخبارية كردية، جميع الأطراف السياسية في "شرق كردستان" وإيران، إلى التكاتف من أجل ما وصفه "خوض نضال مشترك" في المرحلة الحالية التي تمر بها إيران والمنطقة بشكل عام، معتبراً أن "إيران تمر بأزمة كبيرة كنتاج لـ40 عاماً من سياسة نظامها الحالي".



وتتركز أحزاب كردية إيرانية عدّة في إقليم كردستان، وتمتلك أجنحة عسكرية وأخرى سياسية، وتتركز في مناطق وقرى شمال أربيل وجنوب السليمانية، وفي كويسنجق قرب كركوك التي شهدت العام الماضي قصفاً صاروخياً إيرانياً عنيفاً على مقر لحزب كردي إيراني معارض خلال اجتماع، أسفر عن مقتل 15 من أعضائه وجرح قرابة الخمسين.

وأبرز الأحزاب الكردية الإيرانية الموجودة في إقليم كردستان العراق، هي حزب حرية كردستان، والحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني المعروف اختصاراً بـ"حدكا"، والحزب الشيوعي الكردستاني (كومله)، وحزب الحياة الحر في كردستان إيران المعروف اختصاراً بـ"بيجاك".