واندلعت، مساء أمس الأربعاء، اشتباكات قبلية بين قبيلتي البني عامر والنوبة، في مدينة بورتسودان، شرقي السودان.
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت "لجنة أطباء السودان"، في بيان، أن الإصابات لا تزال تتوالى إلى حوادث مستشفى بورتسودان، نتيجة الاشتباكات القبلية.
ولفتت اللجنة إلى أن عدد المصابين بلغ أكثر من 30 شخصاً، بينهم حالات حرجة.
Facebook Post |
وحمّلت اللجنة، الجهات الأمنية وحكومة الولاية، كامل المسؤولية عن حفظ أمن وأمان المواطن، وأخذ الإجراءات والاحتياطات الأمنية الجادة لمنع تكرار أحداث كهذه.
Facebook Post |
وقبل شهرين وقعت اشتباكات قبلية بين قبيلتي النوبة والبني عامر أدت إلى مقتل العشرات، قبل أن تتدخل محاولات الصلح بين القبيلتين، لكن الأحداث تأججت من جديد مساء أمس بسبب فقدان فتاة.
وتعليقًا على تلك الوقائع، قال تجمع المهنيين السودانيين، اليوم، إنه "يتابع منذ الأمس بكل أسف تجدد الأحداث الدامية في مدينة بورتسودان"، منوهًا إلى أن "العشرات أصيبوا، وسط غياب كامل للأجهزة العسكرية والنظامية والوالي المكلف ولجنته الأمنية".
وحذّر التجمع، في بيان له، من "محاولات المتربصين لتأجيج الصراع القبلي بين المواطنين في المدينة"، وأكد أن أولى أولويات السلطة الانتقالية هى "توفير الأمان والحماية وحقن الدماء"، وطالب "عُمد وشباب وشيوخ القبائل وحكماءها بقيادة مبادرات جادة للاحتكام إلى صوت العقل والابتعاد عن النزاع الدامي"، معتبرًا أن ذلك "هو الطريق الذي يحقق العدالة حتى نصل إلى دولة القانون التي يحاسب من خلالها كل من يقترف جرماً، وتُرد الحقوق إلى أهلها".
مشاورات تشكيل الحكومة
وتأتي هذه الأحداث الأمنية، في وقت يُجري فيه رئيس الوزراء السوداني الجديد، عبد الله حمدوك، اجتماعاً مع قيادات قوى "إعلان الحرية والتغيير"، للتشاور معهم حول تشكيل الحكومة الجديدة.
وأدى الخبير السوداني في الأمم المتحدة عبد الله آدم حمدوك، مساء أمس الأربعاء، اليمين الدستورية رئيساً للوزراء، خلال الفترة الانتقالية المحددة بثلاث سنوات وثلاثة أشهر، ليكون أول رئيس وزراء بعد نجاح الثورة السودانية التي أطاحت نظام الرئيس المعزول عمر البشير في إبريل/نيسان الماضي.
وكانت قوى "إعلان الحرية والتغيير" قد اختارت حمدوك ذا الخلفية الاقتصادية لتولي المنصب، على أن يشكل حكومته بالتشاور معها.
التعايشي يؤدي اليمين
إلى ذلك، أدّى عضو المجلس السيادي محمد الحسن التعايشي، اليوم الخميس، اليمين الدستورية للفترة الانتقالية في السودان، أسوةً بأعضاء المجلس التسعة الذين أدّوها، أمس الأربعاء.
وجاء أداء اليمين للعضو العاشر، أمام رئيس المجلس عبد الفتاح البرهان، ورئيس القضاء المكلف عباس علي بابكر.
وأدّى التعايشي اليمين، أخيراً، عن نظرائه، لوجوده خارج البلاد، إذ وصل في وقت سابق الخميس إلى الخرطوم، قادماً من العاصمة البريطانية لندن.
Facebook Post |
والأربعاء، أدى البرهان وتسعة من الشخصيات العسكرية والمدنية في الخرطوم، اليمين الدستورية لعضوية المجلس السيادي للفترة الانتقالية.
والعسكريون الذين أدوا اليمين هم، الفريق أول محمد حمدان دقلو "حميدتي"، والفريق الركن شمس الدين الكباشي، والفريق الركن ياسر العطا، واللواء الركن إبراهيم جابر كريم.
أما المدنيون فهم، حسن شيخ إدريس، والصديق تاور، ومحمد الفكي سليمان، وعائشة موسى، ورجاء نيكولا.
ويتولى البرهان، رئاسة المجلس لمدة 21 شهراً، ثم يتولى الرئاسة بعده أحد الأعضاء المدنيين في المجلس 18 شهراً.
ويأمل السودانيون أن ينهي الاتفاق بشأن المرحلة الانتقالية، بين المجلس العسكري الانتقالي وقوى الحرية التغيير، اضطرابات متواصلة في البلد العربي، منذ أن عزلت قيادة الجيش الرئيس عمر البشير في إبريل/نيسان الماضي.
وكانت قوى الحرية والتغيير تتخوف من أن يلتف الجيش على المطالب الشعبية، ويحتفظ بالسلطة، كما حدث في دول عربية أخرى.