أعلن الرئيس التونسي السابق محمد المنصف المرزوقي (74 عاما)، نيته الترشح رسمياً للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها، المقررة في منتصف شهر سبتمبر/ أيلول، وذلك بعد ساعات من إعلان تحالف "تونس أخرى"، والمتكون من حزب "الحراك" وحركة "وفاء" ومستقلين، ترشيحه، فيما أكد حزب "نداء تونس" ترشيح وزير الدفاع الوطني عبد الكريم الزبيدي، بالتزامن مع تقديم رئيس الحكومة الأسبق وأمين عام "حزب النهضة" السابق حمادي الجبالي ترشيحه.
وجاء إعلان المرزقي في تصريح لإذاعة "ديوان إف إم" المحلية، اليوم الثلاثاء، إذ أكد أنه سيقدم، غدا، ترشيحه "بعدما صار القرار واضحا"، وأنه سيعقد مؤتمرا صحافيا لشرح أسباب ترشحه.
Facebook Post |
وقال تحالف "تونس أخرى"، في بيان له أمس الاثنين، إنه إثر الاستشارة الخاصة التي تمت مع رؤساء قوائم هذا التحالف، والمرشحة للانتخابات التشريعية، فقد تقرّر بالإجماع، وبعد التداول، دعم ترشيح محمد المنصف المرزوقي للانتخابات الرئاسية المقبلة، مؤكدا التنسيق والتعاون مع مختلف الفاعلين السياسيين والأفراد الداعمين لهذا الترشيح.
وأكد الأمين العام لحركة "وفاء" عبد الرؤوف العيادي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ "المرزوقي مناضل متشبع بقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، كما أن له تجربة وخبرة من خلال توليه سابقا منصب رئيس الجمهورية"، مضيفا أن "المرزوقي له مواقف وسياسة خارجية واضحة الملامح، وتقوم على دعم الثورات العربية ضد بعض المحاور الخليجية والغربية التي تستهدف بلدان الربيع العربي".
Facebook Post |
وأوضح العيادي أن "جملة هذه الخصائص والصفات جعلت تحالف (تونس أخرى) يقرر دعم ترشح المرزوقي، حيث حصل توافق حول شخصه"، مشيرا إلى أن التحالف يرى أن "المرزوقي قادر على تقديم الإضافة وقيادة تونس في المرحلة المقبلة".
وكان المرزوقي قد ذكر في تصريح إذاعي، أمس، أن حزبه قرّر ترشيحه للانتخابات الرئاسية، وأنه بصدد إجراء بعض المشاورات، داعيا إلى "تضافر الجهود لمرور الفترة الصعبة التي ستحدد مستقبل تونس".
وأشار الرئيس التونسي السابق إلى أنّ من الأسباب الأساسية حول ترشحه للرئاسة الإضافة التي سيقدمها، ومدى قدرته على تقديم أشياء جديدة، مؤكدا أنه في فترة توليه الرئاسة حافظ على تونس، ولم يفرط في السيادة الوطنية، ولم يعين ابنته في أي منصب، ولم يغلق القصر أمام الشعب.
وأوضح أنه "لا بد من تجاوز الماضي وبناء صفحة جديدة"، وأنه برغم الهجومات التي طاولته إلا أنه لم يرد، مضيفا أن من أسباب تفاؤله بالمستقبل الأزمة التي مرت بها تونس، وخاصة ما عرف بالخميس الأسود، والذي رغم الألم إلا أنه "كشف عن التفاف التونسيين ولحمتهم مع بعض وصلابة المؤسسات".
وأضاف أن "المؤسسات والدستور بيّنا أن الأسس الذي بنيت عليها تونس صلبة، وبالتالي لا خوف على البلاد".
يذكر أن المرزوقي سبق أن شارك في الانتخابات الرئاسية 2014 وانتقل إلى الدور الثاني في منافسة مع الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي، الذي فاز حينها.
الزبيدي مرشح "النداء"
وعلى صعيد متصل، قرر حزب حركة "نداء تونس" ترشيح وزير الدفاع الوطني عبد الكريم الزبيدي للانتخابات الرئاسية بعد عدة اجتماعات.
وبعد الجدل الذي أثير حول ترشيح الزبيدي للرئاسية من عدمه، وقّع نواب من العديد من الأحزاب والانتماءات السياسية تزكيتهم للزبيدي، مؤكدين أنه "رجل المرحلة ويحظى بثقة عديد الأطياف السياسية".
وأشارت بعض التقارير إلى أن الزبيدي قد يودع ملف ترشحه لدى الهيئة الفرعية للانتخابات، غدا الأربعاء، ليقطع بذلك الطريق أمام الإشاعات التي رافقت عملية ترشحه والتأويلات الكثيرة التي أثيرت حوله.
وأكدت النائبة عن حركة "نداء تونس" فاطمة المسدي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّه حصل اجتماع، أمس، بين قيادات "نداء تونس" وممثلين عن "اتحاد الشغل"، وتم الاتفاق على ترشيح الزبيدي كمرشح توافقي بين النداء والاتحاد.
وأوضحت المسدي أنّ "لا أحد يشكك في أنّ الزبيدي رجل دولة بامتياز، وقد أظهرت مناسبات عدة أنه وطني ووفيّ لتونس، وأنه فوق الحسابات السياسية، وهذه الشروط مهمة لحصول توافق حول هذا المرشح واختياره دون غيره من المرشحين".
ويبدو أن لقاء سيجمع، اليوم الثلاثاء، الزبيدي برئيس الجمهورية المكلف محمد الناصر حول مستجدات ترشحه للرئاسة، ويتوقع النظر في الإجراءات القانونية والخطوات القادمة قبل أن يتولى إيداع ملفه لدى الهيئة الفرعية للانتخابات، وخاصة أنه لم تتبق سوى 3 أيام لغلق باب الترشحات للانتخابات الرئاسية.
ورغم تردد الزبيدي سابقا بشأن دخول غمار الانتخابات الرئاسية وإعلانه عدم ترشحه، إلا أن الحملة الواسعة التي انطلقت مباشرة بعد مراسم توديع الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي، والتي دعت الزبيدي إلى الترشح، دفعت به إلى التفكير في المسألة وقبول الترشح، خاصة في ظل العروض الكثيرة التي تلقاها من فاعلين سياسيين وقوى حزبية.
وفيما اعتبر البعض حملات مساندة الزبيدي عفوية، نظرا للثقة الكبيرة التي يحظى بها والدور الذي لعبه في استقرار تونس، ونجاحه في أغلب المهام التي تحملها، إلا أن البعض الآخر اعتبرها حملة ممنهجة وربما مخططا لها من قبل جهات سياسية في محاولة منها لقطع الطريق على بعض المنافسين، الذين أعلنوا ترشحهم، وعلى بعض الأحزاب التي لم تحسم أمرها بعد، حيث قد يدفع ترشح الزبيدي إلى خلط الأوراق من جديد.
وتتالت في الآونة الأخيرة المشاورات واللقاءات بين وزير الدفاع الوطني والعديد من الأحزاب.
الجبالي يترشح أيضا
من جهته، قدّم رئيس الحكومة الأسبق وأمين عام "حزب النهضة" السابق حمادي الجبالي، اليوم الثلاثاء، ترشيحه للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها، والتي ستجري يوم 15 سبتمبر/ أيلول.
ويعد الجبالي المرشح السادس والعشرين الذي يقدم ترشيحه بشكل رسمي إلى الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، خلال الأيام الأربعة الأولى من تاريخ فتح باب الترشيحات في 2 أغسطس/ آب الحالي.
وأكد عضو هيئة الانتخابات سفيان العبيدي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن حمادي الجبالي قدم ملفه بتزكية من 11 نائبا من مجلس نواب الشعب، وهو الترشيح رقم 26 خلال الأيام الأربعة الأولى من تاريخ قبول الترشيحات للانتخابات الرئاسية.
وقال حمادي الجبالي، في تصريح صحافي إثر تقديم ترشيحه بشكل رسمي، إنه فخور ويشعر بالشرف والمسؤولية لتقدمه لخدمة تونس مرة أخرى، مشيرا إلى أنه ترشح بصفته مستقلا عن أي انتماء حزبي أو جهوي، وأن "حزبه هو تونس".
واضاف الجبالي أن "الظرف الذي تمر به البلاد صعب، وأن الأولوية لإنقاذ البلاد".